واشنطن ـ من عاصم عبدالخالق الاهرام ـ عواصم عالمية ـ وكالات الأنباء
منهم من اعتبر أنه طفل في السادسة عشرة حصل علي سيارة بورش
واشنطن بوست: الفوز أصاب العالم بالذهول..
والمعارضة النرويجية تدعو لاستقالة رئيس لجنة نوبل
فجر الفوز المفاجئ للرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام حرب تصريحات حادة بين الديمقراطيين الذي أعربوا عن سعادتهم والجمهوريين الذي شنوا هجوما حادا علي الرئيس وعلي لجنة منح الجائزة واعتبروا أن مصداقيتها تنهار, وأكدوا أن أوباما لا يستحق التكريم ولم يحقق أي إنجازات. وبينما حرص بعض الجمهوريين علي تهنئة الرئيس أعرب خبراء وسياسيون محايدون عن اعتقادهم بأن الجائزة جاءت قبل أوانها بكثير وقد يكون لها تأثير سلبي علي سياسته الخارجية وليس العكس.
وأعرب وليام جيلاني كوب أستاذ التاريخ عن دهشته لتكريم أوباما بمثل هذه الجائزة الرفيعة في هذا الوقت المبكر من رئاسته. وقال إن أوباما يبدو مثل الطفل الذي حصل علي سيارة بورش فاخرة بمناسبة إتمامه عامه السادس عشر وهذا أمر رائع ولكن أين يمكنه الذهاب بها. وأشار كوب إلي أن الجائزة يمكن أن تكون ذات أثر سلبي معوق للرئيس متسائلا كيف لحائز علي نوبل لسلام أن يرسل مزيدا من القوات العسكرية لأفغانستان؟
وقال مايكل أونلون الخبير في الشئون الخارجية والأمن القومي بمركز بروكنجز للأبحاث السياسية بواشنطن أنه ليس لديه انتقادات لأوباما وأنه يعتقد أنه امضي عاما طيبا في متابعة السياسة الخارجية ولكن لا يوجد ما يشير إلي أن هذه الجائزة ستساعده بشكل محدد في أفغانستان أو أي قضية أخري.
وأضاف أنه يعتقد أن الجائزة كانت ستكون داعمة له بصورة أكبر لو انتظرت اللجنة إلي حين تحقيق انجاز واحد حاسم علي الأقل يكون له وقعه الحسن علي صورة الدبلوماسية الأمريكية.
وعلي الجانب الجمهوري, قال مايكل استيل رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إن السؤال الحقيقي الذي يطرحه الأمريكيون هو ماذا أنجز أوباما بالفعل؟ وذكر في بيان أصدره فور الإعلان عن منح الجائزة أنه للأسف فإنه نجومية الرئيس تفوقت علي هؤلاء الذي حققوا انجازات حقيقية في العمل من أجل السلام وحقوق الإنسان. وأضاف أن هناك شيئا مؤكدا وهو أن أوباما لن يتلقي أي جوائز من الأمريكيين علي ايجاد وظائف أو تحمل المسئولية الفعلية أو تطبيق القول مع العمل الجاد.
وقد ردت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي بعنف علي بيان استيل الذي شبهته ببيانات حماس وطالبان التي انتقدت منح الجائزة لأوباما. غير أن جيل جيتشو المتحدثة باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري عادت لترد بعنف علي بيان الديمقراطيين واعتبرت هجماتهم شيطانية واستنكرت بقوة تشبيه الحزب الجمهوري بجماعات إرهابية وقالت انه هذا عار علي الديمقراطيين.
ووصف روش لامبوج المذيع اليميني المتطرف فوز أوباما بأنه أكثر إهانة من خسارة تنظيم الأوليمبياد التي فشل أوباما في حملته لتنظيمها في مدينة شيكاجو. وقال إن الجائزة تفضح الوهم المسمي أوباما, مشيرا إلي أنها تعني أن نخبة العالم تطالب الآن رجل السلام بألا يرسل المزيد من القوات إلي أفغانستان وألا يتخذ أي إجراء ضد إيران وبرنامجها النووي وأن يواصل تحقيق نياته بإضعاف أمريكا. وأضاف لامبوج المعروف بعدائه الشديد لأوباما أنهم يحبون أمريكا الضعيفة المحايدة وهذه هي طريقتهم في الدفع نحو هذا التوجه.
وشن جرايج شيلري المخطط الاستراتيجي للمحافظين هجوما لاذعا علي لجنة الجائزة ووصف منحها لأوباما بأنه مثير للسخرية إلي أقصي حد. وقال: إن مصداقية جائزة نوبل للسلام تتدهور منذ سنوات وإنها الآن وصلت إلي القاع. وأضاف ان الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان جمهوري حقق الانتصار في الحرب الباردة وحرر الملايين ولم يكسب الجائزة.
وفي غضون ذلك, انقسمت الصحافة الأمريكية أمس بشأن منح جائزة نوبل للسلام لأوباما, فشدد بعض أصحاب المقالات الافتتاحية علي انتصار المثل العليا فيما ندد آخرون باختيار مذهل.
فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن هناك حالة من الذهول العام لمنح جائزة نوبل السلام لـ رئيس لم ينه بعد السنة الأولي من ولايته, كما أنه لم يحصد أي نتيجة مهمة علي الصعيد الدولي.
ومن جانبها اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأمر يتعلق بـ إعتراف متفاوت يشير إلي الهوة بين الوعود الطموحة الشفوية وبين تحقيقها.
وفي النرويج, دعت رئيسة أكبر أحزاب المعارضة النرويجية إلي استقالة رئيس لجنة جائزة نوبل التي منحت الجمعة جائزة السلام للرئيس باراك أوباما, معتبرة أن منصبه الجديد كرئيس لمجلس أوروبا يهدد استقلاله.
وفي طهران قال وزير خارجية إيران منوشهر متكي إن منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي باراك أوباما كان مبكرا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8462&I=227