متى ينظر الرجل للمرأة كانسانة وليست أنثى للمتعة فقط؟

بقلم د. رعد عباس ديبس

متى ينظر الرجل للمرأة كانسانة وليست أنثى للمتعة فقط؟
المرأة هي إنسانة قبل كل شيئ كما هو الرجل إنسان قبل كل شيئ, والمرأة عمرت الارض كتفا لكتف مع الرجل منذ بدء الخليقة وقامت بجميع الاعمال التي يقوم بها الرجل بل أكثر
,

وذلك ما حدى بالاديان السماوية وغير السماوية وجميع النظريات الفكرية أن تكلف المرأة بنفس ماتكلف به الرجل من واجبات وتفرض لها ما تفرض للرجل من حقوق. وفي العصر الامومي كانت الام هي محور العائلة وهي التي تسير أعمالها وحتى نسب الأولاد كان يرجع لها, وهي مسألة طبيعية لأن الجنين يترعرع وينمو داخل أحشاء الأم ويختلط دمه بدمها وعضمه بعضمها أكثر من الأب وفي رواية أن الله سبحانه وتعالى ينادي الناس يوم القيامة بأسماء أمهاتهم.

ولكن الدراسات تشير الى أن وضع المرأة تغير مع اكتشاف الزراعة واستقرار القبائل وتكوين تجمعات سكانية وسيطرت الرجل على وسائل الانتاج ومن ضمنها العائلة, ومنذ ذلك الحين بدء وضع المرأة الاجتماعي والاقتصادي بالتدهور وبدء الرجل بهضم حقوق المرأة, ومع تطور وسائل الانتاج ووفرة الفائض المادي لدى شريحة من الرجال التي اتجهت الى اعتبار المرأة وسيلة للمتعة والترفيه وتحديد عملها في المنزل وإعطائها وظيفة انجاب الاولاد كعمل رئيسي,

وقد سادت هذه الافكار بين أغلب الرجال حتى المضطهدين منهم, لا بل سادت حتى عند معظم النساء وقد ساعد على ذلك التخلف والقهر. وقد استمر التخلف في هذا الجانب الى يومنا هذا بالرغم من التطور التكنولوجي وزيادة الوعي في مجال حقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة إلا أن الرجل ينظر للمرأة دائما بأنها صفة جمالية وجنس ناعم , وهي نظرة لا تكون خاطئة في أوقات معينة عندما تأتلف المشاعر بين إنسانين يعرفان حقوق بعضهما ويمارسان إنسانيتها بشكل فطري,

ولكن لا يجب أن توضع المرأة دائما في هذا الاطار ولا يجب عليها هي أيضا أن تضع نفسها فيه.
ويجب القول هنا أن المرأة كانسانة قاومت , وعلى مر العصور, هذه النظرة المتخلفة وشاركت في الكثير من الثورات والانتفاضات لتحرير نفسها وشاركها في ذلك الرجال الواعون لدورها في الحياة, ولا أريد هنا أن أذكر أسماء النساء اللاتي ذكرهن التاريخ كمبدعات وقائدات ومدافعات عن حقوقهن وإنسانيتهن لأن هذا يتطب كتابة مجلدات, ولكني أقول بأن هذا النظال الذي قامت به المرأة على مر العصور أجبر المجتمع الدولي لأن يحدد يوم الثامن من آذار من كل عام يوم دولي للمرأة.


يرتبط في موضوع النظر للمرأة كمتعة جنسية ظاهرت التحرش الجنسي التي تعاني منه المرأة ليس في العالم العربي فقط وانما في جميع أرجاء المعمورة ولكن بنسب متفاوته تزداد في المجتمعات المغلقة العازلة للمرأة عن الحياة الطبيعية, والقضاء على هذه الظاهرة يتطلب عمل ثقافي اجتماعي جاد ومتواصل في مفاصل الحياة المختلفة للارتقاء بالوعي الجماعي للوصول الى تحقيق إنسانية الانسان رجل كان أم امرأة.
ولكن تبقى المرأة هي المعنية بالدرجة الاولى في الدفاع عن حقوقها واثبات نفسها في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لتجبر المجتمع ككل على احترام إنسانيتها وتحمل الرجل على معاملها كند وليس كانثى للمتعة.
تحية للمرأة الانسانة في يومها العالمي وتمنياتي بالتقدم والازدهار؟

نقلان عن : الحوار المتمدن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع