أماني موسى
بقلم: أماني موسى
بعد أن تم حل كل الأزمات التي تمر بها البلاد ويعاني منها العباد في بلاد "فقرستان" و "قهرستان"، وبعد أن تم القضاء تمامًا على كل المشكلات -الماضية منها وأيضًا ما هو آتِ-، وكذا مواجهة جميع الأوبئة والفيروسات باختراع أحدث وأقوى الأدوية والمصلات، والقضاء على كل الأفعال المشينة والموبقات، لم يجد العباد ما يفعلوه إذ ينعمون برغد العيش والمعيشة والبيئة من حواليهم منعشة ونضيفة ويتمتعون طوال الوقت بسماع النكت والمواقف الطريفة ولم يتبقى أمامهم سوى ارتكاب الحماقات والأفعال التي تتسم في ظاهرها بالقوة والأهمية وفي باطنها كل خيابة وهيافة.
جلس علية القوم متحيرين متعجبين مندهشين من قرار منع النقاب داخل أماكن العمل الرسمية وكيف أن هذا القرار مجحف لكل ست وولية تحت النقاب مدارية.
فقام كبيرهم -في حجم الكرش وليس حجم المخ لا سمح الله- مستنكرًا وشاجبًا ومدينًا ومنددًا و.... ما إلى ذلك من أفعال عروبية التصقت بهم منذ عصر المهلبية الأول والثاني وبعد أن أفرغ وتجشأ كلماته المخزونة بصدره وأمعائه مشى متهاديًا ليعود ثانية لأدراجه.
وبعدها قام السيد "عبده القزم" وهو الشهير بظهوراته الإعلامية الخاصة ببلاد "فقرستان" قارئًا على مسامعهم بيان يستنكر فيه قائلاً: إخواني وإخواني بعد أن قضينا والحمد لله على أزمة البطالة من خلال توفير فرص عمل لكل شباب الأمة فمنهم من يعمل مديرًا وآخر وزيرًا والقلة المتبقية منهم تم منحهم أمشاط وفلايات من صندوق تشغيل شباب العاطلين ليسرحوا بها في الأتوبيسات وسائر وسائل المواصلات (وفرصة لنضافة الشعب)، وأيضًا تم فتح مقهى في كل حارة وزنقور لمن رفض العمل منهم.
وكذا الحال بالنسبة للفقر إذ تم القضاء عليه نهائيًا بتوزيع مبيد حشري سام للقضاء على كل الفقراء ومن ثم تخلصنا من أكتر من نص الشعب، ولم يختلف الحال كثيرًا في القضاء على الأمية إذ عممناها على كافة فئات الشعب وجعلنا وبفضل أصحاب الفضل اللي هما الفضل يرجع لهم في القضاء على كل متعلم أو مفكر وأغلقنا المدارس والجامعات والإنترنت والتلفزيونات وأصبح الكل أمي والحمد لله ولم يعد هناك فضل لأحد على آخر.
وكان أعزائي لتأخر سن الزواج في جدولنا واهتماماتنا أكبر مكان إذ بعد تفكير طويل قصير تم التوصل لحل من خلال السماح لكل ذكر أن يتزوج مجموعة إناث وتزدهر حركة التكاثر في موسم التزاوج هذا بخلاف الجواري والإماء على غرار مملكة القطط والكلاب للتخلص من العنوسة وتأخر سن الزواج.
وبعد أن قضينا على جميع المشاكل الداخلية والخارجية وأنهينا جميع الأزمات وبتنا في حالة ركود واستوردنا جميع احتياجاتنا من خارج البلاد حتى أصغر وأبسط المستلزمات. لم يتبقى أمامنا إلا التحدث عن زي السيدات ووصف السافرة بالعاهرة والمنتقبة بالمحترمة. والتحدث عن كل ما يخص أزيائهن من حيث الطول والعرض والارتفاع والمواصفات القياسية المطلوبة.
فقام زعيمهم بالتصفيق الحاد قائلاً: أولادي وأحفادي... كم أنا فخورًا بكم وبعقولكم التي أصبحت متخمة تمامًا كأجسادكم ولم يعد هناك فارق يذكر بين مقدمتكم (العقول) وبين مؤخراتكم، فقد فقتم في جهلكم الجميع وفي التفاهة لم يكن لكم مثيل، فهنيئًا لكم الفوز بكأس العالم للهبل الدولي والفراغ العقلي. ولذا سنصدر فرمان قريبًا بتنقيب العقول كما الأجساد.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8958&I=239