مصراوي - متابعة - هاني ضوَّه
استضاف الإعلامي عمرو اديب في برنامجه "القاهرة اليوم" الذي اذيع على قناة "اليوم" الفضائية رجل الأعمال المصري أحمد عز مساء الخميس، حيث أكد أحمد عز أنه لن يترك الحزب الوطني أبدا قائلا: "أنا عضو في الحزب، وإن شاء الله سأستمر، ومن الصعب جدا أن أترك هذه العلاقة التي بيني وبين الحزب الوطني".
وأضاف عز: "شخصيا إذا شعرت أنني لن استطيع أن أعطي اكثر للحزب في موقعي التنظيمي داخل الحزب، قد اتركه لمن يستطيع أن يعطي اكثر".
وأوضح: "أنا أعتز بموقعي في الحزب ونفسك من أجله، ولا زلت أنافس حتى أظل مكاني، ولا استطيع أن أقول أنني لا أريد شئ من الحزب ولكن أعتز به لأنه كان من العوامل التي ساعدت على وصولي لمكانتي في البرلمان وهو حق سياسي مشروع".
وعاجلة اديب بالتعقيب على كلامة بأن "الناس تقول أن أحمد عز موجود في البرلمان لحماية "البيزنس" الخاص به، إلا أن عز نفى ذلك قائلا إن "البيزنس" الخاص به لم يتأثر منذ عام 1999، بمعنى ان المصانع التابعة له كلها انتهت بالكامل وتم الاستثمار فيها نهاية التسعينات بما في ذلك "عز الدخيلة"، مضيفا: "أنا بنيت طاقات في صناعة الحديد تقترب من 2.6 مليون طن ذاتيا، وكان لي شرف المشاركة في إعادة بناء الدخيلة".
ونفى عز ان يكون قد استفاد من موقعه السياسي في عمله، قائلا: "على العكس فوجودي في هذا المنصب يجعل المؤسسات الصناعية التابعة لي في بؤرة اهتمام وتقييم ومراقبة المجتمع والجهات المعنية، ويضع المسئول عن هذه المؤسسة - وهي اكبر مؤسسة خارج قطاع الغاز والبترول في العالم العربي - في حرج شديد".
وأكد عز أنه أقام ستار وحائط حديدي بين الجانب السياسي والجانب الاقتصادي، فلا يوجد تداخل بينهما او أي خط مباشر يصل بين أي خط سياسي هو فيه وبين نجاحه الاقتصادي، لافتا إلى أنه لو كان هناك انتقاد أو شك عند شخص، فالوثائق والمستندات موجودة، مضيفا "لا مانع من أن يجمع المواطن بين العمل الاقتصادى والسياسى معا".
وأوضح عز أنه ليس في رأس الحزب الوطني، وإنما هناك ثلاث مستويات حزبية أعلى منه داخل الحزب الوطني، مشيرا إلى أنه واحد من القيادات الحزبية التى تضم 10 آلاف قيادى على مستوى المحافظات، مضيفاً أنه لا يريد تحقيق مصالح مادية من وراء الحزب، وكل طموحه السياسى هو "أن يكون ضمن الـ10 قيادة حزبية والتى تسعى إلى تطوير مصر".
ونفى عز ان يكون متحكما ومسيطرا داخل الحزب، مشيرا إلى أن صلاحيات منصب أمين التنظيم بالحزب الوطنى الديمقراطى بدأت تتقلص في الأعوام الخمسة الأخيرة، فسلطة الفرد في الحزب انتقلت إلى دوائر واسعة جدا، وضربا مثلا بمنصب امين التنظيم حيث كان الأمين لديه سلطات أكبر بكثير تمكنه من اتخاذ القرارات وتصعيدها وتفعيلها مباشرة دون الرجوع لأحد، أما الآن فلا يستطيع فعل ذلك"، مؤكدا أن سلطات أمين التنظيم الآن أصبحت مقيدة بنسبة 1000%، مؤكداً أن المؤسسة الحزبية أقوى من أي شخص.
ولفت إلى أن منصبه كأمين لتنظيم الحزب هو عبارة عن منصب ذو مهام تنظيمية، لاستكمال التشكيلات الحزبية ويكمل هذا النظام عن طريق الانتخاب حيث يشارك أكثر من مليون و 400 ألف عضو حزبي في الانتخابات الحزبية، نافياً ما تردد عن توليه التوجيه السياسى لأعضاء الحزب بالبرلمان.
وأكد عز أنه سيترك منصبة في الحزب فوراً إذا ما أدان جهاز حماية المستهلك ومنع الاحتكار أيا من شركاته بممارسة الاحتكار، "لأنني سأشعر في ذلك الوقت أنني فقدت الثقة والاعتبار"، نافيا أن يكون منصبه قد يخفي أي مخالفات قد تقع من شركاته، مؤكداً ان العكس هو الصحيح لأنه في بؤرة الاهتمام.
