رسالة مفتوحة للسيّد جوزيف سيب بلاتر..

زهير دعيم

بقلم: زهير دعيم
سيدي ؛
تحيّة ملأى بالتقدير والإعجاب ، أرفعها اليك من تلال الجليل ، هذه التلال التي مشى عليها السيد المسيح ، وغبّر أقدامه الجميلة بغبارها وترابها ، فأنبتت زنبقًا وأقاحًا.
  وبعد؛
كرة القدم يا سيدي ، جرثومة تجري في دمي ، وتسري في كياني ، تمامًا كما القصيدة الجميلة والهمسة الدافئة وصوت فيروز ، ولا يبزّها في كياني إلا ذاك الذي وهب حياته لأجل البشر على مذبح الفِداء.
   أتابع يا سيدي المباريات التمهيدية للتصفيات ، أتابعها وأعيشها لحظةً بلحظةٍ ، فأسافر مع تلفازي من الجليل إلى أوروبا فالأمريكيتين فاستراليا ، وأعرِّج على القارّة السمراء وآسيا ، فأكحّل عينيَّ بضربة فنيّة هنا ، وهدف رائع هناك ، وهجمة منسّقة هنالك ، فلا أتمالك  نفسي فأصرخ : الله...الله...

جميلة هذه الكرة ، وجميلة هذه اللعبة الشعبية التي غزت النفوس واستوطنت في الضمائر ؛ الضمائر الجميلة ، الراقصة ، مع رقصات السامبا وأهازيج الأفارقة.
ولكن مع  كلّ المتعة والشّوق والحبّ ، أجد نفسي في الأيام الأخيرة حزيناً ، مهمومًا ...فلا يعقل أن يجري هذا العرس الكرويّ الجميل بدون ليونيل ميسي وتيفيز وسافيولا  وزانيتي وكروز..
ولا أتـصوّره عرسًا جميلا بدون كرستيانو رونالدو وفيرارا وكارفاليو...
أكاد لا أصدِّق ..

قد تقول العدالة ، وقد تقول الحقّ وقد تقول النتائج ، وأقول نعم ، ولكن ستذهب الكثير من الجماليات ، والكثير من اللمحات الشاعرية الكرويّة ، وستفقد القصيدة الكرويّة ربما بيت قصيدها ، فهذه الأسماء اللامعة هي هال يزيد القهوة الأصيلة والأصلية نكهة فوق نكهة.
هناك كاكا وروني وكلوزي وايتو والعشرات ، ولكن يبقى السرب ناقصًا ، وتبقى السيمفونية بدون الأرجنتين والبرتغال  لا تخلو من نشاز.
لم افقد الأمل يا سيدي ، ولكنني أخاف من تلك اللحظة ، فأنا لا اتصوّر – رغم انني مشجّع للألمان- لا اتصوّر عرسا لكرة القدم بدون هذين العملاقين... ومن هنا اقدّم لك اقتراحي المتواضع ..
 قد تقول إنه اقتراح غير معقول ، أو ربما اقتراح مجنون ، ولكنني لن أتنازل عنه ، سأهمسه في أذنيك ، لعلّ وعسى!!!
  
ما رأيك يا سيّد جوزيف بإضافة منتخب جديد ، سَمِّه ما تريد : المنتخب المجهول ، المُلملم ، المُقطّع والموصّل ، الأمم المتحدة ، يلعب في صفوفه مبدعون ونجوم من الدول التي لم يحالفها الحظّ في الوصول ، تتولّى مسؤولياته وتدريباته والإشراف عليه الأمم المتحدة .
ميسي ، كرستيانو ...اسمان لا أتخيّل في أسوأ أحلامي  عرسا لكرة القدم بدونهما ، أيمكن ان يكون عرس والعريس والاشبين غائبين؟!!
وأخيرا أتراني أجد يا سيدي من يُترجم لك أملي الصارخ ، النازف الى  اللغة السويسرية ، فتقرأه ..وقد تضحك وقد......

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع