د. رأفت فهيم جندي
بقلم: د. رأفت فهيم جندي
منذ أن أصدر أوكامبو بيانه في يوليو الماضي بإتّهام البشير بمذابح دارفور ورؤساء الدول العربية يسعون لإيقاف هذا الإتهام, وهؤلاء لم نسمع عن جهودهم لإيقاف هذه المذابح مثل ما يفعلونه الآن مع الفصائل الفلسطينية المتناحرة.
ألا تستحي الحكومة المصرية وباقي الدول العربية وهي تبذل الجهود أمام كل العالم للتستر على مجرم مثل البشير قتل أكثر من ربع مليون فرد مدني عمداً؟
أما عن الشعوب العربية فلم نسمع عن مظاهرة واحدة منهم لإيقاف مذابح دارفور مثل ما سمعنا ورأينا عن مظاهرات لضرب إسرائيل لغزة.
أيضاً ازدواج المعايير عندما إلتزمت الحكومات العربية الصمت بينما كان صدام حسين يبيد قرى الأكراد بالكيماويات كما يُباد الذباب، ومُنعت هذه الأحداث من التداول في بلدانها ولكنها بذلت كل الجهود للتوفيق بين الملك حسين والفصائل الفلسطينية.
هل البشير مثل صدام كان ينفذ سياسة متفق عليها من كل البلاد العربية وهي إبادة للعناصر الغير عربية -الإفريقية والكردية- المتواجدة في البلاد العربية؟
الشعوب العربية تكيل بمعيارين أيضاً وهم يهللون للقبض على مجرمي الصرب لقتالهم أهل كوسوفو ولكنهم يتجهمون لمحاسبة البشير على جرائم أفظع.
الكيل بمكيالين أيضاً عندما تتحدث حماس عن مساءلة إسرائيل عن ضرب غزة في المحكمة الجنائية الدولية بينما يتصل رئيس حماس بالبشير ليعلن له عن تضامنه معه ضد نفس المحكمة الجنائية الدولية.
البعض يقول أليس الجنائية الدولية تكيل بمعيارين وهي تدين البشير ولكن لا تدين بوش لغزوه العراق؟، وأيضاً إسرائيل لضربها غزة؟
وللرد على هذا نقول أن صدام حسين لم يُحاكم من المحاكم العراقية ويُعدم لأنه أقام حرباً مع إيران لمدة 8 سنوات أو لغزوه الكويت، ولكن المحكمة أدانته لقتله المتعمد للمدنيين العزل، أما عن إدانة إسرائيل إن كانت قد استخدمت أسلحة محرمة دولياً يكون بإثبات هذا للعدالة الدولية وقد تأخذ الأمور سنوات، مثل ما أخذت إدانة البشير سنوات منذ 2003 و2004 بدأتها لجنة دولية من قبل الأمم المتحدة ومرت بتطورات كثيرة.
الكيل بمعيارين عند البعض أيضاً في تداول التاريخ, فعندما يطلق على كل أجنبي أنه غازي أثيم ولكن الغزو العربي لمصر والشام وشمال إفريقيا يسمونه فتحاً مباركاً فهذا إزدواج للمعايير, وكذلك عندما تقيم الدولة المساجد على نفقتها بينما ترفض بناء وترميم الكنائس على نفقة الأقباط فهذا أيضاً كيل بمعيارين.
إزدواج المعايير أو الكيل بمكيالين أو معيارين يدل دائماً على التعصب وعدم التحضر وانعدام الحق ويبدو أن البعض قد رضع هذا عندما قيل لهم أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=802&I=22