الجهاد والاستشهاد في فكر زيدان

لطيف شاكر

بقلم: لطيف شاكر
كنت آمل بنشر مقالي السابق ردا علي مقالة الدكتور يوسف زيدان السابقة بعنوان الفرقة الارثوذكسية الناجية حتي يتمكن القارئ العزيز التواصل مع المقال الحالي لكن لسوء حظي لم اتمكن من نشره في الحوار المتمدن  وليس كسابق عهدهم في نشر  كل مقالاتي السابقة وبالرغم من شعوري بالمرارة الا انهم اثلجوا صدري بالاعتذار المرسل علي الايميل في حين ارسلت  المقال  لجريدة  المصري اليوم  فغضوا النظر عن النشر ولم يرسلوا ثمة اعتذار... وهنا  لزم ان انوه عن الفرق الشاسع بين منبر الحوار المتمدن وهو اسم علي مسمي وبين الجرائد الاخري التي تعمل عكس
ماتدعي........
يقول الدكتور زيدان :وليس لدى (مُضَادَّة) لأى فريقٍ منهما، وإنما غايتى كشف الأهوال التى يقدح شرارها المتأسلمون والمتأقبطون.. وأؤكِّدُ هنا، وأكررُ، ما سبق أن ذكرته فى مقالاتى السابقة من اعتقادى العميق بأن: " ما كلُّ الإسلاميين والمسلمين متأسلمون، وما كُلُّ (الأقباط) متأقبطون». لكن النار التى يقدحها اليوم كُلُّ متأسلم وكلُّ متأقبط (مشعلو الحرائق) قد تلتهب وتلتهم الجميع، إلا هُم، لأنهم سوف يهربون إذا احتدم اللهب"..
اريد ان اوضح لسيادتكم بعض النقاط التي ذكرتها بمقالك ولم تقترب  من ايضاحها او شرحها واسمح لي باختصار شديد ان اوضح هذه المسائل بومضات فلاشية....

وأود أولا ان اشكر  سيادتكم علي هذه العبارة الطيبة والذي حرصت أن ابدأ مقالي بها وساانهي مقالي بمقولة مثلها وردت علي احدي مقالاتي بالحوار المتمدن لنعمل سويا بالحق والعدل والشفافية وليس بتغيير الحقائق  او تأويل  المعني أو تزوير التاريخ لنسعي  نحو حياة أفضل لنا ولاجيالنا القادمة ....
الجهاد وحب الاستشهاد : الجهاد فاعل اما الاستشهاد مفعول به ولك ان تميز الفرق.
المتأسلمون والمتأقبطون:المتأسلمون  فعل دموي  والمتأقبطون رد فعل كلاما.
اليهود شعب الله المختار والاسلام خير أمة أخرجت للناس.
المونفيزين (الطبيعة الواحدة)  كنيستنا القبطية – كنيسة انطاكيه السريانية – كنيسة أثيوبيا – كنيسة أرمينيا فى لبنان – الكنيسة الهندية  - كنيسة اريتريا
الخلقيدونيين واللاخلقيدونيين ايمانهم واحد وعقيدتهم واحدة وكتابهم المقدس واحد لكن الاختلاف في التفسير وليس في الايمان او العقيدة.
العهد القديم  عهد الناموس والعهد الجديد عهد النعمة اي قوانين وشرائع ارضية في الاولي اما الثانية فهو طريق وحق وحياة .
ابراهيم ابو الانبياء أعطي الوعد (العهد) في التوراة وأعطي الدين  الحنيف في القرآن فهو صاحب العهد الحنيف.
الجهاد الاكبر والجهاد الاصغر من واقع التعليقات في جريدتك المصري اليوم : فهذا الحديث ليس بصحيح ولا حسن، من ناحية سنده ولم يخرجه مخرج من أصحاب الكتب المعتمدة لدي المسلمين فليس هو في أحد الصحيحين ولا في أحد كتب ااسنة ولا في الموطأ، ولا في مسند أحمد على كثرة ما فيه. الشيخ القرضاوي

وتقول سيادتك  ... ويظهر له أنه بعد استقرار الإسلام بمصر، استقرت الكنيسة المونوفيزية (القبطية) ولم نسمع عن مذابح قام بها المسلمون ضد المسيحيين.. هنا اقول لسيادتك عن استحياء جانبك الصواب واحيلك الي كتاب هوامش الفتح العربي لمصرللسيدة سناءالمصري وكتاب اضطهاد الاقباط في مصر بعد الفتح الاسلامي للدكتور احمدصبحي منصور( بعد الاستقرار الاسلامي) وكتاب تاريخ الكنيسة القبطية للمؤرخة الانجليزية لويزا بوتشر وكتاب تاريخ مصر تحقيق الاستاذ جمال الدين عبد العزيز...   وخلافه من الكتب الكثيرة .لتري كم الاضطهادات المهولة في كل العصور الاسلامية
  ابتاءا  من العصر الاموي مرورا بالعصر  العباسي والدولة الطولونية والاخشيدية والفاطمية ....الخ.
واسمح لي ان اذكر بعض الاسطر القليلة- مما ورد في ابواب وفصول كتابه عن هول الاضطهادات والتعذيب والقتل والسلب والنهب واغتصاب النساء والاولاد اضافة الي الاذلال والصغار ... فيقول سيادته

(وتطرف الحاكم بأمر الله الفاطمى فى تحقير الأقباط فألزمهم بتعليق صلبان خشبية ثقيلة (5 أرطال) فى أعناقهم ومنعهم ركوب الخيل، ومنع المسلمين من السماح لهم بالركوب على الحمير بالأجرة أو الركوب فى المراكب بأجرة..
ثم تطورت الحالة الجنونية بالخليفة الحاكم الفاطمى فأخذ فى هدم الكنائس كلها وأباح للناس ما فيها نهباً وإقطاعاً، فنهب العوام كل ما فى الكنائس واقتطعوا أرضها واقتسموها وبنوا مساجد مكانها وأقيمت الصلاة الإسلامية فى الكنائس المشهورة التى بقيت على حالها مثل كنيسة شنودة والكنيسة المعلقة.
وانتقلت الحمى للعوام فتكاثروا بالشكاوى على ديوان الخليفة يطالبون بمستحقات وهمية لهم على الكنائس وأمتعتها، وكانت السلطات الفاطمية توافقهم، فامتلأت الأسواق بالمنهوبات من أمتعة الكنائس والنصارى مثل أوانى الذهب والفضة والأيقونات والثياب الفاخرة وغير ذلك.
وانتقل الاضطهاد من القاهرة إلى الأقاليم فكتب الخليفة الحاكم إلى ولاته بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والأديرة فعم الهدم فيها منذ سنة 403 هجرية واستمر الهدم حتى وصل طبقاً لإحصاء المقريزى سنة 405 هجرية إلى أكثر من ثلاثين ألف منشأة دينية بين بيعة لليهود ودير وكنيسة للنصارى فى مصر والشام وتم نهب كل مقتنياتها وأوقافها.
ثم اشتدت الحالة العصبية بالخليفة فأصدر قراراً بنفى الأقباط وإخراجهم من مصر إلى بلاد الروم ومعهم اليهود، فاجتمع أعيانهم تحت قصر الخليفة يبكون ويصرخون حتى رحمهم الخليفة ورجع عن قرار النفى .!! واضطر كثيرون للدخول فى الإسلام.. وكان ذلك أفظع تجربة للاضطهاد الطائفى فى تاريخ مصر الوسيط...)

ويقول الدكتور منصور عن حكم عمروبن العاص( وعمرو بن العاص كان رائداً للدولة الأموية فى شراهتها فى جمع الجزية من الأقباط وغيرهم، وحتى من أسلم من الأقباط كانوا لا يعفونه من دفع الجزية، والاستثناء الوحيد من خلفاء بنى أمية كان الخليفة عمر بن عبد العزيز فى حكمه القصير ، فقد رفع الجزية عمن أسلم فكتب إليه والى مصر حيان بن شريح يخبره بتناقص الجزية بهذا القرار، فكتب إليه عمر ابن عبد العزيز يؤنبه ويقول له: ضع الجزية عمن أسلم قبح الله رأيك فإن الله إنما بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً..!!)
ويصف عمروبن العاص اهل مصر قائلا : أهل ملة محقورة وذمة مخفورة  يحرثون بطون الارض ويبذرون بها الحب يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ماسعوا من كدهم  .ويؤكد السيوطي قائلاكان عمرو يسخر الاقباط ليحملوا طعام افراسهم وارتكب آثاما كثيرة لاتحصي
ثم تقول سيادتكم بالنص  .....حتي ان أحد مشاهير الاباء ظل هاربا قرابة أربعين سنة (في القرن الرابع الميلادي) وهرب غيره ثلاثة عشر عاما حتي ادركه عمروبن العاص بعهد امان ... هنا اجزم بأنك لم تقرأ التاريخ لكن يبدو تعمل بمقولة( قالولي ) ... أولا من هو هذا الاحد المشاهير الذي ظل هاربا لماذا لم تذكر اسمه للرد عليك  وفي أي كتاب قرأت هذا او من حكي لك هذه الحدودة منتظر في مقالك السابع ان تذكر اسمه لكي ارد عليك بالبينة والبرهان والتاريخ... وقبل ان انتقل الي هروب غيره... تقول سيادتكم : ... ولن أزيد في بيان هذه النقطة ولن أذكر اسماء الذين دفعوا الناس
  للموت وهربوا هم بوهم الدفاع عن العقيدة القويمة واسمح لي  لماذا لم تزيد وتوضح الاسماء الذي في خيالك واوهامك.. تذكرني   بكلمة كنا نقولها ونحن صغار ( مش حقولك)   .

