زهير دعيم
بقلم: زهير دعيم
مجرمة وأكثر.... فقد خانت القضيّة والوطن والضمير والدّين وتجاوزت كلّ الخطوط: الحمراء والبنفسجية وفوق البنفسجي .
كيف تجرؤ هذه الناقصة عقلا ودينًا المدعوّة هالة مصطفى – رئيس تحرير مجلة الديمقراطية -ان تجتمع إلى شالوم كوهين سفير إسرائيل في القاهرة؟
كيف لها ان تخترق الصّفوف ، وتضع مصير وآمال الشعوب العربية على كفّ عفريت ، وتلطّخ شرف العروبة؟!
مجرمة وأكثر ، حتى ولو كانت رئيسة مجلة تدعي الديمقراطية ، فهذه الديمقراطية تنتهي عندما تتلقي بإسرائيل.
حقًّا.... من حقّ مجلس الصحافيين في مصر أن يطرد هذه "الكافرة " و "المُرتدّة " من نقابتها حتى تكون عِبرةً لمن اعتبر.، ولا بأس ان يبدأ البطل عبد المحسن سلامة باتخاذ الخطوات اللازمة!!
بعيدًا عن المِزاح ، فإنّ هذا التصرّف الأرعن يُثيرني جدًا......يثيرني حتّى التقيّؤ....ماذا أصابنا حتى خرجنا عن طورنا بمجرد ان تجتمع صحافية مع سفير دولة وقعّنا معها اتفاقية سلام ؟ ألم نوقّع فعلا اتفاقية سلام ؟ ألا يزور رئيس حكومة "العدو " القاهرة وشرم الشيخ وعمّان ودبي والمغرب في فترات متقاربة او متباعدة ترافقه كوكبة من رجال السياسة والعسكر؟
ماذا جنت هذه الدكتورة المنفتحة ، المتحرّرة، والتي تؤمن بالديمقراطية والتعددية؟
أتكون قد باعت أسرار الوطن بأكلة عدس؟
أتكون قد باعت مخططات وتصاميم الاختراعات الى العدو؟
أتكون قد أفشت سرّ الذرّة؟
هراء وترهات وعقول " يابسة" ما زالت تتحكّم فينا في الألفية الثالثة
من حقّنا أن نجلس إلى أعدائنا ونتحاور ونتناقش.
من حقّنا ، بل من واجبنا ايضًا أن نحترم الاتفاقيات ، واتفاقية السلام الموقّعة بين الدولتين أظنّها مُلزمة للطرفين.
من حقّ الصّحفيّ أن يكتب ليس فقط عن الأمير وابن الأمير ومواسم أفراحة وصيده وهواياته.
من حقّ الصحفيّ أن يكتب ليس عن الوجه الناصع للأمّة وليس فقط عن النجاحات ، بل ايضاً عن الوجه "الأسود" والهفوات والجرائم : جرائم الأكابر وهي كثيرة.
ماذا فعلت د. هالة حتى تُحاكم من قبل هذه النقابة الوطنية؟!.
لقد أعجبني ان اختارت د. هالة وكلّفت الناشط الحقوقي نجيب جبرائيل ، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان للدفاع عنها أمام النقابة .
وجميل ما صرّح به هذا الناشط المجتهد لوسائل الإعلام المختلفة قائلا : " إن التحقيق مع د. هالة مصطفى يُعد انتهاكًا صارخًا للدستور المصري في مادته الـ "151" التي تنصّ على أن جميع الاتفاقيات الدولية التي وقّعت عليها مصر تصبح مُلزمة شأنها في ذلك شأن القوانين الداخلية فور تصديق مجلس الشعب عليها. مُشيرًا إلى أنه من ضمن هذه الاتفاقيات المُلزمة اتفاقية الصُلح مع إسرائيل"
تعودنا نحن الشرقيين ان نضع رأسنا في الرّمال ونقول : لا نرى ..لا نسمع.
تعودنا ان نرى موكب الحضارة يمرّ بنا مسرعًا ونحن نقف شاردين.
تعودنا أن نجامل ونعيش أحلام اليقظة ولا نرى الواقع.
متى سنعي وندرك أنَّ إسرائيل أضحت واقعا .
دعونا ننظر الى غيرنا ونتعلّم ، هيّا نشاهد صحافية أمريكية تقابل احمد نجاد الرئيس الإيراني الذي ينادي بالقضاء على إسرائيل ويتحدّى الولايات المتحدة صباحاً مساءً، ونقابة الصحفيين الأمريكيين تصفّق لها.
أليس نجاد عدوًا لأمريكا؟
غريب أمرنا نحن العرب ، نعيش الألفية الثالثة بعقول القرون الوسطى!!
أليس من الغريب أن نُحاكم سيّدة شجاعة كلّ ذنْبها أنها قامت بمسؤولياتها تجاه قرّائها خير قيام.
د. هالة مصطفى نحن معك، وقلوبنا معك ، أمّا هؤلاء الذين يعشقون الماضي والظلمة فسيبقون خارج دائرة الضوء
د. هالة أنت بألف رجل ونيّف.
د. هالة أنت في الطريق إلى النور.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=8361&I=225