أدولف موسى
بقلم: أدولف موسى
"حب البقاء"، هذه غريزه توجد في كل كائن حي على الأرض، في الإنسان، في الحيوان كذلك في النبات. لكن كيف تسلك أيٌ من هذه الكائنات الحية حتى تُؤمّن البقاء لعنصرها؟
"البقاء للأصلح" من المعلوم أنه عندما يتحدث أي إنسان عن مبدأ البقاء للأصلح يُفهم منه هضم حقوق الضعيف عن طريق القوي. والسؤال هو: كيف يمكننا أن نُعَّرِف الضعيف ومن هو القوي؟ وهل هذا الفهم صحيح؟
تعودت عندما أريد أن أتكلم عن شيء لا بد أن ابحث فيه أولاً وأفهم من أين جاءت المصطلحات لتعريفه. فلنبحث سويًا عن مفهوم كلٌ من هذه المصطلحات: "حب البقاء" و"البقاء للأصلح".
لنبدأ بأول سؤال: ما هو حب البقاء؟
إنها غريزة أوجدتها الطبيعه في كل كائن حي لتدفعه في عمل كل ما يستطيع ليبقي على عنصره وجيناته. لذلك نجد أيضًا الصَعَر الجنسي الذي وجدته الطبيعه في كل الكائنات الحية كسبب أساسي لإجباره على التكاثر وحفظ نوعه، ونجد أيضًا أن كل كائن حي قد سلك طريقًا مختلفًا عن الآخر للوصول لهذا الهدف الذي يُعد أهم أهداف الحياة وهو الحفاظ على نوعه، سوف نجد أيضًا أن منهم من كان الطريق الذي اختاره هو سبب محو عنصره من الطبيعة لأنه اختار الطريق الفاشل. فبعضٌ منهم اختار طريق القوة والآخر طريق الحكمة ونوع منهم اختار طريق التكاثر بلا حدود وهذا هو الطريق الذي يسمى بـ"طريقة الجرذان".
البقاء للأصلح: مَن هو الأصلح الذي له حق البقاء؟
لو أخذنا المجتمع الإنساني كمثل ومررنا بالإنسانية من بدايتها لرأينا أن القوة الجسدية للإنسان كانت أهم المقومات التي كانت تهيئ له الوصول للسلطة وفرض الرأي. فكلما زادت القوه الجسدية للإنسان زاد معه حق سيطرته على كل مَن أقل قوة منه. بمرور الزمن، أصبحت القوة الجسمانيه نقمة على كثير مِن مَن يمتلكونها لأنهم أصبحوا يتّكلون عليها اتكالاً شبه كلّي للوصول لأهدافهم ونسوا أنهم يمتلكون بجانبها العقل الذي له الحق أن ينضج أيضًا، في ذات الوقت شعر الإنسان الأضعف جسمانيًا أنه بحاجة لشيء يستطيع به أن يتساوى مع هذا القوى جسمانيًا، فقرر البعض من هؤلاء أن يستعملوا شيئًا كان متاحًا لهم بجانب القوة الجسمانية وهو العقل. فبدأت هذه المجموعه بتنمية العقل عن طريق الفكر والابتكار العقلي. أما البعض الآخر منهم فقد قرر أن يعيش كالجرذان، ليس إلا كائن حي يعيش على هامش الحياة، لا يريد إلا أن يعيش حتى إذا كلفه ذلك الخنوع التام لكل من له سلطان حتى وإن كان هذا الذي يمتلك السلطان غبي. هذا "مجتمع الجرذان" كان أسلوبه هو التكاثر بلا حدود وقد أصبح بعد ذلك أكثر المجتمعات الضارة على الإطلاق.
لم يتوقف الفكر الإنسانى لهذا الحد بل بدأ في اكتشاف حقائق فكرية أخرى عديدة، منها أنه اكتشف أن البعض من هؤلاء المسمون بالضعفاء مُتَحِدون يمكنهم ان يتغلبوا على هذا المسمى بالقَوي، هنا نشأت فكرة الوحدة لمواجة صعوبات الحياة. من هؤلاء أيضًا من كونوا خبرتهم في الحياة عن طريق اكتشاف امتلاكهم لشيء هام اسمه الذكاء الذي عن طريقه استطاعوا أن يحموا الجماعه التي يعيشون فيها، فبهذه الخطوة بدأت هزيمة الفكره التي كانت آن ذاك سائدة وهي فكرة أن كل شيء لا يُحل إلا بالقوة الجسدية. من هؤلاء أيضًا من اكتشف أنه عندما يستعمل آلة ما "سلاح" يستطيع أن يهزم القوي الذي ليس لديه هذا السلاح.
فلنترك كل هذه المبادئ لنحصر فكرنا في أكثر الطرق ضررًا للإنسانية وهي تشكيل مجتمعات الجرذان. فلنحاول أن نرى في الطبيعة ما هو المبدأ الذي يتبعه الجرذان؟ في نظري أنا شخصيًا أن الطبيعة لم تُوجِد أي كائن حي هباءً، فكل كائن حي له مكانه في دائرة الحياة ولكن عن طريق مسار الطبيعة، إن اختلفت المعطيات ينهار النظام الذي شكلت له هذه الإمكانية. هذا يمكن توضيحه بهذا المثل: قد وَجَدت الطبيعة الجرذان بطريقه التكاثر الرهيب لأن الجرذان تشكل الغذاء الأساسي لكثير من الكائنات الحية، لذلك اتبعوا طريقة التكاثر السريع والغزير، كان هذا المبدأ سليم طوال أنهم كانوا يعيشون في الطبيعة، إلى أن جاء الوقت الذي تكاثرت فيه الجرذان في مناطق خارج نطاق الطبيعة وهي المدن الإنسانية ولم تجد من يحد من تكاثرها فأصبحت سبب أوبئة وأمراض كثيرة للإنسان والحيوان، لم تكتفِ الجرذان بهذا فقد أصبحت تأكل عنصرها "كانيبل" لأن المكان الذي تعيش فيه أصبح ضيقًا لكثرة العدد.
كعادتي أيضًا لا أريد أن أتناقش في أي فكر يدعي أو هو بالحق فكر ديني والتعرض للحكم على مصداقية أو عدم مصداقية أي عقيدة لأنني -كما ذكرت مرارًا- هذا لا يهمني كإنسان يريد مناقشة الفكر المتحرر من أي فكر يرتكز على المجهول الذي يريد السيطرة على الفكر الإنساني الحر بمسلمات غبية يُدَعى أنها آتيه كأوامر لا بد اتباعها بحماقة لأنه ليس لأحد حق مناقشتها. فقد كانت فكرة الشرق وبالذات مُسلمي الشرق هي فكرة تكوين مجتمعات الجرذان. التكاثر بلا حدود، عدم تأمين المستقبل لأبناءهم. فنجد أكثر أنواع التخلف في هذه المجتمعات التي لا تستطيع أن تقف على قدميها بدون مد اليد للشحاذة، من السهل أيضًا رؤية الواقع في هذه البلاد أن الموارد المتاحة لساكنيها لم تعد كافية لكل من سكن فيها ورغم ذلك يتسابقون في الإنجاب بخصوبة جسدية رهيبة وعقم فكري أكثر رهبًا. لم يقف الوباء الشرقي على هذا الحد، بل أتى هذا الشرق بالوباء الفكري الذي دمره ويريد أن يُصدّره ويبلي به الإنسانية كلها في كل مكان في العالم. أصبح الزحف الوبائي الآتي من الشرق يسبب الآن أكبر خطر يواجهه العالم أجمع. إن استطاع العالم أن يتغلب على أكبر الأوبئة التي واجهته يومًا ما فإنني على يقين أنه سوف يفشل في مواجهة وباء الجرذان الآتي من الشرق، السبب بسيط وهو ادعاء الحنية الهبلة في الغرب والشعور الكاذب بواجبهم في تغذية الجرذان وإعطاءهم حق التكاثر حتى في المجتمعات التي ليست مؤهلة لهم.
إنني أعلم اليقين أن طريقة كتابتي تثير غضب الكثيرون ولكني تعهدت أمام نفسي أن أكون صريحًا وأن اختار التعبيرات التي توصل القارئ للهدف المراد دون لف أو دوران.
من الغريب أيضًا أن الشرق رغم اكتشافه فشل الطريق الذي يتبعه في بلاده التي دمرها، مُصِر على التكملة في اتباع هذا الطريق الفاشل ويصر على التخلف الذي أصبح يجري في عروقه كوباء ليس له علاج. لم يكتفِ الشرق بهذا بل يريد أن يبلي بهذا الوباء العالم كله. يعيش المسلم الشرقي في بلاده بلا حقوق ويعتبر أن هذا شيء عادي، ولكنه عندما يذهب إلى البلاد المتحضرة ويُعْطَى الكثير من الحقوق كإنسان يكتشف أنه يستطيع أن يصل لأكثر وأنه إنسان له حقوق لم يشعر بها من قبل فيكتشف بعد ذلك في شخصيته المهزوزة عنصر الوقاحة والسفالة التي يستغلها في الصراخ أنه مقهور وأنه يريد أكثر وأكثر وينسى أنه من السهل له أن يترك هذا المجتمع المليء بحقوق الإنسان والغريب عن فكره المتحجر الفاشل ويرجع إلى مقلب الزبالة الذي نشأت فيه هذه العقدة النفسية، عقدة النقص. من الغريب أن المجتمع الفاشل يريد إملاء إرادته على المجتمع المتحضر والذي بدون مساعدته سوف يموت من الجوع ويريد تغيير المجتمع الحضاري على منهجه المتخلف. إن حدث ذلك أيها الغبي، أين سوف تجد بعد ذلك من يُطْعِمك بعد أن دمرت من يطعمك الآن؟
http://www.copts-united.com/article.php?A=8561&I=230