اما موضوع القصة المضحكة التي توارثتموها عن عمرو بن العاص ساورد لك بالنص ماقاله د.احمد صبحي منصور   ( أن الأقباط صاروا عوناً لعمرو على الروم حتى انتصر عليهم، وإن عمراً كتب أماناً لبطرك القبط سنة عشرين من الهجرة فأتى إلى عمرو وجلس على كرسى البطريركية بعد غياب ثلاثة عشر سنة. واحتمل المصريون جشع عمرو بسبب موقفه من البطرك بنيامين الذى كان له النفوذ الأكبر على قلوب المصريين. وتبدل الحال بعد تحكم الأمويين من أولاد مروان بن الحكم، ووصل الاضطهاد إلى البطاركة الأقباط والرهبان أنفسهم..) هل تعلم الان المقابل لكتاب الأمان للبطريك ولماذا
بعد ثلاثة عشر سنة من ابتزاز الاقباط واذلالهم مقابل هذا العهد ( تأخيرالامان هو الظلم بعينه  ).
اما في عدم استحياء او ربما عدم فهم حاولت ان تقلب  مفاهيم اقوال السيد المسيح بغية اسقاط العنف الاسلامي علي المسيحية باستخدامك هذه الايات واندهش جدا اذا كنت لاتسعفك قدرتك العلمية علي فهمها,   وكان الافضل بك ان تلجأ الي شروح وتفاسير الكتاب المقدس, ولعلمي ان القس ديسقورس سيتولي شرح الايات بالتفصيل بصفته المنوط بهذ ككاهن وتنشر له مقالاته في حين كثير مااستجدي نشر مقالاتي دون الاستجابة او مجرد الاعتذار لكن سااحاول ان اشرحها شرحا بسيطا حسب مقدرتي :

 تقول عن السيد المسيح  :فجدل سوطا من حبال وطردهم  بعد قوله بيتي بيت الصلاة وانتم جعلتموه مغارة لصوص هل هذه الاية معضلة وتحتاج الي رد ...ماذا تريد ان يكون ردكم من فضلكمفي مثل هذا الموقف ..؟ تريد ان يمدحهم او يوافقهم أو....  (الجلد علي ظهر الجهال)
لعن شجرة التين المورقة مارأيكم في انسان   يتظاهر غير مايبطن... في الخارج شكله عظيم وفي الداخل انسان بلا ثمر ومن اجل هذا يقول الرب ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السموات ولكن الذي يفعل ارادة ابي...  مافائدة شجرة بلا ثمر ثم اليس هذه قدرة المسيح ييبس الشجرة الملموسة والمنظورة امامهم في  الحال اذا كان السيد المسيح بذل نفسه من اجل انقاذ البشرية هل لايضحي بشجرة من اجل غاية خلاص الانسان!! اليس هذا درسا لليهود الذين اوهموا انفسهم انهم شعب الله المختار  وهم بلاثمر..!!
اما الاية التي تقول حسب نصك لاتظنوا اني جئت لاحمل السلام الي العالم ماجئت لاحمل سلاما بل سيفا  وشرح الاية هذه في تكملتها وهي: جئت لافرق بين الابن وابيه .......

اولا :هل قرأت آية في الكتاب المقدس تشير بالقتل او حتي كراهية الاخر.
ثانيا: هل حرض السيد المسيح علي القتل أو القتال .
ثالثا:اظن انك تعرف التفسير الرمزي الذي نادي به اوريجانوس العلامة بمعني ان الايمان بالسيد المسيح سيؤدي الي انفصال في البيت الواحد  فاذا كان المؤمن سيتمتع بسلام الله فمقابله سيحدث  سيف الانقسام وحريق في البيت.
رابعا: اليس هذا مايحدث الان حينما يؤمن انسان  في مصر والبلاد الاسلامية الاتشتعل النيران في البيت ويعمل السيف في رقاب المتنصرين لاحلال دمهم...    لاتذهب بعيدا ياعزيزي فأنتم أولي الناس بشرح الآية .....خاب ظني فيك يادكتور....ارجو استخدامم الايات التي  تتماشي مع غرضك وليس العكس.
خامسا: ان مردود السيف والنيران علي الانسان الذي آمن بالسيد المسيح وليس علي الآخرين.
 و اترك تفاسير آيات الكتاب المقدس لمن هو افضل مني  لابونا ديسقورس شحاته.
ودعني اختم مقالي هذا بمداخلة علي احد مقالات  المنشور بالحوار المتمدن لاني وجدت فيها ابلغ الرد علي كل مقالاتك  وأضعها كما هي  :
Sunrays
أسجل منذ البدايه أنني غير راغب للإستمرار في مثل هذا الحوار ، لكن ماحيلتي ازاء بعض العبارات التي لم تترك للعقل فرصة لتجاوزها فتحرضه علي تناولها لبيان مافيها من مغالطه يجب أن ندينها بدلا من الدفاع عنها ذلك إن أردنا فعلا السير في طريق التهدئه وجلب الهدوء والسلام بدلا من من التنابذ بالألفاظ .

*** إن القول بأن الحكم الذي أوردته الآية القرآنيه بشأن مقاتلة أهل الكتاب وفرض الجزيه يخاطب أعداء المسلمين ، قول يحتاج إلي المراجعة لأن من يقاتل المحتل ليس معتديا ، والعرب جاءوا محتلين فكان حريا بأهل البلاد التي هاجمها العرب أن يدفعو هذا المحتل فكيف نجيز لهؤلاء فرض جزيه علي من يدافع عن أرضه ونلوي الحقائق بدعوي أن فرض الجزيه جاء ضد من يحارب المسلمين ؟؟؟؟؟ فهل آن الآوان أن نتوقف عن التبرير أم سوف نظل نخلط بين العرب المحتلين وبين الإسلام كدين ؟؟؟؟ وكيف لمصري ينتمي إلي هذه الأرض ، كيف له أن يميت ضميره ويرضي الهوان كل الهوان لنفسه ،

فيبحث عن تبرير ديني لجرم إرتكبه الغازي العربي ضد وطنه وأهله ويحاول أن يسدل عليه غطاء دينيا ؟؟؟ لكنه الخلط بين الدين وبين المحتل العربي الذي لايزال ساريا هو السبب المباشر لهذا اللغو الذي يردده الكثيرون تفسيرا لهذه الآيه لكي يبررو به الحكم المنصوص عليه ضد أهل البلاد التي هاجمها العرب .
*** كذلك تأتي النصائح بمطالعة بعض كتب التاريخ دون بعضها الآخر لتزيد الأمر إلتباسا ، فماهي مبررات تفضيل بعضها وإستبعاد البعض الآخر ؟؟ أليس من الصواب أن نقرأ جميع ماكتب لنبدأ بعدها في ترشيح أسباب الأخذ بالبعض منها دون الآخر !!! ، لقد طالعب في الآونة الأخيره كتابا ( مصر الأم - للاستاذ أحمد عاشور وآخر ) أورد له ثبتا للمراجع يتجاوز 150 مرجعا عربيا واجنبيا ، تضمن من المآسي والفظائع مايندي له الجبين ومايشيب له الأجنة في بطون أمهاتهم قبل أن يصيرو اطفالا بالميلاد .
*** إذا كانت هناك دعوة حقيقيه وصادقه لتجاوز تلك المآسي التاريخية ، فإنه من المتعين علي الداعين لذلك الراغبين رغبة أكيدة في بلوغ هذه الغايه إنما هو الإعتراف بوقوعها وإعلان شجبها والتبرؤ منها والحث علي فتح صفحة جديده من التعاون الإنساني الخلاق بغير إستعلاء أو إستدعاء أو تبرير لما أرتكب من ممارسات ينوء بحملها ضمير الأسوياء من البشر ...
مع تحياتي لجميعكم وخالص مودتي

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع