ماريا ألفي إدوارد
كتبت: ماريا ألفي - خاص الأقباط متحدون
في حلقة أمس من برنامج "نأسف للإزعاج" على قناة دريم 2 تم نقاش بعض القضايا الخاصة بالأقباط كعقد المؤتمرات في الخارج، وما هو دور أقباط المهجر، وهل يحملون أجندة سياسية غربية أم هم يعملون لصالح أقباط الداخل وأن أقباط الخارج جزء أصيل من الشعب المصري؟؟، ولذلك قام البرنامج باستضافة كلاً من الكاتب السياسي جمال أسعد والمستشار نجيب جبرائيل.
حيث صرح السيد جمال أسعد أنه يدعو كل الأقباط إلى الهجرة من الكنيسة، موضحًا أنه من خلال المناخ الطائفي الذي يفرز وينتج أرضية التفرقة بين مسلم ومسيحي ونتيجة لحدوث بعض الاضطرابات خلال فترة الثمانينات والتسعينات بسبب الإرهاب والمشاكل التي حدثت للأقباط، فقرر الأقباط أن يهاجروا إلى الكنيسة وأصبحوا في حالة عزلة سياسية، مؤكدًا على أنه يجب أن تحدث الآن هجرة عكسية وتكون للكنيسة دور روحي وديني فقط دون وجود دور سياسي لها، لأن الكنيسة عندما تتحدث عن مشاكل الأقباط فهذا يحولها من مشاكل سياسية إلى مشاكل طائفية.
وأوضح أن القضية القبطية هي قضية مواطنون مصريون يجب أن تمثلها الدولة، ولكن الدولة أصبحت عاجزة عن استيعاب مشاكل الأقباط بل تنازلت في ذلك للكنيسة وأن الدولة تشجع الكنيسة على هذا التدخل.
كما أشار أنه في ظل المناخ الطائفي الموجود حاليًا أصبح في المجتمع المصري حالة من التدين الشكلي والعبادة الشكلية، وهذا يخص المسلمون والمسيحيون حيث أن السلوك يخالف ويتناقض مع المبدأ الديني، وأكد على ضرورة معالجة الخطاب الديني.
وصرح أن البابا شنودة وهو راهب وزاهد في الحياة ولكن نتيجة لشخصيته وأنه يملك كاريزما كبيرة وسط الناس فلذلك له تأثير كبير عليهم، ولذلك لا يجب على البابا أن يتدخل في الأمور السياسية، موضحًا أن البابا شنودة هو أب روحي لكل المسيحيين ولا يجب عليه أن يتدخل في السياسة لأن ذلك يضر الكنيسة والأقباط بل الوطن بأكمله.
كما أعلن أن البابا له تطلعات معينة ويستغل الكنيسة لصالحه وأن النظام المصري صامت عن هذه التجاوزات، وأوضح ذلك قائلاً: إن البابا دوره روحي وديني ولكن عندما يتدخل في الأمور السياسية ويمارس دور أنه يمثل جميع الأقباط سياسيًا فهذا ليس في صالح الأقباط، وان البابا عندما كما يتدخل في أي نزاع تتم التهدئة فقط دون أن تحل المشكلة وهذا ليس في صالح الأقباط.
وأوضح أن البابا يستغل الكنيسة لصالحه حيث يتم الخضوع لوجهة نظره من قبل الدولة وأن البابا يتكلم باسم جميع الأقباط، وأكد أن البابا عندما يدخل في السياسة فقد دخل في الممنوع، وأشار إلى أن النظام صامت عن هذه التجاوزات، وأكد أنه يجب أن تكون هناك مواطنة فكيف تتم المواطنة والبابا يتكلم باسم الأقباط جميعًا؟؟
ولكن كان للمستشار نجيب جبرائيل رأي مخالف، إذ أوضح أنه بكلام الأستاذ جمال أسعد عن البابا أنه رجل راهب وزاهد في الحياة وعلى الجانب الآخر يصرح بأنه له تطلعات فهذا كلام مخالف ومتناقض، أما بالنسبة لمسألة أن البابا يستغل الكنيسة لصالحه فأوضح أن الكنيسة لها مؤسسات داخلية من مجلس ملي ومجمع مقدس تحكمها ولذلك لا يمكن أن يكون هناك استغلال من قبل البابا، وأشار إلى أن الدولة ولها كل الاحترام لها أجهزتها وتستطيع أن تستطلع الأمور، مؤكدًا أن الدولة عندما تجيب للكنيسة متطلباتها لا يعتبر هذا تجاوزًا بل هذا لاعتقاد الدولة بأنها تأخرت كثيرًا عن العهود السالفة لأقباط مصر، كما أكد أن البابا له الحق في التعبير عن رأيه والدستور يكفل له هذا.
كما أوضح أخيرًا في هذه المسالة أن الدولة عندما تصرح ببناء كنيسة أو ما إلى غير ذلك فهذا لا يعد تجاوزًا وإنما تعمل لذلك لتأصيل حقوق الأقباط.
أما بالنسبة لمسألة مؤتمرات الأقباط فأشار السيد جمال أسعد إلى أنه ليس ضد مؤتمرات الأقباط للدفاع عن مشاكلهم، ولكنه أكد أنه يجب أن تكون لها آليه مصرية ولا تُعقد في الخارج، موضحًا أن مؤتمرات الخارج تشكل خطورة كبيرة حيث أن قانون الحماية الدينية الذي أصدره الكونجرس الأمريكي عام 1998 يحدد أن أي أقلية دينية تُضطهد من الحكومات ويكون هذا الاضطهاد منظمًا فلأمريكا حق التدخل لحل مثل هذه المشاكل، وأوضح أن مؤتمرات الأقباط في الخارج تعطي الفرصة للتدخل في شئون مصر من قبل أمريكا.
ولكن المستشار نجيب جبرائيل اعترض على هذا قائلاً أن المؤتمرات حينما تُعقد في الخارج فتكون لمواطنين مصريين ولا يكون فيها أي مدعو أجنبي، وأوضح أن في الخارج مساحة للحرية أكبر عن المساحة الموجودة في مصر وأن لو مصر سمحت باحتضان الأقباط فيها لما لجأوا إلى عمل مؤتمرات في الخارج، مؤكدًا أن المكان ليس هو الفيصل سواء إذا كان في مصر أو خارجها.
أما فيما يخص أقباط المهجر فصرح السيد جمال أسعد أن أقباط المهجر ليس جميعهم "خونة" ولكن هناك مجموعة قليلة وهي المجموعة صاحبة الصوت العالي والتي تلتجئ إلى أجندة غربية، موضحًا أنه ليس ضدهم ولكنه القضية في الأجندة التي يتحدثون بها، كما أكد أنه ضد أي عمل أهلي يمول من الخارج وأن أقباط المهجر يلجأون في مؤتمراتهم إلى تمويل خارجي مما يمثل أداة للتدخل الأجنبي في شئون مصر في أي وقت، وأوضح أن قانون الحماية الدينية يعتبر أداة للتدخل.
بينا أوضح المستشار نجيب جبرائيل أن أقباط المهجر جزء أصيل من النسيج المصري ومهمومون بمشاكل مصر، وأشار إلى أن الحزب الوطني في انعقاد مؤتمره السادس دعا 31 شخصية نصفهم من أقباط المهجر، وأكد على أن جموع أقباط المهجر شرفاء ويطالبون بنفس المطالب التي يطالب بها أقباط الداخل، وصرح أنه يعترض على لفظ أقباط المهجر بل هم الأقباط المقيمون في الخارج وأن أقباط الخارج والداخل مكملين لبعضهم بعضًا ومكملين لشعب مصر.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9783&I=257