نشأت عدلي
بقلم: نشأت عدلي
مهلاً يا قطار العمر
لقد تخلف منّا أوفىَ الأصدقاء
تسير كبرق نلمحه
فلم نهنأ بعد بأحبّ الأحباء
رحلتك سريعة وقاسية
فانسحب منك كل الأوفياء
تجري سريعًا جدًا
فكل ركابك فيك سجناء
تلهث وتجري دائمًا
فلا تنظر أبدًا برهة للوراء
تدهس مَن يقف أمامك
ولا تشفق على أخلّ الأخلاء
تطير مع الأعوام
ويطير منك أحبابي للعلاء
رويدك أيها القطار
كن شفوقًا بقلوب كلها اعتلاء
تأنىَ وتمهل يا صاحب
فقد تقرحت الجفون من البكاء
حنانيك يا قطار القدر
فلن يشبع الرمس من كثرة النزلاء
ليتني أسابقك يا قطار
لأكون أنا عنهم كبش الفداء
أرجوك تأنىَ وانتظر
حتى أرحل منك لعالم الأنقياء
فأنت لا تعلم شيء
فهم أحباب على قلب بات في العراء
لا تدري ماذا كانوا
كانوا لي في لياليَّ أكثر من الغطاء
تمهل وأصغي إليَّ
فكم كنت أستدفئ بهم في ليالي الشتاء
ليت لك قلب
لتشعر كم هو جارح فراق الأصدقاء
ليت لك عيون
لترى لوعة الفراق وبُعد الأحباء
ليتك أن تكون.....
فأنزل منك وأسير معهم سواء بسواء
ليتك أن تُصغي
لأكون مع أمي وأبي وأختي وكل الشهداء
ليتك تستجيب لندائي
لأنعم بأحضان إلهي وكل القديسين والآباء
http://www.copts-united.com/article.php?A=8445&I=227