الوطن
«بان»: العلاقة بين «الحرية والعدالة» و«العدالة والتنمية» لتحجيم المشروع الشيعى
قال أحمد بان، الباحث السياسى فى الحركات الإسلامية، إن الصراع السُّنى الشيعى القائم الآن فرض على حزب الحرية والعدالة، وتنظيم الإخوان، تقاربا سياسيا مع حزب العدالة والتنمية التركى، برعاية أمريكية، لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط ومواجهة المد الإيرانى وإدخال الإسلاميين فى حظيرة الأمريكان للحفاظ على المصالح الإسرائيلية والأمريكية فى المنطقة.
وجاء تقارب «الحرية والعدالة» مع «العدالة والتنمية» بعد وصول الإخوان للحكم، خصوصا بعد نجاح رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركى، فى النهوض اقتصاديا ببلاده، وأقدم الإخوان على عقد شراكة اقتصادية مع حزب أردوغان، ووافقت تركيا على إنشاء مدينة صناعية فى مدينة 6 أكتوبر برأس مال مليار دولار، إلى جانب شراكات أخرى، فى الإسكندرية وكفر الشيخ فى مجال تدوير القمامة وتنظيف الشوارع والاستفادة من الطاقة الشمسية وإنشاء عدد من الشركات بالمنطقة الحرة، والغزل والنسيج، ومجال الاستصلاح الزراعى، وبناء المدارس.
واستقدم «الحرية والعدالة» خبراء من أجل الانتهاء من مشروع النهضة الذى أعلن الإخوان عن تدشينه من أجل نهضة البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، فضلا عن استقدام خريطة طريق الحزب التركى حتى عام 2023، التى وضعها أردوغان، للاستفادة منها فى التجربة المصرية.
ورفض «بان» اعتبار حزب العدالة والتنمية التركى جزءا من التنظيم الدولى للإخوان، خصوصا أنهم خارج التنظيم منذ عام 2000، مشددا على أن حزب «السعادة» التركى هو القريب تنظيميا من الإخوان وأحد أذرع تنظيمها الدولى.
وقال الباحث السياسى إن تجربة أردوغان مختلفة عن تجربة الإخوان المسلمين، خصوصا أن رئيس الوزراء التركى استقال من حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان القيادى الإخوانى، وأنشأ حزبا سياسيا بعيدا عن وصاية التنظيم الإخوانى وتمتع بقدر كبير من البراجماتية السياسية والقدرة على التعامل مع المفاهيم الدولية والمصالح الإقليمية على عكس الإخوان.
وأضاف أن حزبى أردوغان و«الحرية والعدالة» ينطلقان من خلفيتين سياسيتين مختلفتين وليستا متفقتين، فأردوغان خارج من التنظيم وكانت الجماعة تروج له قبل وصولها الحكم باعتباره يمثل المشروع العلمانى وليس المشروع الإسلامى خلاف ما يحدث الآن، وأوضح أن خطاب الإخوان قبل وصولهم للحكم كان يختلف عن الخطاب الذى يتبنونه بعد الوصول إليه، فأصبح أكثر اعتدالا، فى ظل رغبة التنظيم كسر حالة الاستقطاب والجمود القائمة فى العلاقات الدولية وخوفها من العزلة السياسية.
وشدد «بان» على أن الصراع السنى الشيعى القائم فى بلاد الشام الآن فرض على الحرية والعدالة التقارب السياسى مع العدالة والتنمية التركى برعاية أمريكية لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط وإدخال الإسلاميين فى حظيرتهم، والحفاظ على المصالح الإسرائيلية والأمريكية.
وقال إن رغبة أمريكا فى تحجيم الدور الإيرانى وتهيئة المناخ للسُّنة فى قبول دور أمريكا الجديد فى المنطقة، هو الأمر الذى يدفع الحرية والعدالة إلى ذلك التقارب، مشيراً إلى أن العلاقة بين الطرفين لا علاقة لها بالشأن الداخلى بقدر ما هى تقارب من أجل المصالح الخارجية لكل دولة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=97193&I=1554