عماد توماس
* القس رفعت فكرى: جوهر الصوم أن نجوع ليس إلى الطعام ولكن إلى الله.
* الدكتور عبد الله شلبي: ما يحدث في المجتمع اليوم تدين زائف وشكلي يقف عند المظهر ولا يتجاوزه إلى الجوهر.
* الدكتورة ناجية عبد المغني: لماذا قلّت المودة والرحمة بين الناس.
* الشيخ حسني دانيال: معًا من أجل مصر أنا مواطن وأنت مواطن وأرض الوطن تحملنا.
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
أقام القس "رفعت فكري سعيد" راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا مائدة إفطار مساء الخميس الماضي، تحت عنوان "معًا من أجل مصر" شارك فيها عدد كبير من الجيران المسلمين والمسيحيين.
وعلى هامش حفل الإفطار عُقدت ندوة داخل الكنيسة تحدث فيها القس رفعت فكرى راعى الكنيسة، والدكتورة ناجية عبد المغنى رئيسة جمعية "التسلح الأخلاقي" والدكتور عبد الله شلبي أستاذ بكلية التربية -جامعة عين شمس.
في كلمتها عبّرت الدكتورة ناجية عن سعادتها بالتواجد في بيت من بيوت الله، واستعادت ذكريات التضامن المصري في حرب أكتوبر في العاشر من رمضان عندما عبّر المصريون المسلمون والمسيحيون خط بارليف المنيع.
ودعت لحملة تطهير الشوارع من القمامة والتلوث، وزيادة المودة والرحمة بين الناس.
* تدين شكلي:
انتقد الدكتور "عبد الله شلبي" في كلمته الموجة العارمة من التدين الظاهري البعيد عن جوهر الدين، والتي عمّت قطاع كبير من الشعب المصري وخاصة أثناء شهر رمضان، مؤكدًا إن ما نراه هو تدين شكلي يقف عند المظهر لا الجوهر، فبين كل 6 نساء في مصر ترتدي امرأة بزى يوصف أنه زى إسلامي وهو النقاب أو الخمار، وتغيير ملحوظ في مظهر الرجال من إطالة اللحى وارتداء الجلباب، وهناك آلاف من المحلات التجارية التي تحمل أسماء دينية بالإضافة إلى الإلحاح في وسائل الإعلام على أداء الشعائر والطقوس.
وشدد شلبي على إن كل هذه المظاهر تزعم إننا بصدد مجتمع متدين لكن الحقيقة غير ذلك، فعندما ننظر إلى حقيقة الأديان ورسالتها نجد أنها جاءت لتحرير الإنسان من الاستبداد والتمييز والفساد والظلم.
وتساءل شلبي: هل نحن كمتدينين نذهب إلى المساجد والكنائس نؤدي الطقوس والشعائر الدينية، هل التزمنا بجوهر الأديان وهذه القيم الأخلاقية؟
إننا نشهد تدين عند الغالبية في جانب منه تدين شكلي يبتعد عن رسالة المسيح ورسالة محمد الذين جاءوا لتحرير الإنسان.
* إحصائيات رسمية للفساد:
قدم "شلبي" بعض الإحصائيات التي تؤكد على تغلغل الفساد في أجهزة الدولة واصفًا إياه بأنه يكاد يكون مؤسسيًا أي صار من طبيعة الدولة ويعم المجتمع كله
ففي تقارير الرقابة الإدارية وجد شلبي أن متوسط قضايا الفساد 200 قضية في اليوم، وفي تقارير وزارة الداخلية تقول انه في عام 2006 كان هناك ما يقرب 52 ألف قضية تحرش جنسي واغتصاب و45 ألف قضية آداب بمعدل حالتين اغتصاب كل ساعة.
وأكد الدكتور عبد الله شلبي على إن ما يحدث في المجتمع اليوم تدين زائف وشكلي يقف عند المظهر ولا يتجاوزه إلى الجوهر، وطالب بمراجعة أنفسنا للعودة إلى جوهر الأديان وحقيقتها وطالب المسجد والكنيسة إن تنفتح على دورهما الاجتماعي الحقيقي الذي يتعين أن ننهض به، وأن ننهض بمسئوليتنا نحو تغيير مجتمعاتنا ليصبح كمجتمع إنساني يجدر أن نعيش فيه.
