جورج رياض
وسائل الإعلام أذكت التوتر واللاعبين يتوعدون بعضهم البعض
تحقيق: جورج رياض – خاص الأقباط متحدون
يلتقي مساء يوم 14 نوفمبر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مع نظيره الجزائري في الجولة الأخيرة من مباريات تصفيات كأس العالم عن القارة الأفريقية. المباراة تُعد حاسمة في مشوار منتخب "الفراعنة" حيث يحتاج الفريق إلى الفوز بفارق ثلاثة أهداف لضمان الصعود إلى المونديال أو الفوز على الأقل بفارق هدفين من أجل الإحتكام إلى مباراة فاصلة تُقام على أرض محايدة وفقًا لأجندة الفيفا.
من هنا تنبع أهمية هذه المباراة.. ومن هنا أيضًا تتضح أسباب الشد العصبي والشحن الجماهيري المُبالغ فيه، وبالطبع تلعب وسائل الإعلام من الطرفين دورًا فى إذكاء هذا التوتر وزيادته بشكل قد ينجم عنه كارثة فعلية في المباراة إذا لم تستطع الجماهير في المدرجات أن تتحكم في أعصابها.
فالإعلام الجزائري بات ينظر للقاء على أنه معركة حربية، لا بد فيها بالطبع للاعبي "محاربي الصحراء" –لقب منتخب الجزائر– أن يحققوا النصر سواء بالطرق الشرعية أو غير الشرعية.. وفي سبيل هذا يؤججون الفتن ويشعلون مشاعر الجماهير من الطرفين بالكراهية والعنف من خلال الحديث عن رشوة مصر لحكم مباراة الجزائر ورواندا أو الحديث عن شراء مصر لمباراة زامبيا الأخيرة، فضلاً عن استهداف بعض لاعبي المنتخب بالتصريحات النارية، وبدأ الإعلام المصري في التقاط هذه الإشارة والإنسياق في الرد عليها حتى اشتعلت الفتنة بالفعل.
في البداية التقينا مع الكابتن أسامة خليل "نجم ومدرب النادي الإسماعيلي الأسبق" والذي أكد أن الجزائريين يحاولون تصدير العصبية للجماهير المصرية، من خلال نشر الأخبار الصفراء المثيرة حول مصر ولاعبي المنتخب، وأوضح خليل أن هذا الأمر يُعد فخًا لجماهير ولاعبي مصر، فمنتخب الجزائر هو المنافس الوحيد لنا على التأهل لكأس العالم وبالتالي فالجزائريين يحاولون إخراج لاعبي مصر عن التركيز.
وحذر نجم ومدرب النادى الإسماعيلى الأسبق من خطورة خروج الجماهير عن شعورهم نتيجة استعجال النتيجة أو استفزازات لاعبي الجزائر، والقيام بشغب في الإستاد لأن هذا قد يجعل المنافس يلجأ إلى الإتحاد الدولى للحصول لإستغلال ذلك والحصول على ما يدعمهم في الوصول.
الشحن الجماهيري ظهر بشكل واضح خلال نهائي بطولة كأس العالم للشباب التي أُقيمت في مصر، حيث توعدت الجماهير الحاضرة في المباراة الفريق الجزائري، وطالبت لاعبي مصر بضرورة تحقيق الفوز.
حول هذا الشحن يقول الكابتن حازم الهواري "عضو مجلس إدارة إتحاد الكرة" أن منتخب مصر سينتقل في معسكر مغلق خارج القاهرة قبل المباراة بأكثر من أسبوعين وذلك للإبتعاد هذا الشد العصبي، وأوضح أن الإتحاد يحاول تهدئة هذه الأزمة والتي أشعلها الجانب الجزائري، ويناشد وسائل الإعلام من الجانبين بعد تصعيد الأمور حتى لا يتفاقم الوضع يوم 14 نوفمبر المقبل.
أضاف الهواري أنه يثمن على مبادرة وزير الإعلام الجزائري عز الدين ميهوبي والذى دعى وسائل إعلام بلاده إلى عدم المساس بالعلاقات مع مصر وعدم الانسياق وراء الإشاعات خلال الحديث عن المباراة، وأشار إلى أنه يأمل أن تؤدى هذه المبادرة في الإنعكاس إيجابيًا على الجماهير الجزائرية.
تصريحات مثيرة
تصريحات اللاعبين ونجوم الرياضة من الجانبين تساهم أيضًا في زيادة التوتر، ففي مصر صرح إبراهيم حسن "لاعب المنتخب الوطني السابق ومدير الكرة بنادى الإتصالات" أنه "لا سلام مع الجزائريين" بعد المعاملة التي لاقها لاعبو المنتخب هناك ومحاولة تسميمهم، وحول قضية النجم الدولي السابق لخضر بلومي –الذي فقأ عين طبيب مصري عقب لقاء بين المنتخبين عام 1989– انتقد حسن التنازل عن القضية وقال أنه تنازل في حق مصر، مطالبًا أن يأخذ عقابه على فعلته ومحملاً بطريقة غير مباشرة رئيس اتحاد الكرة الكابتن سمير زاهر.
أما أحمد حسن "كابتن المنتخب" فتوعد الجزائريين وقال أنه ينتظرهم في "ملعب الرعب" –يقصد استاد القاهرة– من أجل رد الإعتبار للمصريين.
على الجانب الآخر صرح عنتر يحيى "مدافع المنتخب الجزائري" أن منتخب بلاده سيذهب إلى القاهرة بهدف الفوز باللقاء، موضحًا أن المنتخب المصري فريق محدود الإمكانيات ولديه نقاط ضعف كثيرة، ووصف لاعبي المنتخب المصرى بـ"جاحدي" النعمة و"ناكري" المعروف، موضحًا أن كرم الضيافة الذي استقبلت به الجزائر لاعبي المنتخب المصري في شهر يونيو الماضي لم يكن له أي صدى لدى أحفاد الفراعنة.
وكذلك تصريحات مهاجم المنتخب الجزائري رفيق صايفي الذى قال –قبل الجولة الماضية- بأن رحلة القاهرة تأتي لزيارة الأهرامات تأكيدًا على قدرة محاربي الصحراء على تحقيق الفوز والوصول للمونديال.
حول هذا الشحن المُبالغ فيه أوضح الكابتن محمود بكر "المحلل والمعلق الرياضي الشهير" أنه أولاً لا بد أن تعرف الأجيال الجديدة من أبناء البلدين أن مصر والجزائر كانت تربطهما علاقة تاريخية وطيدة خاصة فى ستينيات القرن الماضي بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الجزائري الهواري بومدين، مؤكدًا أن مصر لعبت دورًا كبيرًا في تدعيم الثورة الجزائرية، كما أرسلت مدرسين وبعثات تعليمية للجزائر.
وقال أن هذه المقدمة كان لا بد منها لتذكير وسائل الإعلام والجماهير بالعلاقات التاريخية بين الجانبين، وطالب بكر بضرورة أن يدرك الإعلام أن هذه هي مباراة كرة قدم فقط، وبالتالي لا ينساق إلى أي أمور أخرى غير رياضية لأن التوتر فى النهاية سينعكس بالسلب على الجماهير والتي إذا لم تتحمل تغيرات وظروف نتيجة المباراة قد يؤدي ذلك إلى كارثة، وكذلك ألا يستدرج لاعبو الفريقين فى إطلاق التصريحات النارية التي تثير الجماهير.
وحول دعوة مجدى الجلاد "رئيس تحرير جريدة المصري اليوم" بأن نستقبل كل جزائري بـ"وردة" قال الكابتن محمود بكر إنها دعوة إيجابية ولكنها رومانسية إلى حد بعيد، فمن الممكن أن يكون الإستقبال بالورود فى المطار، لكن فى الإستاد يكون الإستقبال بالشتائم والطوب والعبوات الزجاجية.
واستنكر المحلل الرياضي من انسياق الإعلام المصري في حملة الرد على الإعلام الجزائري، واستغرب من ترك القيادة السياسية هنا للأمور مشتعلة بهذا الشكل، مطالبًا بضرورة وجود ضبط وربط من قيادات الدولة وقيادات الرياضة لضبط الأعصاب والخروج بالمباراة لبر الأمان.
أخيرًا التقينا مع الكابتن أشرف قاسم "نجم المنتخب الوطنى السابق" والذي شارك في لقائي الجزائر عام 1989 وكان شاهدًا على تأهل مصر للمونديال عبر البوابة الجزائرية، والذي أعطى روشتة من النصائح للاعبي وجماهير مصر قبل هذا اللقاء الحاسم، وقال أن معسكر المنتخب قبل اللقاء يجب أن يركز على بعد اللاعبين عن الشحن المعنوي الزائد عن الحد، وفي المباراة نفسها ينبغي أن يحسن اللاعبون والجماهير التعامل مع الإستفزازات المتوقعة من جانب لاعبي الجزائر مثل تضييع الوقت والتظاهر بالإصابة وافتعال المشاكل مع الجماهير وهذه سمات مميزة لمنتخبات الشمال الأفريقي، وتمنى في النهاية أن تخرج المباراة لبر الأمان وأن يصعد منتخب مصر لكأس العالم في النهاية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8854&I=237