وجيه سليمان النحال
بقلم: وجيه سليمان النحال
الهند التي طالما نسبنا إليهم المهراجا وأهل الفيل، ونعترض على من يحاول إستغلالنا بقولنا "إنت شايفني راكن الفيل" عجبي...
فنحن بارعون في الضحك وإختراع النكت على كوارثنا، ونكساتنا، بل نحن بارعون في جلد الذات والبكاء على اللبن المسكوب، وننظر فقط إلى الماضي دون التطلع إلى الحاضر . والمستقبل ملامحه يبدو عليها التأثر والحزن، حين إستوقفني وأنا أقوم بجولتي الروتينيه على شاطئ المنتجع السياحي. وقال لي (سيدي هل يمكن أن أتحدث اليك، أرى أنك أحد المسئولين في هذا المكان وربما تحب هذا البلد كثيرًا كما احبه؟ ).
كما هي العاده يجب أن نسمع على الرحب، والسعه لكل الضيوف القادمين إلينا حتى من بلاد الواق واق.
هو هندي يعيش مع زوجته الألمانيه (في ألمانيا يبدو أنه واجه مشكلة في "صالة الوصول" إسغرقت أكثر من ساعتين إنتظار، وعندما ثار غضبه عليهم لم يستغرق حل المشكله أكثر من دقيقتين).
لا زال كلامه يدور في أذني (أنا أحب هذا البلد الجميل جدًا، وطالما تعودت على زيارته العديد من المرات "مصر" كما هي من أول مره أتيت لم تتغير، يبقى أهلها على نفس الحال).
سألته إن كان هذا يعني أن أهلها طيبين، أو على نفس الأخلاق، أو معنى كلامه، ماذا يقصد بالتغيير؟
أجابني (أنا أريد أن أبكي هذا البلد جميل، ولكن أرى أن أهلها، ليست لديهم الطاقه، والرغبه ليجعل هذا البلد ينهض، وينمو، ويصعد إلى أعلى ).
لم يكن أمامي إلا أن أعطي له إنطباع جميل عن البلد وأن هذه تصرفات فردية.
ولكن بداخلي أتضامن معه لإني أعرف أهل بلدي وأحفظهم عن ظهر قلب نحن (لا نقدر الوقت ولا نقدر العمل).
وقد تعامل هذا المسكين بمنطق الغرب، موعد العمل، يكون الثامنه صباحًا، معناها أن يكون بداية العمل في الثامنه.
وليس معناها أن آتي في الثامنه ثم أقوم بتبديل الملابس، ثم يجب أن أقوم بالإفطار ثم كوب الشاي ثم السيجاره.
يعني نظام (خلي اليوم يعدي)، تذكرت التعليق الدارج من الضيوف الأجانب عندما يسألون عن موعد شئ معين، ونخبرهم أنه سوف يكون موجود بعد (عشر دقائق) فيقول الضيف (هل هي عشر دقائق مصريه؟).
نعم هناك عشر دقائق زمنيه وهناك عشر دقائق مصرية، العشر دقائق المصرية يمكن أن تكون غدًا أو بعد يومين أو الإسبوع القادم.
أحبائي إن هذا "الهندي" الذي تركته وأنا بداخلي سيل من الأغاني الحماسيه، من عينة أنا مصري وأبويا مصري والمصريين أهما، هو رسول من بلاده يعطي إنطباع عن تكويننا وتصرفاتنا، وصورة ينظر إليها العالم إلى المصري (مَنْ هو؟)
ليتنا نتزاحم على أن نكون في هذه الصوره المشرفه.
هناك عيون ترصد تصرفاتنا وسلوكياتنا من بعيد يجب أن نواكب العصر ونلحق بقطار الزمن من أجلي، ومن أجلك، ومن أجل أجيالنا القادمة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9533&I=252