بلد لا يملأ عيونها إلاّ الدود!!

نبيل المقدس

بقلم: نبيل المقدس

بعد مذبحة القلعة الثانية والتي تُسمي بمذبحة الخنازير، وبالرغم من النصائح التي قِيلت والمنتديات التي انعقدت بأن هذه المذبحة سوف لا تمنع مرض إنفلونزا الخنازير (كما يحب أن يطلق عليها المسلمون والعرب بهذا الإسم) من الإنتشار، وكأنهم بهذه المذبحة قد قتلوا الشعب اليهودي بأسره لأن منهم قردة وخنازير واعتبروها بمثابة الحرب الأخيرة القاضية لليهود, نجد أن أصحاب القرار قد وقعوا في شرك عظيم إلى الآن لم يستطيعوا الخروج منه حتى بالطبل البلدي.. وبالرغم أن العقلاء والحكماء القليلين أخطروهم بخطورة الموقف بأنها سوف تواجه أزمة حادة في التخلص من القمامة, وخصوصًا نحن إلى الآن لم نطوّر عمليات إزالة القمامة, وليس هناك بديل في القضاء عليها إلاّ وجود الخنازير والتي بتربيتها يقبل عليها الشباب للعمل فيها, فكانت مصدرًا من المصادر لتخفيف الحمل على الحكومة لإيجاد أعمالاً لهؤلاء الشباب، كما كانت مصدرًا للتصدير بالإضافة إلى وجود مصانع لمنتجات اللحوم، لكن كل هذا يهون طالما تهدم أو علة الأقل تؤلم مشاعر أصحاب الزرائب لكونهم مسيحيين.

كُنا من قبل لا نسمع عن مشكلة القمامة.. كانت الأمور تسير في منتهي السهولة.. لكن الحكومة لا تريد من الشعب أن يعيش الحياة السلسة, وطمعت في الدخل الذي يدخل في جيوب جامعي القمامة, وفكرت أن تشارك معهم بالنصيب الأسد, فأوقفت جامعي القمامة وأسست شركات قطاع خاص لجمع القمامة، وباقي الحكاية معروفة لدينا جميعاً.. المهم أن الحكومة نجحت في زيادة المعاناة علة أبنائها بوضع مبالغ خيالية على إيصالات الكهرباء لتضمن نصيبها من هذه الصفقة الغريبة.

تزايدت حدة مشكلة القمامة.. ونحن لسنا الآن في صدد المسخرة التي كانت تعيش فيها القاهرة والجيزة من أكوام الزبالة والتي ما زالت موجودة في كثير من المناطق حتى الآن, وخصوصًا تجد أكوام الزبالة على كل ناصية يوميًا في كل صباح وتبقى حتى الساعة الثانية عشر عندما تأتي عربة النقل لحملها.
أي أن المشكلة ما زالت موجودة بعد مذبحة الخنازير، وانتشر مرض الإنفلونزا HI NI والخنازير في العالم الآخر. أي أنها بريئة براءة الذئب من دم إبن يعقوب.. ماذا تفعل الحكومة إزاء هذه المسخرة والتي تركزت في القمامة؟؟

أخيرًا وجدت الحكومة الحل الأمثل في فك لوغاريتم القمامة, فالتجأت وزارة الزراعة إلى استيراد (دودة استرالية) لتدوير القمامة.. وجاء هذا الخبر الغريب علينا في جريدة المصري اليوم بتاريخ 9\11\2009 العدد رقم 1975، قرأت الموضوع مرتين وثلاث مرات ولم أفهم منه شيئًا، كلها كلمات علمية غير منظمة.. وكنا مجموعة من الأصدقاء ذوي النكتة الحاضرة.. وخصوصًا هم أيضًا لم يفهموا مضمون الموضوع، كل ما عرفناه أن بتوريد 1000 مليون طن دودة عن طريق خطة لمدة خمس سنوات سوف تقوم بتدوير القمامة، طبعًا كلمة تدوير القمامة على حسب علمنا هي تحويلها إلى شيء مُفيد عن طريق مصانع وإضافة مواد كيماوية وغيرها من الأعمال العلمية والعملية سبقتنا فيها جميع بلدان العالم حتى وصلت نسبة الزبالة في اليابان الصفر، أي ليس هناك أي هالك.

عظيم جدًا أن نستورد دودة من أستراليا لها مميزات عديدة وعجيبة, فهي تدوّر القمامة (إزاي؟؟)... معرفش، كما أنها تحوّل هذه القمامة إلى سماد (إزاي؟؟)... صدقوني معرفش، والغريب والأكثر غرابة أن أحد المسئولين صرح بأن هذه الديدان لها القدرة على فلترة مياة النهر من العناصر الثقيلة.. هتقول لي ثاني إزاي ؟؟.. وغلاوتك عندي معرفش.
كنت أتصور أن بلادنا مملوءة بجميع أنواع الديدان التي خلقها الله، وعندما قرأت الخبر من الصحيفة قلت لنفسي هل الإستراليون يبيعون المياة في حارة الساقيين!!؟؟ ده كل شبر في أرضنا سوف تجد دودة خير الموجود في الطعام، وما شاء الله المِش موجود بكثرة ومملوء بالدود وهو من أشهر ديدان في العالم، وقبل أن أترككم أحب أن أقول لكم بعض التعليقات التي صدرت من الأصدقاء:

يقول أحدهم.. هم يقصدون بتدوير القمامة إنهم ينشروا الدود في أكوام الزبالة عشان يجيبوا عاليها واطيها لتجنب العفن!!

ويقول آخر.. الدود الإسترالي لو أكل القمامة هيتوحش وهياكلنا!!

ويقول ثالث.. سوف يوزعون بطاقات ديدان على الشعب للإستخدام المنزلي!!!! وهكذا..

شكرًا لكم وسوف أترككم لمدة أسبوعين لذهابي إلى الأحباء الأستاذ رؤوف رياض والأخ دانيال عبد المسيح لعمل صفقة لتوريد دود استرالي!!!

فعلاً بلد لا يملأ عيونها إلا الدود!!!

--------