الجنة الصيني

ماجد سمير

بقلم: ماجد سمير
انقلبت الدنيا ولم تقعد حتى الآن بعد أن قرر العفريت الصيني الذي درس السوق المصرية بشكل ممتاز وطبيعة الشعب الإستهلاكي استمرار الغزو الذي بدأ بلعب الأطفال والجلاليب والسبح وسجاجيد الصلاة وفوانيس رمضان وصور القدسين وكذا صور السيد المسيح والسيدة العذراء وأيضًا الفول المدمس، قرر "العو" القادم من الشرق الأقصى طرح غشاء البكارة الصيني، هب دعاة الفضيلة مدافعين عن الشرف والأخلاق التي ستهدر وعن بناتنا اللاتي سينطلقن نحو الانحراف بلا رادع أو أدنى قلق أو خوف، وأصبحت المقولة الخالدة لفنان الشعب خالد الذكر "يوسف وهبي" التي يتذكرها كبار السن: "شرف البنت زي عود الكبريت" قديمة، لأن دعاة الفضيلة يروا أن الشيطان نجح بشكل منقطع النظير في اختراع "الولاعة".
نفس الأقاويل التي انطلقت مع اختراع موانع الحمل تمتخض الكائن الحارس على شئون الفضيلة وقال أن امكانية منع الإنجاب ستؤدي إلى ممارسة الرذيلة، فالعلاقة غير الشريعة لن ينتج عنها حمل وبالطبع ظهور الغشاء الصيني فرصة للمزيد من الانحلال.
الحماية تأتي فقط من الأخلاق بمفهومها الصحيح ووقف الممارسة الظاهرية للدين التي غزت فكر المصريين بشكل قاتل، والغريب أنه بعد مرور نحو عام على وصف مركز جلوبال الشعب المصري بأنه أكثر شعب مدتين في العالم طبقًا لاستطلاع رأي قام به المركز على عينة عشوائية من المصريين، طلب الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية من أساتذة علم الإجتماع في جامعة القاهرة بإعداد دراسة وافية عن أسباب انحطاط مستوى الأخلاق وزيادة نسبة الفساد بين المصريين.
وسيظل الوحش الأصفر مستمرًا في غزو السوق المصرية وإستغلال ارتفاع نسبة غريزة الشراء لدى المصريين وكذا النمو غير العادي للهوس الديني، وربما تصل عبقرية الصديق ذو العيون الضيقة والإبتسامة الخلابة في اختراع منتج جديد يسمى "الجنة الصيني".