فيولا فهمي
بقلم: فيولا فهمي
يبدو أن اكوام الزبالة المتناثرة في جميع الأحياء ومعظم الميادين وكافة النجوع ومختلف القرى والمحافظات أصبحت ضمن عجائب أم الدنيا، فلقد تشكلت تلال الزبالة -في مشهد بديع يثير النفور والاشمئزاز- على هيئة الأهرامات ولكن لا يقصدها السياح بالتأكيد وإنما أصبحت مقصد للفئران والحشرات الزاحفة والذبات ومركز لنشر الأمراض والأوبئة، وربما يكون هذا هو سر عظمة المصريين الذين لا يتوانوا لحظة عن المضي قدمًا في مسيرة حضارة الأجداد، ففي الماضي كانت حضارة الأهرامات الصخرية وفي الحاضر نعيش وسط الأهرامات الـ.....
ومن الغرائب واللطائف الساخرة للمحروسة أن المصريين يعيشون في عصر حكومة نظيف وبالرغم من ذلك يعانوا من قلة التنظيف وانفلات شركات النظافة، والأغرب أن الزبالة في الشوارع أكوام أكوام والروائح تزكم الأنوف والشكل العام يلوث النظر ويثير الاشمئزاز، وما زالت وزارة الكهرباء تحصل قيمة جمع القمامة –التي تزين الشوارع- على فواتير الكهرباء!، وكأن الحكومة تصمم على اتباع سياسة "إللي مش عاجبه يخبط دماغه في صخور السد العالي".
لكن الناس الغلابة صعب تلاقي حكومة نظيف اسم على مسمى غير لما يشرفنا رؤساء الدول والحكومات، فنلاقي فجأة النظافة والنظام آخر تمام، والورد الأحمر والزرع الأخضر موجودين في كل مكان، ومرور الشوارع في منتهى الدقة والانضباط، والأرصفة ألوانها منورة والبلد مبقاش فيها شحاتين ولا نصابين، لا فيها زبالة ولا فوضى ولا مجاري ولا تيفود ولا بلهارسيا ولا حوادث قطارات ولا غرق عبارات والعيشة لطيفة جدًا.
وتلاقي أهل الجيزة اللي ساعة زيارة أوباما كانوا عايشين في الجنة وبعد رحيله شافوا تراكمات الزبالة بتنافس ارتفاع الأهرامات، بيقولوا مدد يا سيدنا أوباما يا منظف شوارعنا يا مشجر ميادنا يا ساتر عيوبنا، ويا ريت تيجى تزورنا كل سنة مرة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=7502&I=203