صبحي فؤاد
بقلم: صبحي فؤاد
منذ يومين أو ثلاثة كتب صحفي مصري "إخوانجي" مقالة بعنوان "ثمن المتنصرين"، حاول خلالها حضرة الكاتب المحترم أن يقنعنا ويُقنع قراء الجريدة أن السيدة الفاضلة نجلاء الإمام تركت الإسلام واعتنقت الديانة المسيحية ليس لوجه الله وإنما تلبية لطلب ورغبة رجال الأمن المصري، لمعرفة أسماء وعناوين وأعداد المتنصرين على أرض المحروسة وقد قال بالحرف الواحد:
لكن من أشاع ان نجلاء الإمام استطاعت تغير بياناتها في أوراقها الرسمية إنما من حيث أراد أن ينفعها، فقد ألقى ما جرى بظلال كثيفة حول نجلاء وعلاقتها بالأجهزة الأمنية، فهي المتنصرة الوحيدة التي لم تتعرض لأية مضايقات من الأمن، راجع مثلاً ما جري مع محمد حجازي الذي يعيش مطاردًا حتي الآن، ثم إن السماح لنجلاء بالسفر إلى الخارج معناه أن علاقتها بالأمن جيدة إلى أبعد مدى.
وإذا فتحنا هذا القوس علي اتساعه فإنني يمكن أن أقول أن نجلاء الإمام يمكن أن تكون مهمتها أمنية في الأساس، زرعها الأمن وسط المتنصرين حتي تكشفهم وتدل الأمن عليهم، ومما يؤكد هذا التفسير، ما استقرت عليه نجلاء من تأسيس جمعية "حررني يا يسوع"، وما صرحت به من أن هذه الجميعة سوف تقوم بإدارة شئون المتنصرين في مصر.
"إدارة شئون المتنصرين" كلمة براقة أو كما قال لي أحدهم إن هذه كلمة حق يُراد بها باطل، فإدارة شئونهم تعني حصر أسمائهم ومعرفة أماكنهم، وهذه بيانات لن تكون في مأمن إذا كانت مع نجلاء.
وردًا على هذا الكلام أقول لهذا الصحفى الذي حاول أن يركب الموجة ويقوم بترويج الأكاذيب والإشاعات لصالح المتطرفين وتجار الأديان السماوية.. أقول له نعم.. اتفق معك أن رجال أمن مصر لم يعد يجدوا ما يشغلهم أو يرون خطرًا على أمن البلد أكثر من ترك رجل أو امرأة الدين الإسلامي، لم يعد يهمهم انتشار الفساد أو الرشوة أو الفوضى أو المخدرات أو انتشار الجريمة ولكن اصبح كل ما يهمهم هو ملاحقة أي مواطن او مواطنة مصرية يتنصرون ومطاردتهم وتلفيق التهم ورميهم في السجون، وحقيقة لا اعرف كيف سمحت جريدتك بنشر اعتراف صريح منك يدين رجال الأمن المصري عندما قلت أن الأمن لا يطارد نجلاء عكس ما جرى مع محمد حجازي!!
أما عن قولك أن نجلاء اعتنقت المسيحية لاستخدامها من جهة الأمن ضد الأقباط فإنني أعتقد أنه من السذاجة والعبط أن تدعي أن الأمن في حاجة إلى مثل هذه التمثلية الصبيانية لكى يصل إلى ما يريد أو يحصل على أي معلومات يشاء، كذلك لا اعتقد أن السيدة نجلاء تجيد التمثيل أو من التفاهة بحيث تقبل لعب دور حقير مثل هذا الدور وكما نقول الناس يعرفون من سيماتهم، وإذا لم تصدقني فما عليك سوى النظر إلى وجهك في المرآة لترى الفرق بينك شخصيًا والسيدة نجلاء الإمام.
أما بشأن ما ذكرت أن هناك منظمات دولية تدفع للمتنصر 5 آلاف دولار وخمسة آلاف أخرى لمن تم التنصير على يديه، فأين هو الدليل على ما تقول؟؟ وإذا كان عندك الدليل لماذا لا تنشره على صفحات جريدتك؟؟
على أي حال.. على افتراض أن كلامك صحيح وأن هناك منظمات دولية تساعد المتنصرين ماديًا.. ما الخطأ في ذلك؟؟ هل هناك قانون في مصر يمنع واحد مثلي إرسال ألف دولار مساعدة لك لكونك صحفي صادق أمين تكتب لوجة الله وتعمل على نشر المحبة والإخاء بين كل المصريين؟؟ بالمناسبة يا عزيزي ألم تسمع عن المبالغ الشهرية التي تُدفع من جهات وأشخاص مجهولين لكل امرأة ترتدي الحجاب في مصر؟؟ ألم تسمع عن المرتبات الشهرية للرجال المتأسلمين الذين يرتدون السراويل والشباشب ويطلقون لحاهم؟؟ ألم تسمع عن الألوف التي تُدفع رشوة وإغراء للذين يتركون المسيحية ويدخلون إلى الإسلام بالإضافة إلى الشقق المجانية والوظائف والتسهيلات الهائلة التي تُعطى؟؟ ألم تسمع أن أحد الأمراء العرب أعطى مايكل جاكسون دفتر الشيكات وطلب منه أن يكتب رقم المبلغ الذى يريده لكى يُشهر إسلامه؟؟
أما بخصوص اتهامك للكنيسة القبطية -التي يشهد المسلم قبل المسيحي بوطنية وحكمة راعيها البابا شنودة الثالث- بأنها وراء عمليات التنصير في مصر، دعني أرد عليك وأقول وماذا عن المئات الذين يذهبون إلى الازهر للدخول إلى الاسلام طواعية أو هربًا من مشاكلهم الزوجية أو طمعًا في الحصول على مبلغ معين يخرجهم من ظروفهم الإجتماعية أو المعشية الصعبة. إن الصحف الرسمية في مصر تقول لنا أن ما يقرب من 400 مصري وأجنبى يذهبون إلى الأزهر شهريًا لإشهار إسلامهم.. فما الخطأ إن رحبت الكنيسة بالمثل بمن يدخل إلى الديانة المسيحية مثلما يفعل الأزهر؟؟ إن القانون والدستور المصري يبيح حرية العقيدة عكس المتطرفين والمتأسلمين الذين يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على الآخرين!!
إننى أخشى أن اقول أن مواصلة نُشرمثل هذه الأكاذيب والإشاعات والسموم في صحف وإعلام مصر لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى خراب وتدمير الوطن وتمزيق وحدة أبناءه والعودة بوطننا الأم إلى عصور الكهوف من جديد.
وكل عام والجميع بخير بمناسبة قدوم عيد الفطر المجيد، أعاده على إخوتنا المسلمين في مصر ودول العالم بالخير والصحة والسعادة.
صبحى فؤاد
استراليا
Sobhy@iprimus.com.au
http://www.copts-united.com/article.php?A=7652&I=206