* كلمة شكر:
قدم الأستاذ أيمن عبد الناصر -أحد الجيران- كلمة شكر للكنيسة الإنجيلية وراعيها القس رفعت فكري على الندوة واعتذر عن كل شخص وجهت له الدعوة ولم يحضر، مؤكدا إن من لم يحضر فقد حرم نفسه من خير كبير.
* قصيدة شعرية:
وقدم الشيخ حسني دانيال -عضو مجلس إدارة الكنيسة- قصيدة شعرية بعنوان "معًا من أجل مصر" لاقت إعجاب الحضور تقول كلماتها:
معًا من أجل مصر.. أيدي في أيدك نبقى أسياد العصر
أيدي في أيدك قوة ريادة بره وتنمية جوه
أيدي في أيدك محبة من القلب علامة إخوة
يقدمني أنا وأنا أقدمه هو إلهنا واحد مفيش غيره هو
أيدي في أيدك وقلبي على قلبك ياللا بينا نبنيها ونعمر
أيدي في أيدك لابني وابنك تتخضر دايمًا ولا تتصحر
أيدي في أيدك للسما مرفوعين بالصلاة والدعاء لرب العالمين
أيدي عليها صليب وأيدك على شكل هلال في عبادة رب واحد إحنا منه والية المآل
معًا من أجل مصر مسيحيين ومسلمين، إحنا واحد،
السما واحدة، والأرض واحدة، الشمس واحدة والقمر واحد،
البركة واحدة والخير واحد، لما يقسى الزمن الهم واحد
وإحنا واحد غصب عنهم، ومش هيقدرو يقسمونا في كل جنب واحد
ساعة الشدة تلاقينا واحد ولكن م اللي بره ما تلاقيش ولا واحد
معًا من أجل مصر.. مصر أرض مصرايم ابن حام ابن نوح
مصر جنة الله على الأرض.. مصر النيل وعودة الروح
مصر لإبراهيم كانت الخير في المجاعة.. ومن مصر ريحه الخير تفوح
مصر يوسف ويعقوب وبنية وحضن فرعون وتفسيره مشروح
لمصر قال الملاك ليوسف تاخذ مريم والصبي وهناك تروح
مصر الأمن.. مصر الأمان.. مصر سبعة ألاف سنة ولسه زيهم كمان
مصر مش السعودية ولا اليمن..مصر مش الكويت ولا قطر.. مصر مش لبنان
مصر مش تونس ولا الجزائر.. ولا المغرب.. مصر مش العراق ولا السودان
مصر مش ليبيا ولا موريتانيا ولا المغرب.. مصر مش العراق ولا السودان
مصر كانت عايشه قبل المذكورين ما يخرجوا للدنيا... مصر من الأول والأخر أم الزمان
معًا من أجل مصر... معًا نأكل ومعًا نشرب.. معًا نعمل ونحارب
نحارب الجهل والأمية.. نحارب التعصب والجاهلية.. نحارب حروب التنمية
معًا من أجل مصر أنا مواطن وأنت مواطن وارض الوطن تحملنا
الله واحد مستحق السجود والعبادة في الباطن يبان في الظاهر عملنا
ياللا نزرع قمح علشان ولادنا يأكلوا عيش من خير أرض مصر
ياللا نعمر الصحراء عشان ولادنا يلاقو شقة يلاقو فيلا أو حتى قصر
ياللا هات أيدك وحطها في ايدى يلا نعمل لبكرة معًا من أجل مصر
* الصوم المقبول عند الله:
قدم القس رفعت فكري سعيد كلمة عن الصوم تحدث فيها عن المنافع المتعددة للصوم مثل لمنافع الصحية والشخصية والعائلية والاجتماعية والعقلانية.
وتساءل فكري أنه على الرغم من كل منافع الصوم هل يجب على الإنسان أن يصوم طمعًا في هذه المنافع أم أن للصوم غرض آخر هو غرض روحي هو أن يرتفع الصائم عن مستوى الجسد ليسمو بالروح ويترفع عن الأرضيات ليرقى إلى السمائيات؟!
وهل يقبل الله سبحانه وتعالي كل صوم يصومه الإنسان؟ مؤكدًا على وجود أصوام لبعض الناس -في كل دين- ليس لله أي نصيب فيها!! فالناس يصومون لأجل أغراض شتى، فهناك من يصومون بغية أن يشعروا بالفقراء وما يعانونه من الجوع والحرمان ولكن أليس الفقراء أيضًا يصومون وهم ليسوا في حاجة لأن يشعروا بأنفسهم؟! وهناك من يصومون بغية مسايرة الأغلبية في صومها وهناك من يصومون ليحصلوا على مدح الناس وهناك من ينتهزون فرصة الصوم للتخسيس وعمل الرجيم! وهناك من يصومون عن خجل واضطرار وهناك من يصومون بغرض التباهي والافتخار وهناك من يصومون ويمتنعون عن الأطعمة ولكنهم في ذات الوقت يمتعون أنفسهم بشهوات أخرى لا يقوون على الامتناع عنها! فهل يمكن أن يقبل الله سبحانه وتعالى مثل هذا الصوم؟!
وأكد فكرى على أنه من الخطأ الفادح أن يظن الصائم أن الهدف من الصوم هو فقط الامتناع عن الطعام والشراب لفترة من الزمن دون أن يصوم قلبه عن ارتكاب المعاصي والمآثم فما أكثر اللذين يصومون أجسادهم عن الطعام ولكنهم يعيشون بألسنة وقلوب وأيد وعيون غير صائمة!! إن الصوم لا يتوقف عند حد الامتناع عن الأكل والشرب ولكن للصوم معنى أعمق من ذلك?
إن جوهر الصوم أن نجوع ليس إلي الطعام ولكن إلى الله أن نشعر بأننا فقراء إليه وأن نؤمن بأن الحاجة إلى واحد إلي هذا الإله الواحد الذي يغذينا بنعمته فنفهم إننا به نلنا كل شيء.
إن الصوم ليس سوى ترويض النفس والقلب والعقل على أن الله هو المهيمن على الدنيا والتاريخ وهو كل الحياة فالله سبحانه وتعالي إله قدوس يكره الخطيئة كما إنه يبغض الإثم والاعتكاف لذا فهو يريد القلب النقي أكثر مما يريد الجسد الجائع والمعدة الخاوية!!
إن الصوم الذي يقبله الله هو صوم القلب عن النيات الشريرة والدوافع غير النقية وهو صوم الشفاه عن التكلم بالكذب والتفوه بالأباطيل والخداع والغش والنفاق وهو صوم العين عن النظرات الشريرة الشهوانية وهو صوم الأرجل عن الجريان إلي السوء وإيذاء الآخرين وهو صوم الأيدي عن العنف وسفك الدماء البريئة وكذلك صومها عن أخذ الرشوة والسرقة ونهب المال العام!!
إن منع الجسد عن الطعام لابد أن يمتد ليكون منعًا عامًا عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالي لأن الذي يكف عن الطعام والشراب ولكنه لا يكف نفسه عن الغيبة والزور ولا يحفظ جوارحه عن الآثام أو يصوم ويفطر علي لحوم الناس بالغيبة هذا الإنسان لا يجني من صيامه إلا الجوع والعطش!!
إن جوهر الصيام هو تقوي الله وانطلاق الروح من مطالب الجسد لكي يسمو الجسد معها متجهين معًا في اتجاه واحد هو محبة الله والتمتع بعشرته ويوم الصوم الذي لا يفكر فيه المرء في الله سبحانه وتعالى وفي تقواه ينبغي أن يشطب من أيام الصوم!!
* دعاء:
اختتم القس رفعت فكرى كلمته بدعاء إلى الله قائلاً:
يا رب ونحن صائمون هبنا أن نتوب عن خطايانا وآثامنا وأعطنا أن نصوم القلب مع المعدة فتنقى اتجاهاتنا ودوافعنا واجعل هدفنا الرئيسي والأوحد هو مخافتك وتقواك وأعطنا أن تتخلى عن أنانيتنا فنمتنع بحريتنا عن الطعام حتى نؤازر الممتنع عنه غصبًا.
وأعطنا يا ربنا في صومنا أن نطعم الجائع ونأوي المسكين ونكسو العريان ونحرر الأسير ونهدي الضال ونساند الضعيف ونقف بجوار المظلوم والمهزوم وساعدنا لكي ننزع من قلوبنا الكراهية والضغينة ونزرع محلها بذور الحب والتسامح وبهذا نحن نثق أنك ستقبل صومنا....... أمين
http://www.copts-united.com/article.php?A=7590&I=205