لطيف شاكر
بقلم: لطيف شاكر
نزولا علي رغبة القراء في الرد علي مقالات د.يوسف زيدان بعد ان عقدت النية علي عدم الرد تجنبا للمباحثات السخيفة التي تولد الخصومات وعبد الرب لايجب ان يخاصم الذي يحذرنا منها الكتاب المقدس.
تلقفت مقال الدكتور يوسف زيدان الرابعة بشغف شديد وقرأتها اكثر من مرة فالرجل يتميز باسلوبه الادبي الراقي مستخدما التراكيب الجملية بحرفنة رائعة, ويمزج كلماته بموسيقية اللغة التي تجذب القارئ , و تجعل من المقال كأنها صورة رسمها فنان بارع واتقن الوانها ومايزيد من قيمة المقال او الصورة جمالا خلفيتها التي تجعل القارئ يدقق فيها ليتعرف حقيقة الخلفية اما مابين السطور شيئ آخر يحتاج الي عناء للوصول الي مايريده الكاتب من معان ومايبغيه من مراد وكثيرا ما يجعل المرء في حيرة.
وبدء ذي بدء اتمني لسيادته طول العمر ودوام الصحة حتي يصلح والاخرين الليبرالين من شأن البلد التي تعيش علي نيران متأججة وعلي صفيخ ساخن يلهبه الوهابيون البدوالوافدون من الصحراء وكل همهم خراب الديار ودمار الامصار والذين يحكموننا بسلاح التخلف ويحاكموننا بشريعة السلف بعد ان عطلوا العقول وغيبوا الامخاخ.
ولابد ان نفرق بين الاسلام كدين والعروبة كجنس لكن الذين يتشدقون بانتمائهم للدين وليس للوطن فهم ليس اقباط مصر وليس مواطنين في الوطن وهم المتأسلمون والوهابيون والمرفوضون من عقلاء الوطن وحكمائها الذين يحرصون علي سلامة الوطن ورفعة شأنه واعلاء قيمته.
وكما سبق في المقدمة ان ميزة كتابات د. زيدان ماتحمله كتاباته بين طياتها من افكار ومعاني يحتاج من القارئ التدقيق بل اقول لقراء د. زيدان لاتقرأوا ظاهر الكلام بل تمعنوا في باطنه.
ومرة ثانية ادعو لك بطول البقاء حتي كما تقول لانترك لاطفالنا بلدا مفعما بالحقد والكراهية وبالاوهام. بل نزرع فيهم الامل والحب والمحبة الصادقة التي لاتسقط ابدا.
قد اشرت سيادتكم في مقالتك الاخيرة علي الردود علي مقالاتك السابقة الذي كان لي نصيب الاسد في هذا بكتابة اربعة مقالات تم نشرها في عدة مواقع وكان هدفي هو تحقيق الحق وليس فقط تخفبف وقع الكلمات الصعبة علي مسامع الاقباط للاسباب التالية :
-الافضل ليس ان نخفف من سخونة الكلمة ولكن ان نضعها كما هي ثم نعتذر عنه اونشجبها.لان لامعني من تلطيف الكلمة ظاهريا وفي كامن القلوب حقيقة المعني ويطالبون بتفعيلها من حين لاخر (التلمساني).
-الكلمة الصادقة هي الطريق المختصر للوصول الي الهدف المنشود والصدق هو الخط المستقيم الذي يصل للهدف بسرعة ويسر ويجهض الخطأ ويؤدي الي الصواب.
وبالنسبة للمتأسلمين والمتأقبطين سامحني يااخي الفاضل فقد سمعنا كلمة المتأسلمين كثيرا وعرفنا افكارهم ولمسنا اعمالهم واكتشفنا غايتهم وهو الوصول لكرسي الحكم علي جثث الاقباط لكن كلمة المتأقبطين لم اسمع عنها الا من خلال كتاباتك لكن اذا كنت تقصد بالكلمة المتشددين الاقباط فسيادتكم تنهج نهجهم وتسير علي دربهم في رفض الفكر الوهابي المدمر ولاتقبل عقلية المتأسلمين ومخططاتهم.
فالاقباط المسيحيون يعيشون في رعب من المتأسلمين واظن انك لاتوافق -علي سبيل المثال وليس الحصر- علي فتاوي الشيوخ بعدم بناء كنائس وعدم ترميمها وتجاهل قانون العبادة الموحد في المجلس المنوط باحقاق حق المواطنين والمفوض من الشعب بمسلميه ومسيحيه وحتي اليهود منهم والبهائين فهذا حق مشروع لكل انسان في الوطن ان يؤمن ويعبد مايشاء في مكان عبادته ليتعلم منه المحبة والسماحة وحب الوطن.
واظن ايضا انك لاتوافق معي علي الاحداث الصادمة مثل خطف البنات والتضيق علي الاقباط في معيشتهم واهانتهم علي منابر المساجد وتحويل بيوت الصلاة المفروض أن ينشر المحبة بين شركاء الوطن نجده يحث علي قتل المشركين والكفار وعدم مودتهم والذي زاد الطين بلة( آسف ) تبني الامن والقضاء للفكر الوهابي. ولااريد ان ازيد عليك في هذا الموضوع لانه متكرر ومللنا منه وانت اعلم مني بذلك.
