"فاروق حسني" يرفع نعش الدبلوماسية المصرية

محمد زيان

- د. عمرو سلامة: حسني كلف الدبلوماسية المصرية الكثير لإنجاحه.
- كمال زاخر: المشكلة في العالم الثالث هي شخصنة المؤسسات.
- يوسف الشاروني: لماذا تكتلت إسرائيل لإسقاطه رغم وجود معاهدة سلام؟؟
- السفير أحمد رزق: لا شك أنها هزيمة للدبلوماسية المصرية.
- نبيل بباوي: نجاح حسني كان مستحيلاً.. والخسارة الدبلوماسية تؤرقنا.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

فاروق حسنيمعركة من نوع خاص خسرتها مصر على هامش معركة اليونسكو التي خرج فيها وزير الثقافة المصري صفر اليدين في مواجهة شرسة استمرت كالحرب الضروس لعبت فيها حرب الشائعات وحرب التربيطات دور كبير، الذي يعنينا هنا هو المعركة الدبلوماسية التي بذلتها مصر لإنجاح هذا المرشح والتربيطات أيضًا مع الفاعلين على المستوى الدولي لكسب أصواتهم..
تُرى هل خسرت مصر المعركة الدبلوماسية في معركة اليونسكو؟، ولماذا؟، وما هو القصور الذي أدى لإسقاط مرشح مصر في الطريق إلى اليونسكو؟؟

الدكتور عمرو عزت سلامةكلفت
يشير الدكتور عمرو عزت سلامة "وزير التعليم العالي السابق" أن أية عملية انتخابية فيها الرابح والخاسر، ولكن هزيمة فاروق حسني في الوصول إلى منصب مدير اليونسكو لا شك أنها كلفت الدبلوماسية المصرية المزيد من الجهود من حيث محاولات الحشد والتكتل لإنجاحه، وتبدى ذلك في الجهد الذي بذلته الدولة المصرية على كافة المستويات بدءًا من الخارجية إلى التعاون الدولي، حتى وزارة التعليم العالي ساهمت بدور هام في محاولات إنجاح حسني، وبالتالي فإن تراجعه وعدم فوزه تعني هزيمة للدبلوماسية المصرية وبالتالى خسارة لمجهودات عظيمة بُذلت في سبيل إنجاحه.

كمال زاخرلا علاقة
كمال زاخر يؤكد أنه لا علاقة بين المكاسب السياسية والفوز بمنصب اليونسكو لأنها ليست من مؤسسات العالم الثالث، فلها ضوابط وقوانين ولا ترتبط بالأشخاص كما حدث في حالة وجود الدكتور بطرس غالي في منصب الأمين العام للأمم المتحدة، فلم يتغير الموقف من مصر والسياسة تجاهها.
ويشير زاخر إلى وجود مشكلة في تعامل العالم الثالث مع المناصب الدولية تتمثل في شخصنة هذه المؤسسات في فرد واحد، وهو ما يعكس العقلية أو الثقافة المصرية القائمة على الأحادية والخلل، داعيًا إلى ضرورة تحريك هذه الثقافة داخليًا وعدم انتظار الحلول الخارجية أو اعتلاء مصريين لمناصب في المنظمات الدولية، ذاهبًا إلى أن الثقافة في مصر تعاني من أمراض الشيخوخة وتحتاج بالتالي لجهد غير عادي لتعود لما كانت عليه أيام ثروت عكاشة وأبو غازي.
ويعلق زاخر على هزيمة المرشح المصري بقوله أن المعارضة في سبيل وصوله إلى هذا المنصب كانت كبيرة إلى الحد الذي تم معه هزيمة الدبلوماسية المصرية في ظل تكتل الولايات المتحدة وإسرائيل والإتحاد الأوروبي خلف المرشحة التي فازت بالمنصب "يوكوفا".

الشارونيتكتل
ويتعجب الأديب العالمى يوسف الشاروني من التكتل الذي حدث لإسقاط فاروق حسني "وزير الثقافة المصري" في انتخابات اليونسكو، مشيرًا إلى أن مصر ترتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل بخلاف بقية الدول العربية التي لم تبرم مثل هذه المعاهدة، وعليه فإن إسرائيل أخطأت في التكتل ضد المرشح المصري عندما حاولت إسقاطه ولم تضع وجود هذه الإتفاقية في الحسبان باعتبار أنها دولة صديقة لمصر.
وانتقد الشاروني الموقف الأمريكي أيضًا في تكوين لوبي ضاغط في مواجهة المرشح المصري فاروق حسني من أجل الحيلولة دون وصوله إلى كرسى اليونسكو، معرجًا على الجهد الدبلوماسي الفائق الذي بذلته مصر على جميع المستويات بدءًا من رئيس الجمهورية وحتى الوزراء والدبلوماسيين المصريين في البلاد المختلفة.

السفير أحمد رزقخسارة
ويشير السفير أحمد رزق إلى الكم الدبلوماسي المبذول من قبل الدولة المصرية على جميع المستويات في معركة اليونسكو التى تكاتفت فيها جميع الجهود على مستوى العالم في أحزاب وجماعات لإسقاط مرشح بعينه والوقوف خلف مرشح محدد أيضًا.
أما عن خسارة الدبلوماسية المصرية في مواجهة التكتلات الدبلوماسية الحادثة في انتخابات اليونسكو فيذهب إلى أن المعركة كانت شرسة نتيجة التربيطات على مستوى الدول الكبرى ودخول إسرائيل في المعادلة، وبالتالي خرجت الدبلوماسية المصرية خاسرة في هذه المعركة.

نبيل لوقا بباوي جهود
أما نبيل لوقا بباوي "وكيل لجنة الثقافة والسياحة بمجلس الشورى" فيذهب إلى أن نجاح فاروق حسني في الوصول إلى منصب مدير اليونسكو كان أمرًا مستحيلاً في ظل التكتلات والتربيطات الحاصلة بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة والإتحاد الأوروبي ودوله من ناحية أخرى، ناهيك عن أن العالم كله كان يرمي في اتجاه إسقاط مرشح العرب ومصر في هذه الانتخابات.
ويتفق بباوي أنه بلا جدال فقد خسرت الدبلوماسية المصرية خسارة كبيرة بخسارة فاروق حسني لهذه الانتخابات بالنظرإلى ما تم بذله من جهود فائقة في سبيل إنجاحه، بدت هذه الجهود في الاتصالات التي أجراها الرئيس مبارك مع قادة وزعماء العالم والدور الذي لعبته البعثات الدبلوماسية المصرية المنتشرة في دول العالم.