جرجس بشرى
• القمص متياس نصر منقريوس: أقول وعلى مسئوليتي أن وفاء قسطنطين حية وقد رأيتها قريبًا مع نيافة الأنبا بيشوى في أحد المؤتمرات بأبو تلات، كما أن الكنيسة لم تخطف وفاء قسطنطين كما يدّعي البعض بل أن الأمن هو الذي سلمها للكنيسة، فكيف تخطتفها الكنيسة وهي كانت في يد أمن الدولة، كما أن وفاء قسطنطين أعلنت رأيها في المحكمة أمام النيابة وقالت: "أنا وُلدت مسيحية وها اعيش مسيحية وسأظل مسيحية"، واللي زعلان من كدة يروح يُكذّب شهادة النيابة!
• الناشط الحقوقي ممدوح رمزي: هناك مُخطط لأسلمة الفتيات القبطيات وخاصة القاصرات في مصر، بدليل أن السعودية وبعض دول الخليج ترصد مبالغ طائلة تدفعها لجمعيات وجماعات سلفية بمصر لإتمام هذا المُخطط، كما أن الأمن المصري يُساهم ويعاون بشكل كبير وواضح في هذا المُخطط.
• القس رفعت فكري سعيد: غياب الرعاية الكنسية تُعد سببًا من أهم الأسباب التي تجعل الفتاه مثل القشة التي في مهب الريح، لأنها غير مُحصنة بالتعاليم والقيم المسيحية، كما أن هناك جزءًا كبيرًا من المسئولية يقع على كاهل الأسرة، فالأسرة التي لا تغرس في أولادها الفضيلة والقدوة وخوف الله ممكن أن تتوقع من أولادها أي شيء وممكن أولادها يساقوا وراء أي تعاليم أو طرق خاطئة.
• هاني عزيز الجزيري: لو عاقبت الحكومة شابًا وأحدًا ممن يرتكبون مثل هذه الجرائم لما تكررت حالات الإختفاء.
تحقيق: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
كثرت في الفترة الأخيرة حوادث اختفاء الفتيات المسيحيات، وقد لوحظ أن معظم هؤلاء الفتيات قواصر، وهناك من يُرجع أسباب اختفاء هؤلاء الفتيات إلى وجود مؤامرة أو مُخطط تقف وراءه جماعات إسلامية سلفية ممولة يستهدف الفتيات القبطيات لأسلمتهن، بل أن هناك من قال أن المؤسسة الدينية الإسلامية تشجع هذا الإتجاه، ولقد رأت صحيفة "الأقباط متحدون الإليكترونية" أن الضرورة قد أصبحت مُلحة الآن أكثر من أي وقت مضى لفتح هذا الملف الذي يعتبر من أكثر الملفات حساسية، للوقوف على الحقيقة ولمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحوادث والطرق المعقولة لعلاجها، ونحن إذ نفتح هذا الملف الشائك على الملأ، فسنحاول -على قدر الإستطاعة- أن نكون أكثر حيادًا وموضوعية، وقد نتطرق إلى أسباب كان من المحظور سابقًا الحديث عنها أو الخوض فيها، لأن تشخيص الداء بدقة سيجعل العلاج مُفيدًا.
وقد التقت صحيفة "الأقباط متحدون" في هذا الشأن بعدد من أبرز رجال الدين والحقوقيين للوصول للحقيقة في هذا الملف الشائك..
** بداية أكد القمص متياس نصر منقريوس "كاهن كنيسة السيدة العذراء والبابا كيرلس بعزبة النخل، ورئيس تحرير مطبوعة الكتيبة الطيبية" أن اختفاء الفتيات المسيحيات له أسباب تتعلق بالأسرة التي قد يكون بها نسبة من التفكُك، كما أن الموضوع له علاقة بالكنيسة كالتقصير في الرعاية أو الإفتقاد أو الزيارات أو العمل الفردي، ولكن هذين السبيين ليسا هما السببين الوحيدين أو الرئيسيين، لأنهما موجودين غالبًا من سنوات طويلة، أما ما جد على الساحة الآن فهو مجموعة أشياء أولها أنه لا بد أن نعترف بأن هناك ثقافة إسلامية أو مناخ إسلامي سائد في الإعلام والشارع يُشكك في الإيمان المسيحي والكتاب المقدس، وهو ما يُشكك البسطاء وضعاف الإيمان في الإيمان المسيحي، وخصوصًا الفتيات اللواتي يُعانين من الفقر العاطفي والفقر المادي خاصة في المرحلة العمرية التي تقل عن 20 سنة، وهي مرحلة حساسة عند الفتاه وتتسم بالعاطفة.
وقال منقريوس: بجانب الإعلام والمناخ الإسلامي السائد يجب أن نعترف أيضًا بأن الفقر الإجتماعي وعدم وجود فرص عمل تجعل كثير من الفتيات يعملن بالمصانع أو يعملن عاملات، وهؤلاء الفتيات يحدث لهن نوع من التغرير، وواحد هنا ممكن يقولك أن البنت مشت بمزاجها مع الولد، هذا صحيح مشت بمزاجها، ولكن من الذي صنع هذا المزاج؟ فالذي يحدث أن الفتاة هنا قد حدث لها نوعًا من التغرير ونوعًا من الإغراء يجعلها تصل لهذه المرحلة.
وحول هل هناك مؤامرة وراء إختفاء الفتيات القبطيات؟ قال القمص متياس: لا أستطيع أن أقول هنا أنه توجد مؤامرة على مستوى الدولة ولكن أقدر أقول لك أن هذا المُخطط موجود على مستوى جماعات سلفية أو جماعات ممولة من دول خليجية، مع وجود سلبية من الدولة أو بعض الموالسة من قبل الجهاز الأمني الذي أصبح مُخترق من قِبل بعض التيارات السلفية، فكثيرًا ما يتستر رجال الأمن على فتاة مسيحية ويحمي شاب مجرم، وأوضح منقريوس أنه لا أحد يستطيع أن يخطف قطة ولكن ما يحدث أن يقوم الشاب بعمل نوع من التغرير والإغراء للفتاة إلى أن تستسلم وبعد ذلك يأخذها.
وعن الأصوات الإسلامية المتطرفة التي تتهم الكنيسة بخطف الفتيات اللواتي تحولن إلى الإسلام وإيداعهن في الأديرة أو قتلهن ضاربين المثل بحالة وفاء قسطنطين الذين ما زالوا ينادون بأنه تم قتلها في أحد الأديرة! أكد القمص متياس على أن وفاء قسطنطين ما زالت حية إلى الآن وقال: لقد رأيت وفاء قسطنطين بعيني من وقت قريب مع نيافة الأنبا بيشوى في أحد مؤتمرات أبو تلات، كما أن الكنيسة لم تخطف وفاء قسطنطين كما يدّعي البعض بل أن الأمن هو الذي سلمها للكنيسة، فكيف تخطتفها الكنيسة وهي كانت في يد أمن الدولة، كما أن وفاء قسطنطين أعلنت رأيها في المحكمة أمام النيابة وقالت: "أنا ولدت مسيحية وها اعيش مسيحية وسأظل مسيحية"، واللي زعلان من كدة يروح يُكذّب شهادة النيابة!
** كما أكد الناشط القبطي ممدوح رمزي على أن هناك مُخططًا لأسلمة الفتيات القبطيات وخاصة القاصرات في مصر، بدليل أن السعودية وبعض دول الخليج ترصد مبالغ طائلة تدفعها لجمعيات وجماعات سلفية بمصر لإتمام هذا المُخطط، كما أكد رمزي أن الأمن المصري يُساهم ويعاون بشكل كبير وواضح في هذا المُخطط.
وقال رمزي أن جهاز أمن الدولة قد تم اختراقه من قِبل الوهابيين والجماعات الإخوانية والسلفية، وأن الجهاز الأمني على علم بأماكن الفتيات القبطيات المختفيات.
وعن وسائل استقطاب الفتيات القبطيات التي من الممكن أن تلجأ إليها هذه الجماعات قال رمزي: مُمكن هذه الجماعات ترمي شاب مُسلم في طريق الفتاه المسيحية أو تقوم بإغراء الفتاه بالمال أو بوظيفة بوظيفة، خاصة وأن هؤلاء الفتيات سهل التأثير عليهن في هذه السن الصغيرة حيث أنهن قاصرات ولم يبلغن السن القانونية بعد، وممكن يتم استدراج الفتاة وتصوير في أوضاع مُخلة بالقوة والضغط عليها بهذه الصور أو الأفلام فتستسلم ولا تعود إلى أهلها، أو بعض ما يضيعوها تقول البنت في نفسها خلاص ما ينفعش أرجع البيت أعمل أيه بعد الفضيحة، وأكد رمزي أن هذه الأمور تحدث سمع وبصر الأمن، وييجي الأمن يقولك دي ماشية بمزاجها، وتساءل رمزي: يعني إيه هي رايحة بمزاجها وهي لم تبلغ سن الرضا؟
وأوضح أن هذه الجرائم التي تحدث بحق الفتيات القبطيات القاصرات تندرج تحت جرائم قانون العقوبات، حيث أن معظم حالات الإختفاء تتم بالخطف والتحايُل وللأسف النيابة العامة تتجاهل هذه الجرائم لأنها مُخترقة أيضًا من قبل جماعات وهابية سلفية بقولها أن الفتاة بتروح للشاب المسلم بمزاجها!!
وأضاف: في هذه الموضوعات بالذات لا يتم إعمال القانون الذي يؤثم هذه الجريمة ولا يُقدم الشاب الذي اختطف الفتاة إلى المحاكمة، مع أنه ارتكب جريمة خطف أنثى وتحايُل، وللأسف الأمن يتستر على هذه الجرائم.
وأضاف رمزي أن موقف الكنسية سلبي في مثل هذه الجرائم كما أن غياب رعايتها وافتقادها للأسر قد تؤدي تساهم في حدوث مثل هذه الجرائم.
كما حّمَلِ رمزي أسرة الفتاة المسئولية في هذا الشأن وقال أن تقصير الأسرة في رعاية ومتابعة وإرشاد الفتاة يساهم بدور كبير في حدوث مثل هذه الجرائم، وطالب رمزي بتطبيق القانون بشكل جاد وحاسم في هذا النوعية من الجرائم التي تعتبر مؤثمة جنائيًا، ولكنه قال: للأسف ما دامت البنت قد دخلت للإسلام فأنهم لا يطبقون القانون على من قام باختطافها وأسلمتها.
** ومن جانبه أوضح القس رفعت فكري سعيد "راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا" أنه لا يمكن القول بأن كل حالات اختفاء الفتيات القبطيات تتم وفقًا لمُخطط تقوم به جماعات دينية، لأن هناك حالات تكون بسبب قصص حب وغرام بين فتاة مسيحية وشاب مُسلم، خاصة وأن الفتاة القاصر في هذا السن تحديدًا "سن المراهقة" تكون العاطفة عندها زائدة.
وأكد فكري أن غياب الرعاية الكنسية تُعد سببًا من أهم الأسباب التي يجعل الفتاه مثل القشة التي في مهب الريح، لأنها غير مُحصنة بالتعاليم والقيم المسيحية، كما أوضح أن هناك جزءًا من المسئولية يقع على كاهل الأسرة في هذ الشأن، فالأسرة التي لا تغرس في أولادها الفضيلة والقدوة وخوف الله ممكن أن تتوقع من أولادها أي شيء وممكن أولادها يساقوا وراء أي تعاليم أو طرق خاطئة، وبالتالي فالبيت مسئول بشكل أساسي عن التربية الصحيحة، كما أكد فكري على أنه لو أن هناك تعاليم ورعاية في الكنيسة وتربية في البيت ما كانت تنزلق الفتاه للثقافة المتطرفة والمناخ المتشدد السائد الذي يشكك في عقائد المسيحيين أو الدراما التي تقدم العلاقة غير السوية بين شاب مسلم وفتاه مسيحية على أنها شيء طبيعي وعادي وبيحصل ويمر دون مساءلة أو عقاب.
وعن وسائل استقطاب بعض الجماعات و/أو الجمعيات السلفية الوهابية لأسلمة الفتيات القبطيات بتزويجهن من مسلم قال فكري: من هذه الوسائل اللعب على مشاعر الفتاة وعواطفها، لدرجة أن تتورط في خطية جنسية مع شاب مسلم وبعدها يقوم هذا الشاب بابتزازها بعد ذلك، أو تصويرها صور جنسية وابتزازها بها وتهديدها بفضحها فترضخ له.
وعن دور الجهاز الأمني المصري في هذه القضية قال فكري أنه يجب أن يتعامل الجهاز الأمني مع هذه القضية من منظور قانوني بحت بعيدًا عن فكرة الإنحياز للأغلبية، ولا يجب أيضًا أن يتستر الأمن على الشاب المسلم ولا على مكان الفتاة، كما أوضح فكري أن نسبة وجود مؤامرة أو مخطط لإستهداف الفتيات القبطيات القاصرات يمكن أن يصل إلى 30%، والباقي ناجم عن تقصير الأهل والكنيسة وعوامل إجتماعية صعبة كالتفكك الأسري والفقر والجهل، مُطالبًا الكنيسة برعاية الأسر الفقيرة والمحتاجة روحيًا وماديًا.
وعن الإتهامات التي يروجها المتطرفون والمتشددون الإسلاميون بخطف الكنيسة لـ"وفاء قسطنطين" وإشاعة قتلها بأحد الأديرة واتخاذ هذا الحادث كمبرر لخطف الفتيات القبطيات وأسلمتهن قال فكري: وفاء قسطنطين رجعت بنفسها وبإرادتها الحرة للكنيسة ولم يجبرها أحد على المسيحية، وقال: على من يروجون شائعات بمقتل وفاء قسطنطين أن يقدموا الدليل على قتلها، وتساءل فكري: كيف تختطفها الكنيسة وهي كانت في يد الأمن؟! وهل كان الأمن سيترك الكنيسة لو قامت باختطافها؟!.. فهذا الكلام الذي يروجه المتشددون عن مقتل أو اختطاف وفاء قسطنطين غير منطقي بالمرة وغير صحيح.
** أما هاني عزيز الجزيري "رئيس مركز المليون لحقوق الإنسان والمتحدث الرسمي لحركة أقباط من أجل مصر" فقد قال أن حالات اختفاء الفتيات القبطيات ترجع إلى سببين مهمين، أولهما البيت الذي يقصر في متابعة الفتاة ومعرفة من هم أصدقائها وصديقاتها ومواعيد رجوعها من المنزل، وعدم تربية الأسر للفتيات بطريقة سلمية تراعي احتياجاتها النفسية والمادية والروحية، كما أن افتقاد الآباء لبعض المبادئ والقيم ينتج عنه تفكك للأسرة.
كما أوضح الجزيري أن تقصير الكنيسة عن أداء دورها الروحي الواجب تجاه الأسر المسيحية يُعد واحدًا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه الحالات، وقال على الكنيسة أن تزود من عدد الكهنة التي تفتقد الأسرة، وعليها أن تحاسب المقصرين الذين يقصرون في حق هذه الأسر، وقال انه ليس من غير المعقول أن يقوم كاهن بإفتقاد 500 أو 1000 أسرة بمفرده، مُطالبًا برسامة عدد كبير من الآباء الكهنة للافتقاد فقط لكي يتم افتقاد ومتابعة الأسر وحل مشاكلها بشكل جيد وبطريقة أسرع، وقال يجب أن يكون هناك كاهن لكل 50 أسرة على الأكثر حتى يتسنى له متابعتها بدقة وحتى يمكن أن يُسأل عنها في حالة التقصير.
وقال الجزيري أن التغرير بالفتيات القبطيات من قبل بعض الجماعات التي تمول من دول الخليج يعد واحدًا من هذه الاسباب، مشيرًا إلى أن الفتيات في هذا السن الصغير يمكن التغرير بهن وإغرائهن سواء بالمال أو بالعاطفة.
وفي ذات السياق انتقد الجزيري عدم ردع الحكومة المصرية للشباب المسلم الذي يقوم بالتغرير بهؤلاء الفتيات ثم الزواج منهن وبعد ذلك أسلمتهن، وقال أنه لو عاقبت الحكومة شابًا وأحدًا ممن يرتكبون مثل هذه الجرائم لما تكررت حالات الإختفاء، كما أنتقد الدور السلبي للأمن في هذا الشأن الذي قال أنه يعرف مكان توجد هؤلاء الفتيات ويتواطئ في ذات الوقت مع الشاب الذي غرر بالفتاة.
وقال على الكنيسة أن تهتم برعاية الأسر الفقيرة والمحتاجة وتهتم بإفتقاد الأسر ومُتابعتها، كما يجب على الدولة أن تطبق القانون بحسم في هذه الجرائم وعلى الجميع.
وناشد الجزيري الأسر المسيحية بأن تهتم بمتابعة الفتيات ويغرسون فيهن القيم والمبادئ والتعاليم المسيحية وأن يراعوا احتاجاتهن النفسية ويشملوهن بحنانهم وعطفهم حتى لا يبحثن عن هذا الحنان خارج المنزل.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9599&I=253