أدولف موسى
بقلم: أدولف موسى
عندما اعتلى جمال عبد الناصر منصب الرئيس والبطل والقاهر والظافر الذي حرر شعبه من هؤلاء الذين كثيرًا ما ردد ذكرهم في شعاراته الغير مجدية بأسماء متعدده منها "الاستعمار! الرجعية! الإمبريالية! الخيبه القويه" استطاع بعدها بقدرة قادر أن يمحي مصر قلبًا وقالبًا، وقد وصلت به الشعارات الزائفة إلى أن يلغي حتى اسم مصر من على وجه الأرض، فكانت لمصر في ذلك الوقت هذه الأسماء: القطر الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة (لأن القطر الشمالي كان من حق سوريا) وبعد فشل الإتحاد وخروج سوريا منه حملت مصر اسم الجمهورية العربية المتحدة وحدها -رغم أنني ليومنا هذا لم أفهم مع من كانت مصر متحده في ذلك الوقت بعد خروج سوريا من الإتحاد؟-.
لقد ألحق هذا البطل الهمام مصر بضربات قاضية عديدة، إحدى هذه الضربات القاضيه التي ألحقها الجاهل زعيم الأمه لمصر كانت ضربة الإقتصاد المصري عن طريق الفشخرة الكاذبة،فإبتدء بافتعال الخراب الشامل الذي بدأ يوم أن بدأ بسرقه ممتلكات مصر الإنتاجية عن طريق التأميم لكل ما هو صالح في مصر!
أي عقليه يمكن أن يمتلكها شيطان لتنفيذ هذا العمل الإجرامي؟ لو أردنا أن نقارن الشيطان بهذا زعيم الأمه لأصبح للشيطان الحق أن يكون ملاكًا. إن المبدأ الإشتراكي كان وقتها قائم في كثير من البلدان وحتى الآن له وجود حتى في الغرب لكن، اشتراكية عبد الناصر كانت من النوع التخريبي، اشتراكية شعارات وهتافات من لا تُفهم، بعد أن ابتدع الإشتراكية الناصرية لم يستطيع الوقوف لهذا الحد واكتفى، كانت لعبد الناصر متطلعات أخرى أكبر –من العار تسمية هذه المتطلعات بالطموح- لكنها كانت أطماع للوصول للقب زعيم وبطل الأمة التي أسماها بالأمة العربية كلها.
هنا جاء عبد الناصر وبدون تفكير دعا إلى قرار تدمير مصر عسكريًا أيضًا، فجاءت سلسلة مغامرات أبو الأبطال ومحرر الشعوب (فلسطين، اليمن، الجزائر وأخرين)، لقد ألقى البطل الهمام بأبناءه في كل مكان للموت وكان كلما مات عدد من المصريين في هذه البلدان وعادت البقية الباقية من الجيش المصري إلى البلاد، قام عبد الناصر بتحريض كثير من ضعفاء النفوس التابعين له في الإجرام بتأليف شعارات وهبل جديد يداري به إجرامه ويوهم شعبه بعظمة ما حدث.
حتى في تخصصه العسكري كان زعيم الأمه غير مفلح فيه . لكنه لم يكتفى بهذا! فكان من أهم مبادئ زعيم الأمه أنه إن أراد عمل شيئًا فلا بد له أن ينهيه بضمير، فكان لا بد له بإكمال سنفونية الدمار الشامل وكانت الطريقة هي قطع ألسنة وإهدار آدمية كل من حاول أن ينقضه. فقام باختراع أكثر أسلوب توحشي وغير آدمي عرفته المنطقة والذي أصبح مدرسة لضعفاء النفوس في المنطقه فيها بعد، مدرسة وأكاديمية "الذهاب وراء الشمس"! المعتقلات! خراب بعد خراب.
بعد انتهاء عصره وكعادة الشرق الجبان، قام جهابزة الفكر وأصدروا فرمانًا يقول أن عبد الناصر هو الذي كان سببًا في كل ما حدث!
إنسان واحد استطاع أن يقوم بكل هذا في بلد فيها الملايين..... إين كنتم يا أيها الجهانزة وقت حدوث الجريمة؟ إنسان واحد استطاع وحده عمل كل هذا؟ هل من تخريف آخر؟ إنه لشيء يضحك ويبكي في ذات الوقت.
