المادة 18

جورج رياض

بقلم : جورج رياض
إزدادت المخاوف في الوسط الكروى بمصر خلال الفترة الأخيرة من إحتمالية إلغاء بطولة الدوري العام، وحل إتحاد الكرة ومسابقاته بعد وجود مخالفة واضحة وصريحة تتعلق بالمادة 18 من لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والتي تمنع مشاركة أكثر من فريق تابع لهيئة واحدة في نفس المسابقة، لما يمكن أن يترتب على ذلك من الإخلال بتكافؤ الفرص بين كافة الأندية المشاركة فى مسابقة واحدة.

فى الدورى الممتاز يشارك ثلاثة أندية تنتمى لقطاع واحد وهو قطاع البترول (بتروجيت وإنبي وبترول أسيوط)، وناديين تابعين لقطاع القوات المسلحة (طلائع الجيش وحرس الحدود)، وهو ما يعد مخالفة واضحة للبند المذكور من لوائح "الفيفا"، خاصة فى ضوء إمكانية التلاعب فى النتائج بما يخدم الأندية التى تنتمى لقطاع واحد سواء بهدف المنافسة على الدورى أو للهروب من الهبوط للقسم الثانى.
صحيح أن هذا الإفتراض لم يثبت حتى الآن، فى ضوء إختلاف الأهداف بين كل نادى وآخر، فعلى سبيل المثال أقيمت مباراة بترول أسيوط وبتروجيت مؤخرا وإنتهت المباراة بالتعادل، وكان من الصعب أن يقوم فريق بـ "تفويت" اللقاء للآخر لأن بترول أسيوط يصارع من أجل البقاء وبتروجيت يحاول الفوز بالدورى، لكن هذا لايمنع إمكانية حدوث سيناريو التلاعب فى المستقبل.

ويؤكد الكثير من الخبراء أنه لا يوجد ما يضمن ألا تشترك أندية الهيئة الواحدة في محاولة إنقاذ إحداها من الهبوط، كما حدث في قضية اللاعب الإيفوارى زيكا جوري الذي لعب لثلاث أندية فى موسم واحد منها بتروجيت وإنبى وتسببت العلاقة الوطيدة بين إنبي وبتروجيت (أبناء قطاع واحد) في عدم تصعيد أزمته للفيفا، وكان يمكن أن يشكو بتروجيت رسميا لمشاركة اللاعب فى مباراته مع إنبى بالدور قبل النهائى لكأس مصر واللوائح كانت تعطيه الحق فى الفوز بالمباراة والصعود للنهائى لكن هذا لم يحدث لإنتماء الفريقين لقطاع واحد!!

الأزمة لم تنتهى عند هذا الحد، ولننظر إلى التصريحات الأخيرة حسام حسن المدير الفنى لفريق المصرية للإتصالات والتى أكد فيها أن اتحاد الكرة لن يجرؤ على اتخاذ قرار بهبوط أي فريق في الموسم الحالي لأن ذلك سيكون مخالف للوائح الاتحاد الدولي، والمادة 18 التى تمنع مشاركة أكثر من فريقين تابعين لجهة واحدة في بطولة الدوري  وأضاف أن فريقه - المصرية للاتصالات - لن يهبط للقسم الثانى كما لن يهبط أي فريق أخر لأنه في حالة ارسال أي نادي هابط بشكوى للاتحاد الدولي سيصدر قرار فوري بحل اتحاد الكرة أو بتجميد نشاط كرة القدم في مصر.
الأزمة مستمرة حتى إشعار آخر، ولننتظر ما ستسفر عنه محاولات اتحاد الكرة "الودية" مع الفيفا، فإذا فشلت، فالأمر يعنى مشكلة كبيرة قد تهدد الكرة المصرية بالتجميد، والخاسر الوحيد ربما يكون المنتخب الوطنى الذى يسعى للمشاركة فى كأس العالم للمرة الثالثة فى تاريخه.