د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك
يؤسفني أن تكون أول مقالاتي التي أشرف بنشرها في موقع "الأقباط متحدون" أكتبها إليكم (أيها القراء الأعزاء)، من فوق فراش المرض وكأن المرض في بلادنا إرتبط بالنقل. فنحن في بلادنا، لدينا هزار القطارات وده -بيني وبينكم- هزار تقيل بيودي للآخرة، وعندنا "هزار الأوتوببيسات" وده ما أحكيلكمشي عنه، لإني مجربه؛ وبسببه نايم على السرير بَعِد النجوم إللي في السقف، وزادت رجلي مسمارين وشريحة، أصل الأوتوبيس عدى على رجلي بعد ما وقعني عشان الباشا السواق مستعجل، يلحق يرجع المَوقف يتابع "فاعليات المؤتمر العام للحزب الوطني".
طبعًا مش عشان هو عنده وعي سياسي، ولكن تلاقيه قال "إني يمكن لو رجعت بدري وبقيت موجود من أول المؤتمر يمكن ياخدوني وزير للنقل بدل الراجل إللي إستقال".
وحكاية الراجل إللي إستقال دي، حكاية تانية بيقولوا إن السبب الحقيقي في الإستقالة، إللي تقدم بها إنه إكتشف (إن حادث العياط حادث مدبر من أعز أصدقاؤه، وزيرالزراعة إللي كان بيجيب له اللحمة واللبن الطاظة، ولما إختلفوا على سعر كيلو اللبن يوم حادث قطار العياط، الصبح زعل وزير الزراعة أوي وقال له صدقني ما أنا مأكلك تاني لحمة نضيفة، فالراجل إنزعج، وحاول يفهمه إن المشكلة مشكلة فكة وقال له إستنى، التاني ما إستناش وطلع جري على العياط عارف إنها قرية مبروكة في كل حوادث القطارات وبتيجي معاها بالزوفة، وإتفق مع فلاح يسرب له أسمدة مقابل يضحي بجاموسته ويعديها قدام القطر توقفه، وفعلاً الفلاح ما صدق وضحى بالجاموسة مقابل مجزي -بيني وبينكم- وعارفين إنتم الباقي، فحصلت الحادثة الكبيرة وحس الفلاح بعقدة الذنب، وراح إعترف لمحمد بيه منصور، فإنكسرت نفس الراجل إللي كان في "البيت بيتك" ليلة الاستقالة بيحلف بأغلظ الأيمانات إنه مش مستقيل، وقرر الإستقالة عشان مش حايقدر يتواجه مع صديقه إللي باعه علشان نص جنيه).
بيني وبينكم كمان الحكاية ما وقفِتشي عند كده، الموضوع كبر أوي لأن لما إستقال الوزير، إكتشفت الناس إن الوزير كمان ممكن يستقيل، وهما إللي كانوا فاكرين إنه متجوز مصر "جواز كاثوليكي" مش الموضوع خطوبة، وإكتشفوا بكده إن في مصر (ثلاث أنواع من الزيجات)، زواج غير شرعي (وهو زواج المال بالسلطة، وزواج الوزراء وده بيبقى في حكم الخطوبة، وجواز تاني هو بس إللي كاثوليكي؛ ما بيطلعشي بالطبل البلدي لكن ممكن يتجدد له بس).
وطبعاً حضرتكم عرفتم إن الحكاية طبلت على الكل، بعد المصيبة بتاعة العياط، وإستقالة الوزير، الناس كلها طلعت تقول حايحصل "تغيير وزاري" وبقى الكل في مهب الريح، وكل وزير ماسك في كرسيه، وفيه منهم إللي رَوح بيه البيت زق، وساب العربية. وواحد تاني نيمه جنبه على السرير، وبسبب الحكاية دي، ضرب خناقة مع مراته إللي غارت من الكرسي، وربنا يرحمنا جميعًا برحمته وخليكم زي ما إنتم لغاية ما نعرف مين إللي حايتغير في التغيير الجاي.
ماجستير تاريخ
meanamallak@gmail.com
http://www.copts-united.com/article.php?A=9671&I=255