جاك عطالله
بقلم: جاك عطا الله
اختتم الحزب الوطنى يوم 31-10 مؤتمره السنوى الذى عقد بالقاهرة تحت شعار من اجلك انت
***
و من سذاجتى تساءلت عن حقيقة ومغزى هذا الشعار المبهم وخصوصا ان الحزب الوطنى ليس له اى سجل لا بالشعبية ولا بالاهتمام بالمواطن من اجل من عقد هذا المؤتمر الذى كلف الخزانة المفلسة ملايين ؟؟
استغربت للحقيقة من الرد المفحم للحزب
لقد ردت قيادة الحزب من اجلك انت تعنى المواطن المصرى الغلبان والعدمان من كل شىء لا صحة ولا تعليم ولا سكن ولا مياه نقية ولا حتى له اى كلمة فى شئون بلده وهو الذى يمثل الغالبية العظمى فى مجتمع الاثنين او الثلاثة بالمائة
لم تعدى ايام المؤتمر الا وكان شعاره تحقق عمليا وعلى ارض مصر ام الدنيا والتى حولها الحزب الوطنى الى ام الاخرة حيث عبدوا الطرق السريعة الهاى واى لنقل المصريين الى الدار الباقية بلمح البصر
فمن حوادث غريبة على الطرق السريعة يوميا يضيع بها مئات القتلى فاصبحت مصر اعلى الدول بالحوادث نتيجة غش قطع غيار السيارات وانعدام مراقبة الطرق وسوء حالتها الى امراض السرطان الناتجة عن الاغذية المستوردة واهمها القمح و معه الاغذية المعدلة وراثيا
الى استيراد كل انواع المبيدات الفوسفورية الممنوعة عالميا و التى تتخلد بالاراضى الزراعية لعشرات السنين وتنتقل للانسان بطرق عديدة من الخضروات والفواكه ثم من الماشية التى تتغذى على العلف المزروع ثم من اكل لحوم هذه الماشية
و تتركز هذه المبيدات فى النخاع للاطفال فتصيبهم بالتخلف العقلى وخصوصا بعد تركيزها كل سنة عن الاخرى و لا ننسى ان المصارف والترع تصب بالنيل فتسممه ايضا المبيدات الممنوعة ومعها كل مخلفات المصانع والتى تلقى باطنان من المعادن الثقيلة بالنهر الذى قدسه اجدادنا فامتناه بالسكتة القلبية خنق بالمجارى
ناكل الاسماك التى تعيش بالترع وبالنيل و نعود فنروى الزراعة بمياه النيل الملوثة بالمبيدات فتتركز اكثر بالتربة ويصاب باقى المصريين حيث تتهرى اكبادهم ويصابوا بالفشل الكلوى والتخلف العقلى و عشرات من الامراض المعروفة و غير المعروفة
لم يكتف الحزب الحاكم بجعل المستشفيات اماكن زبالة بنص تعبير وزير الصحة نفسه عندما زار مستشفى الحميات المنوط بها حماية المصريين من المصابين بالامراض المعدية فوجدها صندق زبالة بنص حديثه
ولم يكتف الحزب الوطنى من جعل باقى المستشفيات عزب خاصة للاطباء وهيئات التمريض لحلب المواطن الغلبان و تجويله الى عياداتهم الخاصة فلم يتركوا بالمستشفيات لا قطن ولا شاش ولا ادوات تعقيم ولا ادوية ولا اكمياس دم ولا خيوط جراحية وكلها يشتريها المواطن قبل اى عملية على حسابه الخاص.
التنفيذ العملى للشعار من اجلك انت حدث بتصادم القطارين الاخير ومات ثمانية عشر شخصا و اصيب العشرات واتضح ان سبب التصادم ان الشيخ حسن عضو الحزب الوطنى ترك مكان عمله بالمحطة الرئيسية للتنسيق الالكترونى للقطارات وذهب للصلاة واثناء صلاته المباركة حاول الجميع بمافيهم عامل التحويلة والسائق الاول الاتصال بالشيخ حسن ولكن بدون جدوى
ويبدو ان على وزير النقل الجديد ان يطلب من السائقين حمل ارقام هواتف المساجد للاتصال بالسادة الموظفين هناك بالحالات العاجلة وان على كل الوزراء والمسئولين حمل ارقام هواتف مساجد مصر خصوصا ان الموظفين بكل المجالات الحيوية بمصر يذهبون للصلاة ويتركوا اعمالهم وقد يكون هذا مع الاهمال وعدم الحساب والعقاب سبب كل الكوارث الغريبة التى تحدث بمصر يوميا --
وهنا اتساءل عن دور رؤساء مثل هؤلاء الموظفين وهل يذهبوا مع موظفيهم لامامة الصلاة وبهذا لايوجد حساب ولا عقاب لاحد؟؟
وماذا لو انشأنا المحطات النووية كما يخطط الاخوة حسنى وجمال مبارك وذهب الشيخ حسن المسئول عن تشغيل المحطة او صيانتها فى صلاة الجماعة الروتينية اليومية وقت الظهر و الذى يستمر بمصرلاربعين الى خمسين دقيقة مابين وضوء واذان وفرش السجاد وقراءة القران وكله من وقت العمل مع موظفيه والذين سيكونوا من المسلمين فقط طبقا لقوانين الاضطهاد التى يتبعها نظام مبارك بكل الاماكن الحساسة و تركوا المحطات
