أنور عصمت السادات
بقلم: أنور عصمت السادات
ما أجمل أن نحيا جميعًا في ظل محبة وإخاء وتسامح وأن نكن في ذلك بمثابة البنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، أو كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تدعي له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، فتلك هي الفضائل والخصال التي طالما نحن في أشد الحاجة إلى الإلتزام بها.
ولقد كان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 55 / 95 في الثاني عشر من ديسمبر عام 1996 بمبادرة من مؤتمر اليونسكو لعام 1995 (بإعتبار يوم 16 نوفمبر يومًاعالميًا للتسامح) من أسمى القرارات وأقربها إلى ما تبغيه النفوس، فأي مجتمع يسوده الحب والمودة تجده آمنًا مطمئنًا قليل المشكلات والأزمات يتعامل أفراده من منطلق الغاية الواحدة والمقصد النبيل والخوف على مستقبل الوطن، والحرص الشديد على الإنصياع لأوامر الغير بما يعود علينا بالنفع العام .
تلك سمات عظيمة من شأنها أن تنهض بأي مجتمع توافرت فيه تلك المميزات في ظل حكومة تدعم النهوض بالإنسان وبث كل ما هو جميل في نفوس الفرد والإنفتاح والتعاون فيما بين الشعوب بعضها البعض، بما يكفل النهل من الثقافات الأخرى بما يتوافق مع قيمنا وأخلاقياتنا، وبما يؤدي لنهضة مجتمعنا، وترك كل ما هو قبيح من أفكار ومعتقدات ونظم معيشة.
هذا وتبقى المسئولية على منظمات المجتمع المدني في بث رسالة التسامح وحرية الرأى والتعبير، والإعتراف بحق الجميع في التمتع بما له من حقوق والإلتزام بما عليه من واجبات، وتقبل العقاب عند التقصير، ودعم حرية الفكروالإعتقاد، ونبذ كافة مظاهر العنف والتمييز بين البشر، على أن يتم ذلك في إطار من المواطنة والإعلاء من القيم الرفيعة.
فالمسئولية جماعية وعلينا المشاركة شعبًا وحكومة في نشر ما يعلي من شأن مجتمعنا في ظل تنحية كاملة، وإخماد تام لنيران الحقد والضغينة من نفوسنا وأن نربي أبنائنا على المثول لهذه الأخلاق الطيبة، وهنا يأتي دور المسجد والكنيسة في ترسيخ هذه الطباع الطيبة التي تشبع بها الفرد من خلال أسرته كأول مؤسسة إجتماعية يحتك بها الفرد في حياته.
ويأتى دور البيئة المحيطة في الإلتزام بتلك المبادئ فهي وليدة المحاكاة. ويأتى دور العملية التعليمية فى بث روح التعاون والمشاركة والإنتماء والمؤاخاة والحرية بما يؤدي إلى المعرفة الدائمة والحوار الأمثل، ويكفل أنماط تعامل تقوم على الإحترام والتعاطف على أن يتم نشر هذه المثل العليا من خلال المقررات التعليمية لكافة شرائح المتعلمين، في إطار من التنسيق مع وزارات أخرى (كالإعلام) في تدعيم هذه الأخلاقيات وتفعيل قيم المحبة بجانب الإلتزام بمبادئ القانون والإيضاح البين لنماذج الأفراد والمجتمعات التي تتعامل في ظل هذه المبادئ والفارق بينها وبين الأخرى التي تنحي هذه المثل جانبًا.
وعلى الإعلام المصري أن يلقي الضوء على (يوم التسامح العالمي) بما يكفل تكوين وعي عام بأهميته وبما يتيح مناقشات جادة حول المفاهيم المرتبطة بالحياة الإجتماعية الخالية من العبث والفساد، والداعمة لمجتمع أفضل يتعامل أفراده من خلال الوعي بأهمية الإلتزام بتلك القيم في أن يعيشوا حياةً كريمة تخلو من أي شائبة تعكر صفوها أو تكن حائلاً في مسيرة تقدمها وإزدهارها.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9897&I=260