من ألحان الصليب

نشأت عدلي

بقلم / نشأت عدلي 
يــــسوع:
هل ترى بصقهم لي وعلى خــدي لطمهم
هل تسمع دوي السياط ولم يـــرق قــلبهم
حملك ثقيل يا صليبي وأثـــقل منك حّملهم
فسرّ معي في يسرٍ ولا تـثـقل علىَّ مثلهم
فـقد تمـزق كتفي، إنَّ الجرم جــــرمهم

الصليب:
إنى ثـقـيل بطبعي وذلك من الــــــخطية         
غير مستحق أن تحملني فأنا ذلٌ وأســية
أنت طهرٌ يا سيدي وأنا شــر الـبلـــــــية
لم أكـن لك بـل أنا لمن يؤذي الإنـسانيـة
فـليتني يا حبيبي أخفف آلامـك الـقهريـــة

يــسوع:
لا تحزن يا صليبي فالذنب لـيـس ذنبـــك
فأنت خشبٌ صامتٌ ولا تـملك أمــــــرك
كفاني سيُرك معي فـليت الــــكل مثـــلك
قد فرَ تلاميذي وذقـت وحـدي صمتـــــك 
فـأنا لــذاك الــيوم وقد عشقت يوم حمّــلك

الصليب:
أه يا حاملي كـيـف أخـفـف جروحـاً أدّمــت
تعالَ يا سمعان وإحملني.. الرب خطاه ثـقـلت 
كنْ بجانب حبيبي فـكـل القلوب قد خرُسـت
إنه يتعثر بي ويقع والسياط عليه صرخــت 
إحملني..  فــهـوَ حبٌ والـمحبة منهم نضبــت

يــسوع:
كفاك حزناً فحبي هذا ثمنه ذاك الإمـــتهان
فأمام الــحب قـد خـَّف ثـقـلك منـذ  زمــان
هل ترى أمي؟  هل ترى دموع الــوجــدان
أُنظر أيضاًَ يوحـنا مــلئ وجهــه أحـــزان
تأمل الكهنة وجوههم كلها فرح وإمــتـنان

الصليب:
ما أخفك وزناً يا إلهي وأنت علىَّ من أجلهم         
لقد شربت الـمَّر لتجعـل الحب أليف قـلبهم
وبمسمارٍ سجنت نفسك علىَّ لتعتق أسّْرهم
وعُـلقتَ لتكون منارة الحـب والبـذل لـــهم 
وهم واقـفـيـن في سرورٍ فـيا لجـمــودهــــم  

يــسوع:
لقد عُـلـقــتَ لأحمـــل عـن الإنسان العـــار
وهـــو مازال بعيد ولم يعرف بعدْ الإصرار
لم ينظر للجروح ولم يرى خرق المســــمار
لم تُـلهبه الــسياط ولم يكــتوي مثليَّ بالنـــار
لم يعرف... وأصبح لحن الغلغثة في فمه قـرار

الصليب:
حقاً قــلت سيدي فأنا خشبٌ مـــــــــصنوع
لــيت لي مُقـــلٌ لأذرف بـــها الـــدمــــــوع
أنا جمادٌ وتألمت... فأين قـلب تلك الــجموع
دمك أضاء ظلمتي وصرت أبهى من الشموع
لقد كنت عاراً واليوم فـخـراً بك يا يــــــسوع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع