سوزان قسطندى
بقلم: سوزان قسطندي
أتصور يوماً أفاق فيه الرجل إلى نفسه وإستعاد إنسانيته .. بعد أن أدرك كمّ الأذى الذى قد تسببه للمرأة - هذه الرفيقة الرقيقة فى رحلة الحياة الشاقة- بأنانيته المفرطة.. كم إحتقرها وقهرها وأزاحها وأخيراً أخفافها فى كفن أسود !!!
وإذ يقدِّم توبة ويبدى ندماً مصحوباً بوعود أمام المرأة.. ها هو يرجوها أن تعود إلى إنسانيتها المسلوبة..
وإذ قد تقهقرت وتقوقعت، وانتظرت من يعينها فلم تجد واستسلمت.. ها هو يدعوها للتقدّم لتقف إلى جواره..
وإذ يسيران معاً جنباً إلى جنب.. تحلو الحياة وتشرق الشمس وتجرى المياة وتزهر البساتين وتتفتح الورود فتعبِّق الجو وتؤتى الطبيعة ثمارها الحسنة..
أسمع همساته يناجيها وتعاتبه ببساطة الكلمات:
يا ستى إنتِ تاج راسى
أروح أنا فين.. لو انتِ بعدتى راح أقاسى
حبيبتى زوجتى.. بنتى وأختى.. والدتى
دا انتِ لىّ كل أهلى وكل ناسى
رفيقة العمر كله.. فاكر أنا كله مش ناسى
أنا آسف.. ماكنش قصدى أحجِبِك
زلّة أنانى.. سامحى وحيدى عن موقِفِك
لو انسحبتى من حياتى يبقى طعم الدنيا مرّ
رضاكى عنه يشدد عزيمتى.. ومنين يجينى ما راح وفرّ
بسمتك.. رقِّتك.. لمسة حنانك.. ضحكتك
حسِّك وذوقك.. فنك وشِعرك.. أدبك وعلمك.. فطرِتك
عودى إلىّ مُهجَتى.. فقد أحاط بىّ شرّ
أنا نادم.. على كل كلمة قلتها من كرامتك قللت
دا انتِ اللى ليكى عينىّ دايماً تلتفت
حقك علىّ.. يا كل دمعة نزلت من عينيكى السهرانين
بوعد هاصلّح كل غلطة كشفتها عينيكى الحيرانين
ماعدتش أقدر أحتمل وخزات عينيكى الغضبانين
صرخة ألم مكتوم.. أصوات أنين
بسمع كلام.. من غير كلام.. ليه يا حبيبى ؟
جزاء إخلاصى يكون.. إنى اختِبِئ خلف الستار كالمنبوذين ؟
إنى انعِزِل خلف الجدار كالمجرمين ؟
إنى اندِفِن ويروح شبابى كالعاجزين ؟
الله يسامحك.. قلبى مسامحك.. سيبنى انطَلِق.. منك إليك
عودى إلىَ.. أروع هدية
فرحة الدنيا وضحكتها لىّ
إشراقة الأفكار.. حرارة الحوار
حلو الآمال.. صوب الكمال
جسر يحمى كياننا من زوابع الحياة
حِسّ عالى إن دروس الدنيا هى للنجاة
عهد بيننا نمشى فى طريقنا مع بعضنا للمنتهى
قوة واحدة نقوم ونبنى.. طريق طويل.. آن الآوان
آه يا حبيبى.. من الزمان !
آن الآوان.. واللا نقول للزمان عُد يا زمان ؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=9073&I=242