المصري اليوم - كتب: سماح عبدالعاطى ومنى ياسين
اعتصم ٢٣٧ من العاملين بالمركز القومى للصدر والحساسية بإمبابة، صباح أمس، احتجاجاً على قرار وزير الصحة بإيقاف الدكتور نبيل الدبركى، مدير المستشفى عن العمل، وإحالته إلى النيابة بعد وفاة الضحية السادسة لأنفلونزا الخنازير داخل المستشفى. طالب الأطباء بعودة المدير، وإلغاء قرار الوقف، مؤكدين عدم مسؤوليته عن وفاة الحالة وقالوا «إنها تلقت رعاية طبية ممتازة»، ولم يكن هناك أى تقصير من جانب الفريق الطبى الذى تولى رعايتها.
أكد المعتصمون، حرصهم على العمل، مراعاة لحقوق المرضى، وإصرارهم على الاستمرار فى الاعتصام لحين تراجع الوزير عن قراره.
ولفتوا إلى تقسيم أنفسهم إلى مجموعتين، تتولى إحداهما العمل، بينما يواصل الآخرون الاعتصام.
قالت الدكتورة هدى الشريف: إن الحالة وصلت إلى المستشفى منذ حوالى أسبوع، وتم تشخيصها على أنها التهاب رئوى حاد، وعند سؤالها قالت، إنها مخالطة للطيور، الأمر الذى استدعى تحويلها إلى مستشفى صدر العمرانية، بعد الشك فى إصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور، تنفيذاً لقرار وزير الصحة بتخصيص مستشفى صدر العمرانية لـ«أنفلونزا الطيور» ومستشفى صدر إمبابة لـ«أنفلونزا الخنازير».
وأضافت أن مستشفى صدر العمرانية قام بتحويل الضحية إلى مستشفى أم المصريين، الذى أخذ مسحة من حلقها، وأرسلها للمعامل لتحليلها، غير أن الضحية عادت مرة أخرى لـ«صدر إمبابة» لتلقى العلاج فيه، وألحقت بوحدة العناية المركزة وسهر على علاجها فريق طبى تحت إشراف الدكتور حسام مسعود، استشارى الصدر بمستشفى قصر العينى، المكلف من قبل وزارة الصحة.
وبعد ظهور نتيجة التحليل، والتأكد من إصابتها بأنفلونزا الخنازير لم يتهاون الأطباء فى علاجها وقالت إنهم «عملوا اللى عليهم»، لكن إرادة الله شاءت أن تتوفى ونفت الشريف تهمة الإهمال عن مدير المستشفى.
كما نفى الدكتور محمد سعودى، نائب مدير المستشفى، أن يكون أى من أقارب المتوفاة تقدم بشكوى إلى وزارة الصحة يتهم فيها المستشفى بالتسبب فى وفاة الضحية، مؤكداً أنهم كانوا يشاهدون بأعينهم الاهتمام الكامل بالحالة، وسهر الأطباء على علاجها.
وأبدى الدكتور مصطفى عبدالمنعم المسؤول عن علاج الضحية مخاوفه من تعرضه للمساءلة، وتساءل بسخرية «إذا كانوا عملوا كده مع المدير، أمال هيعملوا معايا أنا إيه».
وأكد الدكتور مصطفى أنه بذل كل جهده فى علاج المتوفاة، مشيراً إلى أنه ظل إلى جوارها طيلة الأيام الخمسة التى قضتها داخل وحدة العناية المركزة، وبدلاً من كلمة الشكر، كانت النتيجة إحالة «المدير» إلى النيابة، وقال: ما يحدث يصيب الأطباء بالإحباط.
من جانبه، قرر الدكتور مصطفى المراغى، وكيل وزارة الصحة بالجيزة، تشكيل لجنة من المديرية لبحث الأزمة والتحقيق فى ملابسات وفاة الحالة، وقال المراغى لـ«المصرى اليوم» إنه لم يتحدد حتى الآن سبب القصور فى وفاة الحالة سواء كان داخل المركز أو خارجه، وأشار إلى أن تحقيقات النيابة العامة هى التى ستحدد وجود تقصير وإهمال من عدمه، ونفى المراغى إضراب العاملين بالمركز عن العمل، لافتاً إلى أن المركز ظل يعمل طوال يوم أمس.
فى المقابل أكد محمود على، وكيل المجلس المحلى بشمال الجيزة، أن الأطباء والممرضين والعمال امتنعوا عن العمل أمس، بسبب قرار وزير الصحة، وقال إن المهندس سيد عبدالعزيز، محافظ الجيزة، طلب من أعضاء المجلس المحلى ورئيس حى شمال الجيزة التوجه إلى المستشفى لإنهاء الأزمة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9507&I=251