الأهرام - شرم الشيخ من: أحمد موسي
حرصت علي تنقية الأجواء بين وزيري داخلية
العراق وسوريا قبل اجتماع شرم الشيخ
عقب انتهاء اجتماع وزراء داخلية دول جوار العراق والذي استضافته مصر بمدينة شرم الشيخ, تحدث وزير الداخلية السيد حبيب العادلي عن الجهد الكبير الذي بذل لإنجاح هذا الاجتماع خاصة في ظل توتر العلاقات بين دولتي العراق وسوريا منذ شهر أغسطس الماضي, ونجح وزير الداخلية في تنقية الأجواء لضمان الخروج بالنتائج المطلوبة وعدم تفجير الموقف بين وفدي البلدين علي أرض مصر, وكان هذا مفاجأة لوسائل الاعلام والتي تساءل كثيرون من مراسليها عن حقيقة الدور الذي لعبه وزير الداخلية لكي يلتئم الوزراء في اجتماعهم ويغادرون أرض الكنانة دون وقوع مشادات أو حتي تبادل الاتهامات
وهذا ما يحسب للعادلي من نجاحه في رأب الصدع, وخلال حواره مع الوفد الاعلامي لممثلي وسائل الاعلام المصرية, كشف وزير الداخلية عن ما حدث ومشاركة مصر رغم كونها ليست جارة للعراق, وتطرقه لوفاة شقيق قيادي في حركة حماس والذي توفي في أحد السجون المصرية, وأيضا تحدث عن جماعة الاخوان المحظورة, وملف الإرهاب والتطورات التي يشهدها العالم حاليا من تطور في التقنيات والتي تستخدمها عناصر الإرهاب في تنفيذ عملياتها.
وهذا نص الحوار مع وزير الداخلية:
تقويمكم لاجتماع وزراء داخلية الجوار العراقي, الدور الذي قمت به لمنع حدوث تداعيات بين وزيري داخلية العراق وسوريا.
ـ أجاب وزير الداخلية: عندما تشارك مصر في أي اجتماعات تتعلق بالقضايا المختلفة لابد من العمل علي إنجاحها, وهذا ما حدث فكان لدينا الحرص علي نجاح اجتماع شرم الشيخ وهو يصب فيما سبق من اجتماعات تتعلق بالعراق, لكن هذه المرة كان للاجتماع خصوصية فهو يأتي بعد قرار سحب القوات الأمريكية والعراقيون مقبلون علي الانتخابات البرلمانية في يناير المقبل, وهو ما يتطلب وحدتهم والبعد عن الطائفية وتوحيد صفوفهم لصالح بلدهم
وكان ذلك هو الهدف لضمان وحدة الشعب العراقي, ووضعت في اعتباري ما حدث من تبادل الاتهامات بين العراق وسوريا عقب حوادث التفجيرات والتي أودت بحياة المواطنين, وكنت حريصا علي تنقية الأجواء بين وزيري داخلية البلدين, والتأكيد علي التعامل مع قضية العراق بمنظور مختلف وبعيدا عن ما يثار هنا وهناك فبالتعامل بالمنظور الأمني مع القضية قد يكون هناك خلاف في الرأي لكن ليس خلافا في الهدف, وسارت الأمور خلال الاجتماع بالطريقة التي حدثت. وما يحسب للجميع الحرص علي دعم العراق والتعان وعدم السماح بحدوث ما يسبب قلاقل أو الاخلال بالأمن في العراق, وتأثيره علي دول الجوار
واستقرار العراق يؤثر بالتالي علي الجيران وهذا ما يدفع الجميع لتحقيق المنظومة الأمنية للوصول للهدف من عودة العراق لمكانته في المنطقة.
حدث لقاء بينكم ووزير الداخلية الايراني قبيل بدء الاجتماع السادس لوزراء داخلية الجوار, وهذا اللقاء كان مهما, هل تطرق النقاش للعلاقات بين مصر وإيران أم الوضع في العراق؟!
ـ العادلي: وزير الداخلية الإيراني يشارك للمرة الأولي في هذه الاجتماعات, وهو طلب عقد لقاء بيننا, وبطبيعة الحال دار الحديث حول ما يجب أن نقوم به جميعا في سبيل العراق ونتجاوز عن كل ما هو من شأنه اضعاف الدولة الشقيقة وكذلك تطرقنا للعلاقات بين مصر وإيران.