الا يمكن ان يدخل اسرائيلى من الموساد بذلك الوقت الى هذه المحطات و يفجرها وهم مشغولين بالاذان او تجويد القرأن اثناء العمل؟؟
او قد تحدث كارثة مثل قطار العياط وقس على ذلك المطارات الحربية ومحطات الدفاع الجوى ومحطات الكهرباء العملاقة و غرف العمليات والافاقة بالمستشفيات و الاماكن الحساسة الاخرى
لقد سبق وكتبت اننى رأيت وصورت مدخلا كاملا لمترو الانفاق مغلق ومخصص للصلاة و عليه يافطة بذلك تخرق عين اى مسئول مصرى ومازالت اليافطة هنالك رغم انه فوق المحطة عشرات المساجدانه مرفق حيوى يخص المواطنين والسياح وكثير منهم غير مسلمين
والان الى متى نتحمل هذه النسخة المريضة من الاسلام التى تطبقها الحكومة والنظام المصرى ومعهم الاخوان و الازهر و المفتى وكامل الهيئات المنتفعة من افراغ عقول المصريين من الحكمة واستبدالها بخليط عجيب من الخرافات والعدوانية ضد المختلف ومعاداة الحضارة والغرب و معاداة التقدم الحضارى لصالح العودة الجلباب والمسواك والقبقاب لصالح الاحتلال السعودى لمصر والذى يستخدم الاخوان كحصان طروادة ومعهم النظام المصرى الذى اشتروه بثلاثين من الفضة
الى متى نتحمل هذا الاحتلال الوهابى المنظم و الهادف لتطفيش الليبراليين المصريين بمطاردتهم بشيوخ الحسبة وكتابها والمنظمات والمؤسسات التى اشترت ذمتها وتنفذ لها مخططاتها
اكم يكفى الحزب الوطنى حجم الكوارث التى اوقعنا فيها والتى تحتاج عمل الرجال لمدة لا تقل عن خمسين عاما لتنظيف مصر من اكوام القمامة سواء العقلية او الثقافية او الادمية التى تركها الحزب بالشوارع ومعها جيوش الصراصير و الفئران والكلاب الضالة التى تتغذى عليها
هل قتل الحزب الوطنى الخنازير التى كانت تنظف زبالة القاهرة ليحول المصريين الى خنازير تتعود على وجود القمامة بكل انواعها و تتعايش معها ومع امراضها على انه شىء طبيعى تماما ؟؟؟
لقد اساء هذا الشعار الى كل الشعب المصرى
ونرى ان الحزب الوطنى عليه ان يكون صادقا مع نفسه و يعدل هذا الشعار الكاذب الى شعار من اجل مبارك والتوريث السلس لجمال و لانجاله
ملحوظة
عندما اعلن شعار من اجلك انت تشجع المستشار الدكتور نجيب جبرائيل ومن معه بمقابلة الدكتور على الدين هلال و قدموا له وثيقة المواطنة الخاصة بمساوة المسيحيين المصريين مع المسلمين بالمواطنة وخصوصا بعد الحوادث الاجرامية المتتالية و انعدام تطبيق القانون على حوادث قتل الاقباط وحرق كنائسهم واغتصاب بناتهم القصر
كان الرد الخائب من قيادات الحزن الوطنى وهى متوقعة ومعروفة مقدما مهينة لكل الاقباط حيث لا يقيموا وزنا لنا و توضح بجلاء ان الجهود الفردية مهما كان نبل مقصدها فلن تفيد مع هؤلاء الوحوش الماسكين بعنق مصر --
والكرة الان بملعبنا حيث يجب ان نشىء الكونجرس باقرب فرصة ولننسق من اجل نقل النضال القبطى الى الساحات الدولية و المطالبة بمناطق امنة للاقباط لتواطؤ الحكومة المصرية مع الارهابيين وتطبيقها مستويين من العدالة فى مصر وعدم قيامها بواجبها بحماية اقباطها ولا متنصريها
شعار من اجلك انت لا ينطبق بحال لا على المصريين الغلابة ولا على الاقباط وانما اطلق ليكون موجها لمبارك ونجله
فمن اجلك يا جمال ولك لوحدك انعقد مؤتمر الحزن الوطنى للتمهيد النهائى لتوليك وراثة الكرسى و لتكرسه من بعدك لانجالك وللمصريين جميعا
متى نفيق و نقرر ان نحكم انفسنا بانفسنا بدولة علمانية حديثة ام سيصحوا احفاد احفادنا على البيان الاول لثورة خائبة جديدة بعد مائة سنة من تولى حفيد جمال مبارك الحكم ونعيد نفس الكرة التى وضعتنا فيها ثورة الاخوان السوداء عام 1952
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=9516&I=251