أخيرا فهمتونا ؟؟؟؟

هيام فـــاروق

بقلم: هيام فاروق
شاهدت و إستمتعت بحوار رائع على قناة ( أون تى فى ) الفضائية فى برنامج ( مانشيت ) مع الدكتور ثروت باسيلى وكيل المجلس الملى و عضو مجلس الشورى و عضو اللجنة العليا للسياسات
 
و الحقيقة تميز حديث الدكتور ثروت بالصدق و الشفافية .. و تمنيت لو كان قد تم هذا الحوار منذ شهرين و كنا تجنبنا قدرا كبيرا من الشائعات .. فالدكتور ثروت باسيلى شخصية من الشخصيات المسيحية الصادقة و الأمينة
 
و قد بدأ الحوار بينه و بين مقدم البرنامج عن مدى الشائعات الصادرة
فأجاب سيادته : لا أستطيع أن أمسك لسان و لا قلم أحد و لا أستطيع أيضا أن أرد على كل أحد ، فأنا لم يسبق لى معرفة هؤلاء  الصحفيين الذين دونوا هذه الشائعات
 
سأله مقدم البرنامج : ماهى قوة تأثير هذه الشائعات على علاقتك بقداسة البابا ؟
أجاب سيادته : أبدا و لا هزت شعرة فى علاقتى بالبابا ، فأنا أحبه جدا و قداسته يثق بى جدا ، و لا ألتفت و لا أهتم بهذه الشائعات على الإطلاق .. هم مجموعة صحفيين يريدون أن يكتبوا و السلام و إستغلوا إلصاق هذه الشائعات بأناس لا يعلمون عنها شىء و ليس لها أساس .. هى مجرد نوع من فساد الذوق و الجليطة
 
سأل مقدم البرنامج .. ما رأيك فى طريقة إنتخابات البابا القادم ؟
أجاب سيادته : ليس من المناسب مناقشة هذا الكلام فى الوقت الحالى ، و لكنى فقط أريد أن أوضح أن طريقة إنتخاب البطريرك عن طريق القرعة الهيكلية مفوضة بالكامل إلى الرب ، حيث يختار المجمع المقدس ثلاثة أشخاص من المرشحين و يسبقها أصوام و صلوات ، ثم يقام قداس إلهى و تكتب الثلاثة أسماء فى ثلاث ورقات مطوية و يقوم طفل صغير بسحب ورقة منهم .. فهل هناك طريقة أفضل من هذه ؟
 
إستطرد المذيع سائلا عن مدى شائعة إستقالته من المجلس الملى
أجاب سيادته : لا أستطيع ترك المجلس الملى إلا بقرار جمهورى ، لأنه أصلا منعقد بقرار جمهورى و أعضاء المجلس هم أناس على درجة عالية من الإحترام و الثقافة منهم رجال الأعمال و منهم المستشارين و منهم المتطوعين ليس لهم غرض إلا خدمة الكنيسة بقلب طاهر
أما ما يقال فليقال ، و من يريد أن يكتب فليكتب
 
و من هذا المنطلق أطالب الدكتور ثروت باسيلى إن عاجلا أم آجلا بالإفصاح عن إنجازات المجلس الملى منذ أُنشىء و إلى اليوم و بالمقارنة بإنجازات المجلس منذ أنشىء إلى أن تولى سيادته وكالته
 
سأل مقدم البرنامج : ما سبب تلميعه للأنبا يوأنس على قناته الفضائية ( سى تى فى ) ؟
و كأن الأنبا يوأنس يحتاج إلى تلميع
 أجاب سيادته : أنا لم أعرف الأنبا يوأنس قبل رسامته و هو أكبر من إبنتى الكبرى بسنتين تقريبا و لكن من جهتى فأنا أحبه جدا ، لأنه سكرتير مخلص و محب لقداسة البابا
قاطعه مقدم البرنامج قائلا : هل تريد ترشيحه للبطريركية ؟
أجاب سيادته : لا تصلح الرؤية البشرية لهذا الترشيح ، فأنا أراه اليوم تمام ، ربما غدا لا أراه هكذا .. و لذلك كانت القرعة الهيكلية هى أفضل الطرق .. فالقرعة الهيكلية لا تعبر عن إرادة الشعب و لا يصح أن نضع أصوات الناس فوق صوت الله ، فالكنيسة هى عروس المسيح فهل يصح أنا أختار بطرك لعروس المسيح ؟
 
سأل مقدم البرنامج : ما رأيك فى قصة شلح القس بولا كاهن البلينا ؟
أجاب سيادته :أنا لا أعرف هذا القس و لا أعرف ما هى الإدعاءات الموجهة ضده و كل إنسان توقع عليه عقوبة من الطبيعى أن يقول أنا مظلوم ، و لكن فقط أريد أن أوضح شىء .. أن لجنة التحقيق الكنسى لجنة مستقلة عن قداسة البابا و للأسف صدرت الشائعات أن البابا مسئول عنها و لكنه غير مسئول
 
سأل مقدم البرنامج : ماوضع الأقباط فى مصر كما تراها سيادتك ؟ و هل هناك تمييز ؟
أجاب سيادته : نعم هناك تمييز ، و تمييز واضح و لا يستطيع أحد أن ينكر هذا فهل تتخيل سيادتك أن تخلو بعض الجهات من الأقباط ؟ و تصبح نسبة تواجدهم صفر فى هذه الجهة ؟ و هل تعتقد أن الأٌقباط أغبية للدرجة التى لا تؤهلهم ألا يتواجد أحد منهم فى جهات معينة ؟ كلام غير معقول
 
سأل مقدم البرنامج : هل هناك قبطى مرشح لرئاسة الجمهورية ؟
ضحك سيادته قائلا : نعلم أن الأقباط فى مصر هم أقلية عددية و لا أتصور أن تختار أغلبية عددية شخص من أقلية عددية و لو إنها قانونا تجوز و لكن عمليا جعلوها لا تجوز
 
سأل مقدم البرنامج : ما رأيك فى جمال مبارك رئيس اللجنة العليا للسياسات ؟
أجاب سيادته : أنا أعلم تماما نفسية جمال مبارك .. فهو إنسان من داخله شبعان نفسيا و محترم جدا و متواضع لأبعد الحدود و بحكم نشأته فقد نشأ فى بيت رجل دولة و وسط سياسى .. و هو إنسان مثقف و فاهم جيد للوضع السياسى فى مصر ، و مؤهلاته تستحق أن يكون رئيساً
 
و هنا إنتهى الحديث
أما قولى لماذا لم يكن هذا الحديث منذ شهرين حسما للشائعات المغرضة التى أطلقها بعض الدخلاء على الكنيسة .. و إنى أتساءل لماذا لم يقوم الدكتور ثروت باسيلى بصفته قريب دائما من قداسة البابا بإعلان هذه الحقائق طيلة الشهور الماضية ؟ ( كان ريحنا و ريح الآخرين ) و لماذا لم يقدم برنامج مشابه يوضح هذه الحقائق و ترك الساحة خالية لكل الباحثين عن الشهرة و الطامعين فى مناصب أعلى ؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع