د. ماريانا يوسف
كتبت: ماريانا يوسف – خاص الأقباط متحدون
نظم المركز الكاثوليكي للآباء الفرنسيسكان حفل تكريم للفنان محمد صبحي عن رحلة عطائه السينمائي والتليفزيوني والمسرحي وعن مشواره الفني الذي بدا منذ ما يربو من 40 عامًا.
تحدث صبحي عن بداياته بمعهد التمثيل حيث كان يقدم خلال سنوات دراسته الأعمال التراجيدية، كما أنه تذكر ارتباطه بقاعة المركز الكاثوليكي حيث قدم على خشبة مسرحها في بداياته مسرحية "هاملت" والتي سعد بتقديمها جدًا بهذا المكان العريق، ولأنه يعشق ذلك العمل العالمي "هاملت" فقد قدمها مرة أخرى بعد أن صار بطلاً ولكنه يعتب على التليفزيون المصرى لأنه لا يذيعها.
و سرد صبحي ذكرياته عن أعماله الفنية التي قدمها طيلة أربعون عامًا، ووصف ذاته أنه يصر أن ينشئ تيارًا السباحة فيه عكس التيار السائد وتحتاج لصنع درجات من السلم تنبى على رؤى فكرية محددة وذات هدف.
كما عبر عن استيائه لهدم دار الأوبرا المصرية بالعتبة وتحويله لجراج للسيارات بينما كان مفخرة للعالم أجمع حينئذ، حيث نفى عن الخديوي اسماعيل تهمة نهب أموال وممتلكات الشعب المصري، موضحًا أن كل ما بناه الخديوي اسماعيل تركه لأبناء مصر وأن من يسرق أموال الشعب بحق هو الذي ينهب الأموال دون وجه حق ويسافر بها للخارج.
وعن فكرة "المسرح للجميع" التى تبناها صبحي منذ عدة سنوات قال أن الهدف منها هو تمكين فئات الشعب من ذوي الدخول المحدودة أو المتوسطة من متابعة المسرح، حيث تراوحت سعر التذكرة في ذلك المشروع من 100 إلى 10 جنيهات أي أقل من سعر تذكرة السينما.
أما عن حال المسارح بمصر فقد عبر صبحي عن أسفه لأن مصر خسرت خلال سنين قليلة مضت حوالى 28 مسرحًا بالقاهرة و5 مسارح بالإسكندرية بعدما كانت مصر تملك أفضل المسارح على الإطلاق، وذكر أنه قد أنشأ مسرح أسماه بـ"نيو أوبرا" في ذات المكان الذي كان عليه كازينو صفية حلمي بميدان الأوبرا وقدم عليه مسرحيات مشروع السينما للجميع ولكنه تعرض للهدم بعد 3 سنوات من قبل أصحاب الأرض لإقامة مول تجاري.
وقال صبحي عن مسرحيته الجديدة التي يتمنى خروجها للنور "خيبتنا" أنه استوحى فكرتها من الكتاب الأمريكي "نهاية البشرية"، والتي تدور حول فكرة الحرب البيولوجية وكيف أن حرب الجينات والاستنساخ هي الحرب العالمية القادمة والتى تنبأ بنهاية البشرية، حيث اصبح العالم الأوروبي والأمريكي يتاجر بالفيروسات بينما نفكر نحن في التفاهات.
وعن مدينة سنبل الفنية قال أنها مغامرة حيث رأيت أن أقيمها على الصحراء، فكيف لي أن أنادي الشباب بتعمير الصحراء وأنا لا أفعل ذلك؟ ولكنى مشكلتي حاليًا أن الدولة تنوي هدمها لأنها تطالبني بإعادة تقييم قيمة الأرض من جديد مما يعني أن حلمي ذلك سيموت، وكنت أود أن أموت أنا وأنا مطمئن أن بلدي ستحمي حلمي وتصونه، لأن مشروع سنبل يهدف لرعاية الأيتام وأطفال الشوارع وتعليمهم الفنون الراقية والباليه والفنون المسرحية وهو مشروع لا يقبل التبرعات ولا يتبع الشئون الإجتماعية.
وذكر صبحي في نهاية كلمته أنه لو لم يكن ممثلاً لحلم أن يكون مدرسًا يرعى الأجيال وينشئهم على القيم والأخلاق، وعلق صبحي على ضعف الرواتب في مصر.
وقال أتمنى لو أن الحكومة تجعل أعلى ثلاث أجور في مصر لثلاث فئات:-
المدرس لأنه يربي أجيالاً، ورجل الشرطة "العسكري" حتى لا يستغل سلطته وصلاحياته خطأ، ورجل القانون حتى يحكم دومًا بالعدل، فعلى أكتاف هؤلاء الثلاثة تُبنى أمة على أخلاق وبغير فساد أو نزاعات.
وفي نهاية اللقاء سلم الأب بطرس دانيال وكيل المركز الكاثوليكي المصري للسينما ومدير قاعة النيل للآباء الفرنسيسكان درع المركز للفنان محمد صبحي متمنيًا له دوام النجاح والتوفيق.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9593&I=253