ومن الطريف في الحوار أن رجل الأعمال أحمد عز قد تحدث عن ابنه مشيرا أنه يقف أمام "فرن" الحديد في المصنع، "وقد اتفق مع أن يتواجد في المصانع حتى بيكون مسئولا تصبح قيمة العمل عنده شئ كبير، فالمؤسسة أكبر من أي يقودها شخص ليس لديه الكفاءة والخبرة، مضيفا أن لديه ابنه تعمل مدرسة، وابه صغرى لديها خبرة مصرفية من خارج المؤسسة.
وعن مسيرته الحزبية قال عز: "دخلت الحزب الوطني عام 1988 وكان عمري 28 عاما، ثم تدرجت في سلم التنظيم عام 1992 وعمر 33 سنة، ثم توليت موقع تنظيمي في الحزب "أمين مركز السادات" عام 1993، ثم ضم إلي مركز أخر في مدينة السادات، وعندما جاءت رؤية المؤسسة الحزبية لاستقدام دماء جديدة للامانة العامة أصحبت عضوا في الأمانة العامة للحزب الوطني إلى أن وصلت لمنصب الأمين".
وأكد عز أن المواطن المصري الآن يعيش حياة أفضل بكثير عما كان عليه قبل خمسة سنوات، وأضاف: "دخل المواطن قد زاد ولدي ادلة على ذلك، ولنأخذ مثالا .. دخل عامل الزراعة قد زاد ووصل إلى 70 جنيه في اليوم، العاملين في قطاع البناء والتشييد وصلت إلى 100 و 120 جنيه في اليوم، كذلك موظفي الجهاز الإداري للدولة في أدنى السلم الوظيفي دخلهم سنة 1998 زاد بنسبة 80%".
وفي قطاع الصحة أشار عز إلى أن الخدمات الصحية وصلت إلى المنازل عن طريق الوحدات الصحية والمستشفيات العامة التى تقوم بمعالجة المرضى، بالإضافة إلى قرارات العلاج على نفقة الدولة، والتعليم الذى أصبح كل مواطن من السهل أن يدخل أبناءه المدرسة، وأوضح أن الحالات الفردية التى قد يتعرض لها مواطن أو منطقة سواء بالحرمان من التعليم أو المياه يعتبر أمرا طبيعيا فى أى دولة، مشيراً إلى أن مصر زادت خلال ثلاثين عاما أربعين مليون نسمة، وهو ما يفوق زيادة الصين كمعدل سكانى مقارنة بنا.
واعترف عز بوقوع الحزب الوطني في اخطاء تكتيكية في الانتخابات البرلمانية السابقة مما أدى إلى فوز الإخوان المسلمين بـ 88 مقعدا للمرة الأولى، وأرجع ذلك إلى الصارع الداخلي بين الأعضاء داخل الحزب للفوز بمقعد دائراتهم داخل البرلمان.
ونفى عز أن يكون قد وقعت عمليات تزوير في انتخابات الدورة البرلمانية الماضية ، مستشهدا بفوز العديد من المرشحين المستقلين والإخوان، فضلا عن التواجد الكثيف لمنظمات المجتمع المدني التي كانت تراقب سير العملية الانتخابية بالتعاون مع وسائل الإعلام.
وعن الانتخبات الرئاسية المقبلة قال عز: "سيكون الرئيس مبارك هو الممثل عن الحزب، وقد يحدد شخصا أخر يترشح بدلا منه، إذا قرر هو عدم الترشح للمنصب"، موضحا أن الحزب حتى الآن لم يحدد ذلك الشخص الذي قد رشحه الرئيس مبارك ليخوض المعركة الانتخابية على منصب الرئيس، وذلك لانشغال الحزب بتنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك.
وأشار عز أنه ليس صديقا لجمال مبارك، ولكنه "رفيق عمل" منذ 1999، لافتا إلى أنه ليس لديه فضول فى معرفة ما إذا كان جمال مبارك سوف يتم ترشيح نفسه للانتخابات أم لا ولم يسأله من قبل عن ذلك.
واختتم الإعلامي عمرو أديب لقاءه مع رجل الاعمال أحمد عز بسؤال: "هل أنت مطمئن لمستقبل مصر؟!"، وجاء رد عز بأنه مطمئن جدا ومتفائل، وكلن تفاؤل حذر، وأكثر شئ يقلقني لو سمحنا للأجيال الجديدة بأن تستشري فيهم حالة من الاحباط واليأس، وأن نكون كلنا مجتمع من المحبطين".
http://www.copts-united.com/article.php?A=7327&I=198