فاضل عباس
بقلم: فاضل عباس
اللقاء الذي جمع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الأسبوع الماضي كان له طابع خاص لأنه يوقف الصراع ويكسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها الأمة العربية بين محور الاعتدال ومحور الممانعة، فكل ما يتفق عليه العرب هو في مصلحة الجميع، فالسياسية الأمريكية في المنطقة مستمرة في دعم إسرائيل ولم يتغير الوضع بعد وصول اوباما إلى البيت الأبيض، ومفاوضات السلام وصلت إلى طريق مسدود، وواضح أن العدو الاسرئيلي لا يرغب في سلام بل في مماطلة حتي يلتهم الاستيطان الأرض الفلسطينية ويفرض الأمر الواقع، والساحة اللبنانية لا يوجد فيها غالب ومغلوب وفريقا 14 آذار و8 آذار لا يستطيع أي منهما الانفراد بحكم لبنان الذي تقوم تركيبته السياسية على التوافق وأن أي فريق يغامر بمحاولة السيطرة على السلطة منفرداً يعني ذلك الحرب الأهلية في لبنان.
لذلك فلا خلاف حقيقي في السياسية الخارجية ولا يمكن الاستمرار في سياسية كسر العظم، ففي ظل التعنت الإسرائيلي لا بد للعرب من البحث عن خيارات أخرى في مواجهة إسرائيل وهي المقاومة، فالمبادرات العربية للسلام قد تم إساءة فهمها من قبل إسرائيل على أنها ضعف وعليه فلا يجوز للعرب الاستمرار في طرح السلام خيارا استراتيجيا للعرب بل على العرب أن يؤكدوا على خيار المقاومة والتحرير كرد على الرفض الإسرائيلي للسلام وتهديد الدول العربية باستمرار بالسلاح النووي الإسرائيلي الذي تعجز الوكالة الدولية حتى عن الحديث فيه. فالسعودية لعبت دورا كبيرا في حرب 73 عندما أوقفت بيع النفط، ولذلك فان لها دورا مهما في التضامن العربي، والمستفيد الوحيد من خلق محاور عربية تساهم في الشقاق العربي هي إسرائيل، لذلك فالدول العربية لا يمكن لها الحديث عن سلام في المنطقة في ظل ضعف العرب والانقسامات الداخلية ومن هنا يأتي التقارب السعودي السوري في الوقت المناسب فهو يحقق ويعطي مؤشرات للبنانيين من أجل الوحدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ويمهد نحو تشكيل محور عربي واحد في مواجهة إسرائيل.
إعادة صياغة العلاقات السعودية – السورية، يساهم في تحسين العلاقات العربية – الإيرانية، بحكم العلاقة القوية بين سوريا وإيران، فهي تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً في خلق الثقة المطلوبة بين دول الخليج العربي وإيران على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقف الحرب الإعلامية بين القنوات الفضائية، فهي حروب لا رابح فيها بل الجميع خاسر، وتعيق التنمية المفترض القيام بها وتسخن الأجواء نحو حروب مستقبلية تستفيد منها الدول الكبري وإسرائيل. كما ان حالة الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة لا تساهم في تحقيق الحقوق الفلسطينية، بل على العكس هي حرب بالوكالة لمصلحة أطراف أخرى وهذا التقارب يعطي دفعة نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية وضمان عدم ضياع فلسطين تحت طائلة حروب عبثية بين الأطراف الفلسطينية، ولكن المهم أن يتفق العرب على أن السلام لا يمكن تحقيقه في ظل الحالة العربية الراهنة بل المطلوب تبني خيار المقاومة مما يساهم في دفع الأطراف الفلسطينية نحو خيار واحد وليس خيارات وتناحر فيما بينها.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=8724&I=234