ناهد صبري
بقلم: ناهد صبري
طالعتنا الصحف في اليومين الماضيين بنبأ تورط مأذونين أحدهما بمحافظة الغربية وهو "حمد الله السيد الأسود" مأذون قرية كفر حانوت بحري، و"قمر الزمان عبد الله" بناحية سوهاج وقد تبين من تحقيقات النيابة إن الأول قام بتوثيق 252 عقد زواج لقاصرات بالمخالفة للقانون الذي حدد السن الأدنى للزواج بالنسبة للفتاة بـ 18 سنة، بينما قام الثاني بتوثيق 114 عقد زواج لقاصرات أيضًا بالتزوير في سن الفتيات وقد أمرت النيابة العامة ووزارة العدل بفحص جميع ملفات مأذوني مصر والتأكد من تسجيلهم لبيانات المتزوجين حديثًا بصورة رسمية.
وجدير بالذكر إن الحد الأدنى للزواج بالنسبة للفتاة كان قبل ذلك محددًا بـ 14 سنة مما أثار غضب البعض داخل البرلمان المصري.
وبالرغم من ذلك فأن أساليب التحايل على القانون لم تمنع من وقوع حالات لزواج القاصرات، وكأن الفتاة مجرد سلعة تعرض وللرجل اقتناءها كيفما شاء وعقد البيع هو عقد الزواج المباح دينيًا وقانونيًا.
وقد حذرت دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث إن 30 % من الفتيات القاصرات تم تزويجهن من مسنين مقابل بعض المال تستحوذ عليه أسر هؤلاء الفتيات.
فقد أصبح الزواج ليس دعوة لستر القاصرات بقدر ما هو دعوة للاتجار بهن وعقد صفقة رابحة، أطرافها رجل تخلى عن الإنسانية، وأب جشع يهدف لبيع ابنته في مقابل بعض المال الذي لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يساوي عذاب طفلة بريئة لا تعرف ما هي الحياة الزوجية، لتجد نفسها تنتزع من بين عالم الطفولة البريئة لتدخل عالم السيدات الناضجات وهي لم تنضج بعد ولتصبح فجأة أم لأطفال وهي ما زالت بعد في عمر الطفولة!!
ولعل المتتبع للقضية يرى إن هناك العديد من الآثار السلبية على الصحة الجسدية والصحة النفسية للأم القاصر والوليد نذكر منها على سبيل المثال:
- تأخر الحمل وتمزق المهبل.
- الإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة جدًا.
- ارتفاع حاد في ضغط الدم قد يؤدي إلى الوفاة.
- ظهور تشوهات في الهيكل العظمي ككل.
- اختناق الجنين نتيجة للقصور في الدور الدموية للأم.
- قصور في الجهاز التنفسي للجنين لعدم اكتمال نمو الرئتين.
- وفاة الجنين.
- الحرمان العاطفي من حنان الوالدين ومن عيش مرحلة الطفولة.
- معاناة الأم القاصر من اضطرابات الشخصية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9020&I=241