قبل أيام اتهمت حركة حماس السلطات الأمنية بأنها قامت بتعذيب شقيق سامي أبو زهري القيادي في الحركة مما أدي إلي وفاته في أحد السجون المصرية.. ما حقيقة تلك الاتهامات؟!
ـ العادلي: لا أريد الخوض في التفاصيل, لكن بالتأكيد لم يحدث تعذيب علي الاطلاق, والواقعة كلها أن هذا الأخ ـ المتوفي ـ دخل البلاد وهو متسلل وكان يقوم بأعمال غير قانونية, وبالتالي خضع للاجراء القانوني, وكان مريضا ببعض الأمراض خلال فترة احتجازه, وعندما شعرنا أنه مريض عرضناه علي الأطباء. وكان يجري علاجه وخلال تلقيه العلاج توفي, وعرضنا الأمر علي النيابة لتتخذ الاجراءات اللازمة, وبالفعل أمرت بعرضه علي الطب الشرعي وهذا اجراء سليم جدا لكي يحدد التقرير أسباب وفاته, وتساءل وزير الداخلية: لماذا نعذب شخص وما هي الدوافع وراء التعذيب, لسنا في حاجة لهذه الأمور والتي انتهت ولا مجال لاستخدامها مع أحد, فهذا الشخص عقب القبض عليه اعترف بأمور وتأكدنا من صحتها.
المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري, قال ان هناك مئات من المحتجزين في السجون المصرية ويخشي عليهم..!..
الأعداد يستطيعون في حماس تحديد الأعداد التي أرسلوها إلي مصر.. فهم لديهم الدراية أكثر بالأرقام, لكننا لا نضبط إلا المخالفين منهم فقط, وحماس عليها أن تسأل نفسها كم واحد أرسلوهم إلي مصر؟!.. وأضاف العادلي: كل المحتجزين لدينا ارتكبوا أفعالا يجرمها القانون واتخذت تجاههم الإجراءات القانونية والمقننة.
المحظورة بدأت الإعداد للانتخابات وتتحرك علي الساحة, هل المواجهة مستمرة لهذا الكيان؟!
أجهزة الأمن تتابع هذا النشاط غير الشرعي, وما يتم ضبطه من عناصر في اجتماعاتهم التنظيمية السرية يعلن عنه في حينه وكذلك النشرات والمضبوطات الخاصة بهم. وهذا امتداد لدور الأمن في مواجهة حركة هذا الكيان غير الشرعي, ويتحركون في إطار غير شرعي, ومسألة الانتخابات المقبلة فلديهم نواب في البرلمان, فماذا فعلوا ؟!, الناس فهمت الوضع والمواطن أصبح لديه وضوح كامل فلا أحد يمكنه السيطرة علي الناس بالباطل, فكل واحد من الجماعات المنحرفة كان يزعم أن الدولة ضد الإسلام وأن هذه الجماعات تعمل للدين
لكن الناس تغيرت ولديها قراءة جيدة للحقيقة والفهم الصحيح, حتي صحف المعارضة كانت في مرحلة الناس تقبل عليها, لكن الموقف تغير حاليا, فحرية الصحافة والكلمة, كل واحد يقول ما يريده وفي البرامج أيضا يقول مايريد ـ لكن الناس لديها القدرة علي التفرقة بين البرنامج والصحيفة الناجحة والذي يرسل برسائل سياسية واجتماعية وتثقيفية للمواطن المصري للرفع من مستواه وتقوية هذا البلد, أما دفع المواطن للسطحية من خلال نشر البلبلة وغير الحقائق وأمور مغرضة وعمل زوبعة كبيرة دون أساس فهذا نوع من عدم الولاء للبلد.
نسأل عن ملف الأرهاب وما يشهده العالم حاليا من موجات عنف, والتعاون الدولي في هذا الصدد..!
