زوج "ضحية الحجاب" يخرج عن صمته ويروي "مأساة زوجته"

دبي - العربية.نت

حدّث عن مقتل مروة الشربيني في أول شهادة علنية بالمحكمة
خرج زوج المصرية مروة الشربيني عن صمته وأجاب عن أسئلة الجميع في أول شهادة علنية له داخل قاعة المحكمة بمدينة دريسدن بألمانيا، وروى جميع التفاصيل الخاصة ببداية الأزمة بين زوجته التي باتت تعرف بـ"ضحية الحجاب" والمتهم وتطورات الموقف بينهما قبل أن تفيض روحها في شهر تموز (يوليو) الماضي.

صورة الراحلة مروة مع ابنها (أرشيف)وفي الجلسة وقعت عينا الزوج علوي عكاز على المتهم المتطرف الألماني أليكس دبليو فينز "قاتل زوجته" دون أن تتغير ملامح وجهه الثابتة منذ لحظة مجيئه، والبعض فسّر ذلك بطبيعة علوي الهادئة حتى من قبل الحادث وطبيعته التي تميل للانطواء وعدم التعبير عما يجيش في نفسه، وذلك على حدّ وصف مراسلة صحيفة "المصري اليوم" التي حضرت المحاكمة.

وذكرت الصحيفة أن علوي استمر في الهدوء في كل مراحل الجلسة دون أن يبدي أي انطباع على سلوكيات المتهم الذي بدا رافضاً للانصياع لأي من مطالب المحكمة، وظل علوي محتفظاً بهدوئه حتى عندما طلب الدفاع عن المتهم رد هيئة المحكمة خوفاً من عدم تمتعها بالحيادية.

وبدأ علوي في الرد على التساؤلات التي وجّهت له من قبل هيئة المحكمة في البداية ثم محاميّ المتهم، ومن بعدها من قبل الادعاء العام وكان هادئاً واثقاً فيما يقول مثيراً في نفوس كل الحاضرين الأسى والحزن من تفاصيل رواها عن لحظة ارتكاب المتهم لجريمته.

وقال: "عقب إدلاء مروة بشهادتها في المحكمة وأثناء اقترابها من باب القاعة دفعها نحو الباب ووجدته يسدد لها ضربات كنت أظنها بيده فقط في البداية، فسارعت لإنقاذها منه لأجده يسدد لها طعنات بسكين، دفعته فالتفت لي وسدد لي طعنة ثم عاد وطعن مروة طعنة أخرى، فقمت ودفعته لخارج الغرفة للسيطرة عليه، واستخلاص السكين من يده، إلا أنه سدد لي طعنة أخرى، ثم دخل أحد أفراد الأمن وأطلق النار عليّ فتراجعت للخلف بضع خطوات، فقدت بعدها الوعي تماماً".

وعندما سألت القاضية علوي عن بداية الأزمة الحقيقية بين زوجته والمتهم حكى قصة وجود زوجته مع ابنهما مصطفى في الحديقة التي تقع خلف منزلهما وتتوسط الحي الذي يسكنون فيه وإصرار المتهم على البقاء على أرجوحة الأطفال لفترة طويلة، وهو ما دفع مروة إلى محادثته طالبةً منه النزول حتى يمنح ابنها فرصة اللعب إلا أنه رفض وبدأ في سبها.

وأضاف علوي في شهادته: "لقد قال لها يا إرهابية، يا إسلامية، لا أريد التعامل معك، وعندما يكون لي أبناء فأنا لا أريدهم أن يروا وجهك أنت ومن مثلك، ولو طلب ابنك استخدام الأرجوحة، فسوف أرجحه حتى الموت".

وتابع: "سمع الموجودون في الحديقة كلمات المتهم التي وجهها لزوجتي فسارع بعضهم لمطالبته بالكف عن سلوكه، إلا أنه واصل الهجوم عليها. فقام أحد الأشخاص بمنح زوجتي هاتفه الجوال للاتصال بالشرطة دون أن يرتدع المتهم، حتى رغم علمه بمجيء الشرطة التي جاءت وحصلت على أقوال زوجتي وأقوال الشهود، ثم اصطحبت الشرطة زوجتي للمنزل، لأنها كانت قد تركت جواز سفرها هناك".

ورداً على سؤال من هيئة المحكمة عما إذا كان قد أقام دعوى قضائية ضد المتهم بعد ذلك، أجاب علوى: "لا لم نقم الدعوى أنا أو زوجتي، لقد انصرفت الشرطة بعد أخذها أقوال زوجتي وأخبرتنا أنها قررت منع المتهم من دخول الحديقة لمدة يوم واحد، ثم أخبرتنا الشرطة بعد تلك الواقعة بعدة أيام بضرورة ذهابنا للمحكمة للإدلاء بشهادتها.. فذهبنا معاً وسأل المتهم زوجتي سؤالاً عن سبب وجودها في ألمانيا، إلا أن القاضي رفض ذلك التساؤل، ولكن المتهم ظل غاضباً وكان يسأل محاميه السؤال ذاته بعد انتهاء مروة من الإدلاء بشهادتها".

ورداً على سؤال الادعاء لعلوي عما إذا كان يشعر بالخوف من المتهم أثناء نظر الدعوى الأولى، أجاب علوي: "أبداً لم نكن نشعر بالخوف على الإطلاق، كان لدينا شعور كامل بالأمان، فقط كان لدينا إحساس بعدم الارتياح. ولكن الآن انعدم هذا الشعور، ولا أعتقد أنني سأواصل العيش في دريسدن".