كما ذكرت مرارًا كثيرة من قبل، إن صِدْق أو عدم صدق أي عقيدة حتى إن كانت عقيدة دينية لا تهمني على الإطلاق. إنني أتكلم هنا عن حقائق واقعيه تُطَبَّق في بلد ما، طرق التطبيق يمكنها أن تكون سليمة أو غير سليمة، هذا أيضًا راجع لمطبقيها، فأنا أريد مناقشة التطبيق السياسي فقط.
مثلاً طرح السؤال كيف يسير العالم الحديث في وقتنا هذا؟ لم يهمهم لأن ليس لعقولهم العقيمة الفكر قدرة التفكير للجواب على هذا السؤال، فهم يعيشون في العصور الحجرية المتحجره بأذهانهم مع أن كل واحد منهم يقتني قربة كل اختراع حديث اخترعه من أسموهم بالكفرة.
هؤلاء المنتفعين من وراء هذا الشكل الغير مجدي لهم منافع متعددة، فمنهم من ينتفع انتفاعًا ماديًا لا يستطيع الوصول له عن طريق عمل شريف، ومنهم من يجد في تطبيق هذا التيار اكمال لشخصيته المعقدة والسادية والمختلة، لكن أفظع ما فيهم هو نظرية تخدير الشعوب بها تحت مبدأ "حقًا إننا لا نمتلك شيئًا، حقًا نحن نشحذ حتى رغيف العيش، حقًا إننا أمة متخلفة ولكن هناك من أوهمنا أننا أحسن أمة اُخْرِجَت إلى الناس"، وهذا كافي لكى يستطيع كل فاقد لعقله أن يهلل من الفخر الكاذب، إنسان ينتمي لأحسن أمة أخرجت إلى الناس مع أنه حافي وجوعان ويعيش عيشه أقل من الحيوان الذي يقتنيه ما يسميهم بالكفرة في بلاد الكفر. أليس هذا شيء يحزن؟
إنني قد حاولت هنا أن أعطي مثلين لتوضيح ما أريد أن أوصله لفهم فكرتي. إذا حاولنا أن نبحث في تاريخ الفكر الإنساني سوف نجد تيارات سياسية وعقائدية ليس لها حصر.
والسؤال هو: ما هو العامل الذي يحدد لأي تيار أن ينجح أو يفشل؟ أن يكون خطرًا أو شيء بدون أهمية؟ إننى لا أستطيع أن اتصور أن جمال عبد الناصر – كمثال- يستطيع أن يحرك حتى ولو حجرًا واحدًا وحده. لقد كان عبد الناصر فقط صاحب فكرة لكن من أمكنه من تطبيق هذه الفكرة؟ هل مسك عبد الناصر وحده السيوف والمدافع والرشاشات وقهر وحده مصر كلها؟! هل هذا كلام عاقل؟ كذلك العقائد التي دمرت مصر والشرق كله، من جعلها بهذه القوة التدميرية؟ إنهم الشعوب الجبانة التي تعتقد أنها لا حول لها ولا قوة وتستسلم لمن يُخِيفُها وينجح في أن يوهمها أنه القادر على كل شيء وهم خراف ليس لهم إلا أن يُساقوا إلى الذبح بدون أن يكون لهم الحق حتى للاعتراض لأنهم الضعفاء.
إن المفتري الكبير ليس الديكتاتور أو العقيدة المدمرة، إنه كل من سكت وأوهم نفسه أن كل شيء سوف يُحَل وحده، من يسكت على الخطأ لأنه يخاف من ما سوف يحدث له إن اعترض وقال الحقيقة، لا بد أن يكون جبانًا وكل ما يمكن حدوثه له كان عن حق لأنه هو الذي جعل من هذا المفتري ماردًا للتدمير.
إن الصمت وانتظار أن ينزل الحل من السماء هو في حد ذاته جريمة لا تُغتفر، لأن الحال مستحيل أن يتغير إلا إذا قيل للمفتري أو للغبي، قف.
لا بد أن نعلم أن الشعوب المقهورة والتي لا تحاول التخلص من القهر هي التي أجرمت في حق نفسها.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8093&I=218