إن مواجهة الارهاب تحتاج إلي تعاون بين كافة القوي الاقليمية والدولية, خاصة بعد أن تأكد عدم إرتباط الارهاب بدين أو طائفة أو عرف أو دولة, وهو ما يستوجب علي الجميع حتي من الذين لم يعانوا ويلاته حتي الآن التعاون والتنسيق فيما بينهم, لتضييق حلقة الخناق علي العناصر ومحاصرتهم وصولا إلي القضاء عليهم, ويحتاج العمل الأمني لمواجهة الأرهاب جهدا مستمر نفس وجاهزيه مستمرة في أي وقت, خاصة بعد التطور الذي طرأ علي أجهزة تفجير المتفجرات والتي مكنت العنصر الأرهابي من تنفيذ عملياته ضد الأبرياء عن بعد وبمعزل عن مكان الانفجار.
مصر تسلمت مطلوبين من الخارج وتتم إعادة محاكمة بعض من صدرت ضدهم أحكام, هل هذا يعني أننا بصدد إغلاق ملف الأرهاب ؟!
العادلي: ملف الأرهاب لم ولن يغلق في مصر, وان أي دولة في العالم سوف تغلق ملف الإرهاب ستعاني منه ومن ويلاته, فالإرهاب لم يتوقف بل تتطور أساليب عناصره يوما بعد يوم, خاصة في ظل التطور التكنولوجي وتطور ما يسمي الثقافة الاجرامية ليس علي مستوي الارهاب فقط, بل علي مستوي الجريمة. والتطور التكنولوجي يطل علي العالم بجديد كل يوم وهو ما يساعد العناصر علي تطوير أدائها بشكل مستمر وارتكاب جرائمهم, وستظل أجهزة الأمن تقف لهم بالمرصاد, ونجحت الأجهزة في ضبط أجهزة التنصت والتسجيل والتي دخلت البلاد مؤخرا بشكل غير مشروع وعرضها للبيع بأسعار زهيدة, ومن يجلبها يعلم أنها مجرمة ويتم محاسبته فهي ممنوعة وليست لاستخدام الأفراد, وسنتابع هذه النوعية من الأجهزة في أي مكان ولن نتوقف عن ملاحقتها وضبطها لما تمثله من خطورة داخل المجتمع.
وبالنسبة لتسلم مطلوبين مصريين هناك تعاون بين الدول, وهناك حالات استرداد لمصريين, ومن شارك في جرائم يتم محاسبته وفقا للقانون ويقدم للقضاء, أما الذين كانوا يهربون لخوفهم فقط فيتم تسوية مواقفهم وكثيرون أفرج عنهم بعد عودتهم, فلكل حالة ظرف معين, وبشكل عام التطرف ومن كانوا يعتنقون هذا الفكر تغيروا كثيرا.
هل هناك مفارقة في كون وزارة الداخلية تتهم من منظمات حقوقية بإنتهاك حقوق الإنسان, في حين تدرسون هذه المادة للضباط والطلاب؟
وزارات الداخلية في دول العالم تتهم دائما بعدم احترامها لحقوق الإنسان في تعاملها مع المواطنين والمجرمين, كما أن هناك بعض المنظمات التي تعلن مناصرتها لحقوق الإنسان وتشيع بين الوقت والآخر أن هذه الحقوق ممتهنة, وهو ما يعد مخالفة للواقع, فهناك تدريس لمادة حقوق الإنسان في كليات الشرطة وتنظيم العديد من الدورات التثقيفية الخاصة بحقوق الانسان وإرسال الضباط إلي الخارج للدراسة, وتتعامل وزارة الداخلية مع المنظمات الحقوقية المختلفة في هذا المجال ودعوتها لرؤية إنعكاس هذا التوجه.. ومثال ذلك ما يطلق في السجون من تقديم أوجه الرعاية الطبية والاجتماعية والتعليمية للسجناء لمساعدتهم علي العودة للمجتمع كأفراد صالحين وهناك نسبة منهم حصلوا علي الشهادات العلمية وحتي الدكتوراه.
استعداداتكم لموسم الحج والتنسيق مع السلطات السعودية بشأن إنفلونزا الخنازير؟!
تلقيت تقريرا من اللواء صلاح هاشم رئيس بعثة الحج والموجود في السعودية حاليا, أكد خلاله التعاون الكامل من جانب السلطات السعودية وتأكيدهم علي تقديم كافة التسهيلات للحجاج والخاصة بالاجراءات المتبعة هذا العام مثل الشهادات الصحية وشهادات التطعيم لكل من تنطبق عليهم الشروط.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8667&I=232