إرجاء إطلاق سراح «صحافي الحذاء» يوما واحدا.. وعائلته تهدد باعتصام أمام السجن

بغداد ـ لندن: «الشرق الأوسط»

شقيقا الزيدي: منتظر يتعرض لضغوط.. وسيقوم بجولة عربية بعد الإفراج عنه

شعر العشرات من العراقيين من مناصري الصحافي العراقي منتظر الزيدي، الذي رشق الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، بحذائه، بالصدمة لدى إرجاء إطلاق سراحه، الذي كان مقررا أمس، يوما واحدا.

نسوة من عائلة الصحافي العراقي منتظر الزيدي يعبرن عن الغضب والذهول لدى إعلان إرجاء إطلاق سراحه في بغداد، أمس (إ.ب.أ)وتجمع العشرات من أقارب الزيدي وأصدقائه ومناصريه بالقرب من مقر اعتقاله في مطار المثنى سابقا، في منطقة العلاوي، وسط بغداد، لاستقباله إلا أنهم أصيبوا بالذهول لدى تلقي خبر التأجيل.

وقال ضرغام، أحد أشقاء الزيدي، لقد «اتصل بي منتظر من داخل السجن ليبلغني أن إطلاق سراحه لن يحدث اليوم (أمس) إنما غدا، الثلاثاء». وتابع: «لم نحصل على جواب واضح. قالوا إن هناك بعض الأوراق التي يجب إكمالها (...) أعتقد أن هناك ضغوطات تمارس عليه». وأكد بعد انتهاء مكالمته مع منتظر: «يشكركم شقيقي على حضوركم وتحمل العناء لكنه أكد أن إطلاق سراحه سيكون غدا (اليوم)». وقال: «من الطبيعي أن يكون منتظر منهارا بعد أن قضى تسعة أشهر في السجن وينتظر هذه اللحظة، لكن هناك عقبات تؤجل إطلاق سراحه (...) سيكون يوما طويلا بالنسبة له». وأوضح ضرغام: «سننظم اعتصاما اعتبارا من صباح الغد (اليوم)، ولن نغادر إذا لم يتم الإفراج عنه وتأجيل ذلك مرة أخرى».

ولدى سماع نبأ التأجيل، ارتفعت أصوات شقيقاته بالبكاء، وبعد دقائق غادرت العائلة مستقلة إحدى الحافلات.

وكان الشقيق الآخر، عدي الزيدي، صرح في وقت سابق أمس في مطار المثنى في بغداد: «أبلغتني إدارة السجن أنهم تلقوا أمر القاضي بالإفراج عن منتظر اليوم الاثنين (أمس)». وتابع: إن منتظر «سيقوم بعد إطلاق سراحه بجولة خارج العراق، وخصوصا في الدول العربية لتقديم الشكر لمن وقف إلى جانبه».

ومنتظر (30 عاما) مراسل قناة «البغدادية»، ومقرها القاهرة، لكن عدي أكد أن شقيقه «لن يعود للعمل مع قناة (البغدادية) لأنها استغلت اسمه».

إلا أن هيئة الدفاع عن الزيدي نفت لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك أي تأجيل لإطلاق سراحه المشروط، مؤكدة أنه كانت هناك احتمالات بأن يطلق سراحه ما بين 14 و15 من هذا الشهر، وقد تمت الموافقة على أن يتم الإفراج عنه يوم الخامس عشر، لأن المدة تنتهي عند هذا التاريخ.

وقال ضياء السعدي، رئيس هيئة الدفاع عن الزيدي ونقيب المحامين العراقيين، لـ«الشرق الأوسط» إن «المحكمة المختصة قد قررت الإفراج شرطيا عن الإعلامي العراقي منتظر الزيدي وإعفائه عما تبقى من مدة محكوميته البالغة سنة واحدة وإخلاء سبيله حالا، على أن يتم الإفراج الشرطي الثلاثاء (اليوم)، لأن المدة تنتهي عند هذا التاريخ».

ويتم احتساب سنة السجن تسعة أشهر لا 12 شهرا، وذاع صيت الزيدي في 14 ديسمبر (كانون الأول) خلال مؤتمر صحافي كان يعقده الرئيس الأميركي السابق مع رئيس الوزراء، نوري المالكي، عندما وقف فجأة وألقى بحذائه في وجه بوش وصرخ «هذه قبلة الوداع يا كلب»، من دون أن يصيبه، وتجنب بوش الحذاء فيما سيطر صحافيون عراقيون على منتظر الزيدي لحين وصول الاستخبارات العراقية والأميركية.

وحكم عليه في مارس (آذار) بالسجن ثلاث سنوات، لكن محكمة الاستئناف خفضت الحكم إلى سنة واحدة. ووعد عدد من الزعماء العرب ورجال الأعمال بتقديم هدايا بينها أموال وسيارات وذهب وفضة وشقة. وتجري في الوقت الحاضر تحضيرات واسعة في منزله ومقر «البغدادية» لإقامة حفل كبير لاستقباله.