قانون دور العبادة الموحد وصمة عار في جبين الوطن

محمد زيان

- رومانى ميشيل: ما قاله وصمة عار في جبين المواطنة.. والكنائس الحالية لا تكفي.
- القمص بسيط: كلام إنشائي.. وعلى كل مسئول احترام المواطنين وعدم إثارة الفتنة.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

فجأة وبدون مقدمات خرج الدكتور مفيد شهاب عن صمته وأعلن في برنامج مانشيت يوم الثلاثاء الماضي أن الحكومة بنت في الفترة الماضية 500 كنيسة خلال مائة عام، وأن ما تم تشييده منها كاف وأنه ليس هناك تمييز في هذه المسألة بين المسلمين والأقباط، وأنه على الأقباط أن يثقوا في قوانين دولتهم ونظمها التي تحكمهم وأن الدولة ترحب ببناء وترميم الكنائس في مصر، وأن هناك قانون معمول به منذ سنوات ينظم هذه المسألة والحكومة سوف تدرس المشاريع المقترحة والمقدمة إليها وإقرار تعديل على القانون الحالي في حال صلاحية ذلك.. أشياء كثيرة في هذا التحقيق:

وصمة
قانون دور العبادة الموحد وصمة عار في جبين الوطنرومانى ميشيل "المحامي"
يشيرإلى أن عدد الكنائس التي تحدث عنها الدكتور مفيد شهاب بمثابة وصمة عار في جبين المواطنة المزعومة، وكان عليه بدلاً من أن يسرد هذه الأرقام أن يقر بمبدأ المواطنة وتحقيق المساواة الكاملة بين الأقباط والمسلمين في مسألة بناء وترميم الكنائس التي يقول بها الرئيس مبارك، ذاهبًا إلى أنه من الضروري أن يكون للأقباط حق واضح ومنصوص عليه في القانون لبناء وترميم الكنائس.
يصف ميشيل الحالة التي عليها الكنائس المصرية بالسيئة لدرجة أنه في حال الرغبة في ترميم دورة مياة فإن الأمر يحتاج لقرار رئيس الجمهورية.
ينتقد ميشيل ما جاء في حديث الدكتور شهاب مؤكدًا أنه نسى أن الأقباط يتزايدون والدولة تتوسع في المدن الجديدة، وبالتالي فلا بد أن يكون لهم الحق في التوسع في بناء الكنائس في هذه المدن، بالإضافة إلى أن بعض المدن لا يوجد فيها كنائس حتى الآن مثل جمصة ومناطق في دمياط وفارسكور في ظل وجود القوانين العثمانية العتيقة التي تمنع بناء وترميم الكنائس في مصر، والتي تفتح المجال أمام المتطرفين للهجوم على الكنائس.
ويتساءل ميشيل: إذا كان الدكتور مفيد شهاب يريد أن يقول أن هذا العدد من الكنائس يكفي المسيحيين في مصر فقد أخطأ في حق المواطنة وحق الأقباط، لأن 500 كنيسة في مائة عام عار على الحكومات المصرية المتعاقبة لأن توصم بالتعصب والتشدد والتضييق على الحريات.
ويذهب ميشيل إلى أن المسلمين في مصر يحظون ببناء الجوامع تحت المنازل لا يقدر قبطي حتى على مجرد التجمع مع أقرانه في بيت أحدهم للصلاة في حالة عدم وجود كنيسة، مطالبًا بوجود كنيسة في مجمع التحرير ونقابة المحامين على غرار المساجد الموجودة لكي يصلي الأقباط صلاتهم فيها.

 القمص عبد المسيح بسيطتمدد
أما القمص عبد المسيح بسيط
فيؤكد أن مصر بها حوالي 12 مليون قبطي وعدد الكنائس لم يزد عن2000 كنيسة مع التمدد في العمران والتوسع في بناء المدن الجديدة وفي المدن الكبرى والمحافظات التي تبدو الحاجة الحقيقة لدى الأقباط في الحصول على كنيسة ناهيك عن العشوائيات.
وحول القوانين المتعلقة ببناء وترميم الكنائس في مصر والتي أشار الدكتور شهاب إلى وجود تشريع ينظمها، أشار بسيط إلى أنها تشريعات لو تم تطبيقها لما بُنيت كنيسة واحدة في مصر، وهي شروط العزبي باشا والخط الهمايوني والتي تعود إلى العصور القديمة، وهذه التشريعات التي يقول عنها شهاب تفتح المجال إلى قيام المتطرفين بالاعتداء على الكنائس وحرقها وقتل الأقباط.
ويشير بسيط إلى وجود 6 آلاف قرية في مصر تتنوع فيها كثافة المسيحيين ولا يوجد بها أكثر من 500 كنيسة فقط، واصفًا كلام الدكتور مفيد شهاب بأنه ما هو إلا كلام إنشاء وخطب سياسية شبيهة بأقوال القسوس والمشايخ في حين أن المشكلة النهائية لا تُحل نهائيًا. ويطالب بسيط بخروج القانون الموحد لدور العبادة إلى النور ليفك الاشتباك الحادث حول بناء وترميم الكنائس في مصر ويقلل من الأحداث الطائفية التي تُعرّض استقرار مصر للتهديد.
ويتساءل بسيط إذا كان الدكتور شهاب قد أشار إلى بناء 500 كنيسة في السنوات الماضية بالمقارنة التي أجراها، فإن المستقبل يحتم خروج القانون الموحد لدور العبادة لأن المسالة تخضع للحالة المزاجية للمسئول إذا ما كان متشددًا أو متعصبًا طبقًا لكلام الوزير الذي يؤكد على أن عصر مبارك نشطت فيه عملية البناء والترميم، وهو ما يضع علامات استفهام عن ما بعد مبارك؟
ويشير بسيط إلى ما يقول عنه الحالة المزاجية للمسئول بأن عبد السلام المحجوب مثلاً حينما كان محافظًا للإسكندرية كان يسهل كل شيء، ومَن جاء بعده أوقف بناء كنيستين بل وهدم كنيستين، وفي بعض المحافظات يغلقوها بالضبة والمفتاح -بحسب وصفه-.
وطالب بسيط المسئولين بأن يحسبوا الكلام الذي سيقولونه قبل أن يدلوا به، وألا يكون خطاب الوزير إنشائي وتحريضي يبذر الفتنة الطائفية، وأن يحترم المسئول العقول التي ستسمع كلامه.