ريمون يوسف
هاني الجزيري: المجتمع المصري متسامح بطبيعته والتهميش لن ينال من الأقباط مرة ثانية.
رامي كمال: بمصر أناس غير مسلمين لهم حقوق وعليهم واجبات وإلغاء جلسات الصلح العرفي مطلب أساسي لتفعيل القانون.
كتب: ريمون يوسف – خاص الأقباط متحدون
عقد يوم الأحد 27/9/2009 مجموعة أقباط من أجل مصر المؤتمر الصحفي الأول للإعلان عن المجموعة التي دعت إلى إضراب 11/9/2009، وذلك بمقر المركز المصري لحقوق الإنسان الذي وافق على استضافة المؤتمر بعد رفض العديد من الأماكن استضافته.
وقد بدأ المؤتمر بكلمة الأستاذ هاني عزيز الجزيري "مدير مركز المليون لحقوق الإنسان والمتحدث الرسمى للحركة"، الذي بدأ كلامه بشكر المركز المصرى لحقوق الإنسان على استضافته، ثم قام بتعريف أنفسهم بأنهم مجموعة من المصريين آلمهم ما يحدث بين أبناء الوطن من منازعات وحوادث تفرق بينهم في ظواهر هي جديدة على مجتمعنا المصري المتسامح بطبيعته، وبناءًا عليه ولأن مصر غنية بأبنائها المخلصين قررنا أن نتبنى أصوات هؤلاء المواطنين المظلومين والتعبير عنها بكل الطرق السلمية حتى نصل إلى هدفنا الأسمى وهو دولة المواطنة للجميع للمواطن فيها نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات.
وعن توقيت الإضراب يوم 11/9 أوضح الجزيري أنه تم اختيار اليوم الموافق رأس السنة المصرية لسببين:
أولاً: أن رأس السنة المصرية هو مناسبة قومية تهم كل المصريين، فما أجملها مناسبة لتقديم مطالب تهم كل المصريين أيضًا.
وثانيًا: أن هذا اليوم كان موافقًا يوم الجمعة فكان سببًا قويًا لاختياره خوفًا على المشاركين في الإضراب من المساءلة إذا تغيبوا عن أعمالهم وتجنبًا لحدوث مصادمات من أي نوع وللحصول على تشجيع رجل الشارع العادي في المشاركة.
وأكمل الجزيري كلامه أن "أقباط من أجل مصر" لن يكون دورها هامشيًا بعد ولن يخفت صوتهم بعد اليوم، وسيفرضون أنفسهم في الواقع السياسي كما فرضت الحركات المماثلة وجودها، وسيفرض الأقباط مطالبهم على أجندة الدولة بكل الوسائل المشروعة والمتاحة، وسنهاجم من يهاجمنا ونستمع إلى من يستمع إلينا ولا بد أن تنصت الدولة إلى أصواتنا وأن تحقق مطالبنا المشروعة وعليها أن تثبت لنا أننا نحيا في دولة مدنية فعلاً وليس قولاً.
وأضاف الجزيري أن حركة أقباط من أجل مصر سوف تعلن عن دعوتها لمؤتمر يضم كافة الأحزاب السياسية لمناقشة المطلبين الأساسيين للحركة وهما "إقرار قانون دور العبادة الموحد، وإنهاء التعامل بجلسات الصلح العرفية"، وأجندة عمل كاملة للفترة المقبلة لمواجهة مشاكل المجتمع المصري.
وعن الأعضاء المؤسسين لحركة أقباط من أجل مصر فهم:
"الأستاذ هاني عزيز الجزيري، الأستاذ رامي كامل السيد، والمهندس ثروت كمال ميلاد، ودكتور مينا مجدي، والأستاذ مجدي سليمان، والأستاذة نيفين جرجس، والأستاذ ميلاد حنا، والأستاذ روماني سمير، والأستاذة مارثا عزمي".
إلى الضمير الإنساني
وتكلم في المؤتمر أيضًا المهندس ثروت كمال قائلاً: إن الضمير الإنساني لا يمكن أن يتألم من وضع الأقباط في مصر، فعلى مدار الخمسين عامًا الماضية كل يوم يشرق على وطننا الحبيب يحمل انتقاصًا لحق من حقوق المواطنة أكثر فأكثر إلى ان وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن، فالأقباط يتنفسون هواءًا طائفيًا".
قراءة في أوراق المواطنة
وتكلم أيضًا الأستاذ رامي كامل "منسق عام الحركة" بادئًا كلامه: أننا وُلدنا مصريين، فنحن مصريون بالميلاد ونحن مصريون بالتاريخ ونحن مصريون بالثقافة، مصريتنا ليست مجال للجدال ولا محل للنقاش.
ونحن أقباط وقبطيتنا جزء مكمل لمصريتنا، فإن لم نكن أقباط فلسنا مصريين وقبطيتنا هي ثقافة وفهم ووعي وإحساس بما توارثناه من حضارة الأجداد ومن قبول المسيحية واندمجا معًا في مصر التعددية.
وعن الإضراب القبطي أكد رامى كامل أن خروجهم في إضراب 11/9 الماضي هو وقفه ضد كل الممارسات التي تُمارس ضد الأقباط الذين هم أبناء هذا الوطن وصرخة في وجه كل المتطرفين، وأن مصر بها مواطنين آخرين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وكانت مطالب حركة أقباط من أجل مصر كلها مطالب تحث على دولة المواطنة، فقانون موحد لدور العبادة إنما يرفع الظلم عن الأقباط وغير الأقباط ويضع الكل سواسية أمام القانون، وإلغاء جلسات الصلح العرفية هو مطلب لسيادة القانون ودولة القانون الذي وُضع لتنظيم المجتمع وردع المخالفين.
قوى محرضة مستترة خلف الأحداث الطائفية
وقالت نيفين جرجس "أحد اعضاء الحركة": أنني من خلال عملي كصحفية كنت أقترب من الأحداث ومن الناس، وكنت أرى وأعرف أدق التفاصيل الصغيرة، ولن أقدر أن أصف لكم حجم الخوف في عيون الأطفال أو كسرة نفس الرجال كبار السن أو الجبروت الذي في عيون الجناة.
واختتمت كلامها بأنها تحلم بمصر جميلة لا يوجد بها طائفية، حيث قالت: أحلم بشباب بيفكر في المستقبل، أحلم ببلدي ترجع رائدة، أحلم بحلم يضمنا كلنا ونتوحد لتحقيقه، وأنا هنا علشان بحب بلدي وبحاول أخدمها بطريقتي من خلال أقباط من أجل مصر.
مؤسساتنا التعليمية
وتكلم الأستاذ ميلاد حنا "عضو الحركة" قائلاً: إننا كثيرًا ما يتهمنا البعض بالطائفية حينما نطالب بحقوق هي أبسط حقوق الإنسان، غير أن واقع الأمر أن المناخ بمصرنا الحبيبة بات طائفيًا إلى حد لا يُحتمل، بداية من مؤسساتنا التعليمية التي هي مسئولة عن صناعة نشئنا لمستقبل هذا البلد.
فطابور الصباح يُجبر فيه الأطفال غير المسلمين بتلاوة ما لا يؤمنون به من آيات وأحاديث، وتحية علم مصر والنشيد الوطني صار شيء ليس له قيمة حتى أن بعض المدارس ألغته بدعوى لأنه كفر، والمقررات التعليمية حُشرت فيها نصوص دينية، والمناخ المدرسي بدأ بفرض الزي الإسلامي "الحجاب" مرورًا بالملصقات الدينية وتداول التحيات الإسلامية وإجبار التلاميذ على التحية بها، وكل ذلك يتم بشكل متواز مع إهمال حصة الدين المسيحي.
أقباط من أجل مصر حركة وطنية
وتكلم الدكتور مينا مجدي قائلاً: إن الداعي للإضراب القبطي الأول هم "أقباط من أجل مصر" وهي حركة وطنية تهدف في المقام الأول إلى تعزيز المواطنة وإلى ترسيخ قيم المساواة بين المصريين جميعًا، وترى الحركة أنه لحل المشكلة القبطية لا بد من البحث عن حلول سياسية لتلك المشكلة، فالأقباط هم عنصر رئيسي في هذا البلد، وحل مشاكل الأقباط وما يقع عليهم من تهميش وتمييز واضطهاد هو السبيل الأول إن لم يكن الوحيد للوصول لدولة مدنية ديمقراطية.
مطالب مشروعة
وتكلم الأستاذ مجدي سليمان موضحًا أنهم لا يناشدوا ولكنهم يطالبوا الحكومة المصرية والحزب الحاكم أن يبرهن على أنه مع الدولة المدنية وأنه مع المواطنة الكاملة غير المنتقصة لكافة فئات الشعب وكافة أطياف المجتمع، وأكد "سنمارس كل ما كفله لنا القانون والدستور والميثاق العالمي لحقوق الإنسان من حرية للتعبير بكافة اشكالها المنصوص عليها مثل الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات لنأخذ حقوقنا المشروعة".
وانتهى المؤتمر بكلمة هاني الجزيرى الذي شكر الصحفيين والناشطين الذين حضروا المؤتمر، وأكد أنهم سيواصلون طريقهم إلى النهاية وأنهم لن يرضوا عن النجاح بديلاً.
http://www.copts-united.com/article.php?A=7925&I=213