الحياة- واشنطن- القاهرة - جويس كرم وجيهان الحسيني
أنهى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان زيارته لواشنطن أمس بلقاءات مع أركان الإدارة، أبرزها اجتماعه مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي جايمس جونز. وأكدت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» أن المسؤول المصري أطلع الجانب الاميركي على نتائج الحوار الفلسطيني المنعقد في القاهرة، وبحث في صيغة مقبولة لحكومة وفاق وطني تجنباً لمقاطعة أميركية ودولية لها.
وكان سليمان الذي يغادر واشنطن صباح اليوم التقى أول من أمس المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ومساعد وزيرة الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، ونوابا بارزين في الكونغرس يتقدمهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري.
وأكدت المصادر أن هدف اللقاءات كان عرض تطورات الحوار الفلسطيني على الجانب الأميركي ومناقشة خيارات حكومة الوحدة الوطنية، والصيغ المطروحة لضمان قبول أميركي لحكومة كهذه وعدم مقاطعتها. وأوضحت أن «شكل البرنامج السياسي للحكومة والمرجعية التي ستتخذها كان ضمن المباحثات، إلى جانب موقفها من شروط الرباعية الدولية»، وهي نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل والاتفاقات السابقة.
ونوّهت ببعض «المرونة» الأميركية حيال هذه الحكومة، لكنها أبدت حذراً من تأثير العوائق التي ستواجهها واشنطن في بلورة موقفها، بما في ذلك الضغط الإسرائيلي لتوجه أكثر تشدداً مع أي تشكيلة حكومية تضم حركة «حماس».
وفي القاهرة، قالت مصادر مصرية موثوق بها لـ «الحياة» إن ميتشل أبلغ الى سليمان «إمكان التعاطي مع حكومة توافق وطني فلسطينية» قد تضم وزراء من «حماس»، فيما أبدت كلينتون رغبة أميركية في أن يكون سلام فياض على رأس هذه الحكومة، «لكن الوزير دعا إلى عدم فرض شخصية بعينها على المشاركين في الحوار، ما دام رئيس الحكومة المقبلة غير فصائلي».
وكشفت أن سليمان سيلتقي وفود الحوار في القاهرة السبت لحلحلة نقاط الخلاف بينها، على أن يصل الأحد المقبل الأمناء العامون للفصائل والرئيس الفلسطيني محمود عباس لمتابعة الخطوات النهائية.
واستمرت أمس أعمال لجنة التوجيه والإشراف المنبثقة عن الحوار الفلسطيني المنوطة بالبحث في القضايا العالقة ونقاط الخلاف لوضع صيغ توافقية لمعالجتها وحسمها. وكشف القيادي في «حزب الشعب» وليد العوضي لـ «الحياة» أن اللجنة تعكف منذ مساء أول من أمس على «صوغ مسودة الاتفاق النهائي، ومن المفترض أن تنهي أعمالها اليوم على أقصى تقدير». وأشار إلى أن «المسودة ستثبت جيمع القضايا التي توافقت عليها اللجان، فيما ستواصل لجنة التوجيه والإشراف عملها في جسر النقاط الخلافية التي مازالت عالقة، وحين يتم التوصل إلى حل لها، ستحال على لجنة الصياغة».
وعلمت «الحياة» أن هناك خلافاً على برنامج الحكومة، وأن الحكومة التي ستشكل ستضم شخصيات مستقلة وأخرى تسميها الفصائل من خارجها أو من أعضائها «غير البارزين حزبياً». وتبحث لجنة الإشراف اليوم في النقطة الخلافية المتعلقة بكيفية دمج الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة، كما ناقشت في جلسة مساء أمس كيفية استئناف أعمال المجلس التشريعي
http://www.copts-united.com/article.php?A=741&I=21