حكمت حنا
بقلم: حكمت حنا
تزايدت أخطاء فاروق حسني وزير الثقافة المصري حتى أصبح هناك إجماع شعبي على عزله، وبالفعل أقام بالأمس أحد المحامين المصريين دعوى قضائية ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء للمطالبة بعزل حسني من منصبه الثقافي الذي أساء إليه ولم يقدم شيء في منصبه سوى الإساءة والإهانة لمصر، فالوزير لا زال يلاحقه عار حريق مسرح بني سويف في 2005 الذي راح ضحيته 32 قتيل و37 جريح من بينهم 12 جثة لم يستدل على هويتها من آثار الحريق ولم يتخذ في القضية شيء حيال الوزير المسئول الأول عن الثقافة في مصر وانتظر الأهالي تعويض الله لضحاياهم الذين راحوا نتيجة الإهمال والفساد
حتى حرية الإبداع لم تسير في طريقها المنشود لوقوف وزير الثقافة عائقًا أمامها ليصبح المثقفين والمبدعين أكثر الناس التي تلقنا أفكار التخلف والرجعية وتسترسل في قضية دولية عنصرية (موضوع الصراع العربي الإسرائيلي) وتكوين صورة ذهنية عدائية لدى المصرين (العرب) من وجهة نظرهم تجاه الأمريكان وحكوماتهم نفسها تسعى للتطبيع مع إسرائيل وتكوين علاقات دولية قوية مع الأمريكان لإيمان الحكومة بأنها القوى العظمى في المنطقة.
وعلى الجانب الآخر يزيدوا من كراهية المصريين للأمريكان على يد المثقفين القائمين على سياسة التعبئة الجماهيرية بإتباع (سياسة القطيع) وأصحاب الإبداع الحقيقي مصيرهم السجون أو الحكم على أعمالهم بالموت إذ كانت تتضمن إبداع حقيقيًا، واذكر هناك على سبيل التذكر مطالبة محمد الدريني الكاتب الشيعي بموافقة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية على إصدار ترخيص لإجازة سيناريو فيلم الغماية وطبقًا لقرار الوزير فالفيلم ممنوع ومرفوض دون سبب يُذكر.
والمهتمين بالقضية في انتظار فصل المحكمة الدستورية العليا في دستورية قرار وزير الثقافة بمراقبة الأعمال الإبداعية والحجر عليها دون مبرر لدرجة مصادرة الإبداع وتكوين فرق من المفترض أن نطلق عليهم لقب مثقفين لتكون مجندة لخدمة النظام الثقافي الوهابي ليخربوا عقولنا حتى كلما تقدمنا في العمر كلما أصبحت قدرة عقولنا على التفكير غير واردة بالمرة.
والوزير يمنح مخربي عقولنا رواتب مقطوعة ورشاوى تحت مسميات مختلفة كنوع من التقدير لجهودهم البناءة!!
وأخر الفضائح خسارة مصر في انتخابات اليونسكو، من وجهة نظري أرى إن الخسارة ليست عيب في حد ذاتها لكن تحميل الآخرين أسباب الخسارة هو العيب ذاته وعندما يقول أنها طبخة سياسية محسومة فقد أساء لنفسه كمسئول ثقافة موجهًا التهمة للصهيونية المتحالفة مع القوة الأمريكية والاتحاد الأوروبي
فلا يجوز لمسئول أن يقول هذا الكلام لكن في النهاية يمكن القول إن الفضائح والخسائر الثقافية سواء كانت المحلية أو الدولية قد لحقت بمر في عهد فاروق حسني الذي قد بدأ العد التنازلي لبقائه في منصبه ينتهي لعله يرحل قبل أن تأتي مصيبة أخرى لمصر لن تتحملها خاصة مع تزايد موجة الاحتقان الشعبي نحوه لدرجة المطالبة برحيله.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8207&I=221