ولهذا نحن نخافهم ونحاول ان نجد مكانا آمنا لنا ونطالب به وهذا بيت القصيد كيف نتجرأ ونطلب الأمن والآمان ( يقول زغلول النجار لابد من تأديبهم لان صوتهم ارتفع). نحن متوجسون خوفا ياسيدي من الوهابين والمتأسلمين الذين احلوا دمائنا الرخيصة لهم ومتربصين لنا ليلا ونهارا ,لااحد يحمينا لان القانون والقضاء والامن والميديا اخترقهتا الوهابيون والاخوان والجماعات الاسلامية بجدارة وجسارة, ويقفون معهم خوفا او رضاءا او لنصرة أخاه ظالما او مظلوما.
ياسيدي قبل ان تقول لهؤلاء المتأقبطين لاتصرخوا قل للمتأسلمين حرام عليكم الضرب والجلد والقطع والحبس والدعوات المقززة علينا في وضح النهار بدون استحياء قولوا لهم ان الاقباط اخوتكم بشر وليس ابناء قردة وخنازير كما يعتقدون والعجب العجاب.. نجد كثير من الكتاب الذين يدعون الاستنارة كذبا يمجدون اعمال المتأسلمين ويبررونها في الصحف القومية التي تمول من جيوب الاقباط والمسلمين و الصحف الصفراء التي تعيش علي الانقسامات و تروج لهذه الامور بل ايضا في الفضائيات خاصة في شهر رمضان حيث الصوم والزهد والعبادة.
هل تتخيل ياعزيزي اننا نخاف يوم الجمعة لانه عادة يأتي بأخبار مزعجة وأعمال مفزعة,حينما كنا صغار نقول عنه فيه ساعة نحس لان في عقيدتنا تم صلب السيد المسيح في هذا اليوم ويبدو انه قدر لنا ان نشاركه في الآمه والفرق انه قتل بايدي احبائه اليهود ونحن بيد احبائنا المسلمين.
اذن فألمتاقبطين كما تسميهم سيادتكم هو الرد الفعل السلبي وأكرر السلبي لانها تعاليم انجيلنا الا نقاوم الشر بالشر وليس باليد حيلة نصرخ ولامجيب نتكلم ولا سامع.. وارجو بذلك اكون قد وضحت الامر جليا لسيادتكم وللقراء الاعزاء وحققت صورة المتأقبطين المهضوم حقهم في بلدهم.
سيادتكم تقولون ومن البديهي ان اعماق ثقافتنا المعاصرة هي المصرية الفرعونية المسماة( اعتباطا) الفرعونية اسمح ان ارد علي هذه النقطة فيما يلي:
-ارجو الرجوع الي كتاب لغز الحضارة المصرية للدكتورسيد كريم لتشهد مدي ما وصل اليه الفراعنة من ثقافة. كما ارجو قراءة كتاب فجر الضمير للدكتور جيمس هنري بريستد. لتجد ان فجر الضمير نشأ في مصرنا الفرعونية وبداية الاخلاق وجد في تاريخنا القديم.
-سيادتكم انشدت فخرا بكتابة الترنيمةالشهيرة الواردة في كتاب الخروج الي النهارمن كتاب الموتي الفرعوني دليل قاطع ان ثقافة الفراعنة لها في وجدانك مكانة رفيعة لانها ثقافة رائعة.
لقد كانت الثقافةالمصرية الفرعونية وحضارتها لاتماثلها اي حضارة او ثقافة بما فيها (ليس اعتباطا)العربية الصحراوية البدوية(العرب جنس وليس دين) يقول" بتاح حتب" :" يعترف بفضل الرجل الذي يتخذ العدالة نبراسا فينهج نهجا " ومن اقوال" نفررهو" نبي مصري عاش عام 2000ق.م" قد يفرح أهل زمان الانسان وقد يعمل ابن الانسان علي تخليد اسمه ابد الابدين...إن العدالة ستعود الي مكانها والظلم ينفي من الارض".
مصر الفرعونية تملك ثقافة الحياة والموت كما تملك عبادة الواحد وتعرف ماعت العظيم الذي نادي بالعدل والحق والاستقامة مااحلي ثقافة مصرنا القديمة ياليتنا نعمل بفكرهم ونتبع عدلهم وننتمي لهم فخرا لاصحاب الحضارات والتراث العظيم ونرفض تبعيتنا للعرب والعروبة والقومية العربية.
دعني اقص لك قصة صغيرة سأل احد القراء عبر مجلة عقيدتي التي تصدر في القاهرة العدد الصادر بتاريخ 20-6-2000 عن حكم الدين في زيارة الآثار الفرعونية وهل تعتبر من الاصنام وقد أجاب أحد رجال الدين بالقول : إن الناتج المعماري والفني لشعب مصر في الأزمنة القديمة هو تاريخ من تواريخ الأمم السابقة ولاعلاقة لها بنا , لقد ملأ المصريين والرومان الأرض صناعة وعمرانا ولكن ماذا كان مصيرهم لقد انقرضوا واصبحوا عبرة لمن يعتبر أما نحن كعرب فننظر اليهم من باب الاعتبار والعظة ونعرف كيف كانت عاقبة المجرمين.
