شم... واشكر

سحر غريب

بقلم: سحر غريب
عودتنا الحكومة أن تكذب الكذبة وتصدقها ويصدقها معها شعبها المغلوب على عقله، ففي كل سنة من السنوات الماضية كانت الحكومة تؤكد علينا أن السحابة السودة لن تظهر في السنة المقبلة وستختفي لا محالة وأنها لا تعدو إلا أن تكون سحابة وهاتعدي، ولن تصبح بأى حال من الأحوال عادة مصرية صميمة.
ولكن ما حدث هو أني ما زلت أشم رائحة الدخان، قلت جايز يكون فيه حريقة داخل أنفي وحدي، لم أصدق نفسي معقولة الحكومة كذبت علينا تاااااااني! دي حلفت بشرفها أن رائحة الدخان ستنتهي هذا العام ولن تقوم لها قومة، وللا شرف الحكومة طلع مطاط ويصلح للاستخدام أكثر من مرة؟
أما ما حيرني فهو أن هناك تعتيم إعلامى على الدخان وسيرته، أكيد فيه حاجة غلط فالرائحة ما تزال في أنفي يا جماعة.

على مايبدوا أن الشعب أكل البلوظة وصدق وعود الحكومة ولم يعد يفتح فمه إلا للكحة والتثاؤب، وتوقف لا شعوريًا عن الإحساس بها والسحابة كما هي فقد تحولت بقدرة الحكومة القادرة القوية من ظاهرة بشرية طارئة إلى ظاهرة طبيعية كالقضاء والقدر والحر والبرد والزلازل والبراكين، لا نملك لها إلا أن نعد لها عدتها ونمكث في منازلنا لا نبارحها ونتوقف في ساعات معينة من الليل عن فتح شبابيك بيوتنا، لقد نظمنا حياتنا عليها واعتدنا رائحتها النفاذة وأظن أن تلك السحابة سعيدة بقدراتها الخارقة على إدخالنا في بيوتنا بدري مثل الكتاكيت وأعتقد أنها لن تفارقنا أبدًا، فأين ستجد شعبًا مهاودًا مثلنا؟ تتحول شكواه المُرة الأليمة إلى أمر واقع واجب النفاذ، فيمرض منا من يمرض ويموت منا من يموت والحال على ما هو عليه.

أستشعر مع كل سنة تأتي فيها السحابة السودة أن لسانها الساخر منا يطول كل سنة عن التي قبلها وتخرجه للجميع دون استثناء، فهى بالذوق بالعافية لن ترحل وستظل تكتم على أنفاسنا وسيبقى الصمت هو قانوننا في تعاملنا معها.

سحر غريب