وفي جريدة ايلاف الالكترونية منذ عدة شهور خلت قاموا باستفتاء علي هدم الآثار المصرية بما فيها الاهرامات وابو الهول فكانت النتيجة الغير متوقعة ان نسبة 25% وافقوا علي ازالة وتدمير الأثار لانها تمثل الكفر اسوة برجال طالبان المؤمنين والميمونين في تحطيم تمثال بوذا لانه يمثل الكفر والعياذ بالله.
يقول د.سيد كريم ان اول لغز واجه الباحثين في علم الحضارات وتاريخها هو اختلاف الحضارة الفرعونية او المصرية القديمة عن بقية الحضارات البشرية انها لم تخضع لسنة النشوء والنمو والتطور والارتقاء الطبيعية بل ظهرت كاملة متطورة في جميع عناصرمقوماتها.
ويقول سيادته ان اسم مصر واسم النيل ظهرا مع مولد الحضارة الفرعونية التي سبقت حضارة الاغريق ومؤرخيهم بما لايقل عن عشرة الاف سنة..التاريخ الزمني للحضارة المصرية.
وقد حدد في كتابه لغز الحضارة المصرية الحضارة المصرية بشروق شمس العقيدة علي الارض المقدسة التي اختارها الاله" جب بتاح" ومنه اتخذت اسمها الخالد الذي نحتفظ به الان وهو الاسم الذي نسبه المؤرخون خطأ الي الاغريق الذين اطلقوا علي مصر اسم حيبتوس كما ورد في وثائق هيرودت.
اما المعرفة يقول ساونيروس " فجرت مصر الفرعونية أول ثورة ثقافية جمعت بين العقيدة والمعرفة او بين الدين والعلوم منذ فجر التاريخ لذا فقد اطلقوا علي العلوم اسم االمعرفة المقدسة ونسبوا كل شئ الي الخالق عندما كانوا اول من آمن بوجوده فأرتبطت المعرفة وعلومها بالسماء فنبتت جذورها في المعابد".
وتكتب سيادتكم ايضا في مقالتك الرابعة ان العرب هم الذين اسموا مصر الاسم التي نستعمله الان, في حين ان التاريخ العبري الذي يسبق التاريخ العربي بقرون كثيرة يذكر اسم مصر حرفيا ففي سفر اشعياء 25:19 يقول مبارك شعبي مصر وفي هوشع 1:11يقول من مصردعوت ابني وذكرت اسم مصر اكثر من ستمائة مرة في العهدين القديم والجديد. ومن المعروف ان العبرانيين عاشوا في مصر في الزمن الفرعوني اي قبل العرب حتي ان البعض تقولو ان اليهود هم بناة الاهرام وطبعا هذه مقولة خاطئة ولم تثبت صحتها تاريخيا وهو نوع من التأويل السياسي.
وسبق ان اوضحت في ردي علي مقالاتكم السابقة بخصوص ادعاء الاقباط ان مصر وطن الاقباط وان مصرقبطية وقلت نعم هذا الكلام صحيح لاغبار عليه لكن يجب ان نوضح هذا الكلام : القبطية ياسيدي هوية وجنس لكن المسيحية دين وملة فعندما نقول ان مصر وطن الاقباط والاقباط جنسية للمسلم والمسيحي دون العربي الوافد من الجزيرة العربية الذي يحتقرنا وافتوا بهدم آثارنا لانهم اصنام وشرك اسوة بالابطال الميامنة طالبان الافغانستانية.... فاين الخطأ هنا وحينما يردد الاقباط هذه الكلمة نريد ان نوصل الي مسامع الكل اننا اخوة للاقباط المسلمين وليس نازحين من الخارج كما يدعوا بعض اساتذة التاريخ الجهلة الآن في الجامعات الاقليمية , وكان يستلزم من سيادتكم الرد علي هذه المهاترات اسوة بردكم علي ان مصر وطن الاقباط حتي لاتكيل بمكيالين وسيادتكم دون هذا.
هل تضن علينا ياعزيزي نكون اصحاب البلد مثلك واسوة بأخواتهم الاقباط المسلمين.. هل تشاركني الرأي أن مصر وطن الاقباط المصريين وان الغرباء هم العرب والمستعربين الذين ينتمون للعروبة فخرا واعتزازا لهم.
اسمح لي ان انهي مقالتي بمقولة مأثورة للزعيم الخالد سعد زغلول العظيم : لولا وطنية الأقباط لتقبلوا دعوة الاجنبي لحمايتهم وكانوا يفوزون بالجاه والمناصب بدلاً النفي والسجن والاعتقال. ولكنهم فضلوا أن يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والحياة والمصالح ويساقون للضرب ويذوقون الموت والظلم على أن يكونوا محميين بأعدائهم وأعداء الوطن.»
والي لقاء...... ونلتقي علي حب مصر ومحبتنا لبعض ودمتم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=8394&I=226