جاك عطالله
بقلم : جاك عطالله
بعدما نشر مقالى الاخير عن الذكرى العشرين لسقوط حائط برلين و توقعات العبد لله عن سقوط حائط كبير اخر هو الاسلام السياسى الارهابى قريبا علق احد الاخوة المسلمين على المقال و حاورنى فكتبت عدة ردود فى موقع منظمة اقباط الولايات المتحدة و تفضلوا بنشر معظم الردود الا الرد الاخير و التمس لهم العذر لان المقال توارى من الصفحة الاولى للصفحات الداخلية --
اذكر اننى ذكرت مثلين للاخوة المسلمين على الفارق الجوهرى بين شخصيتين متناقضتين تماما و اعطيت اسم الاستاذ الدكتور مجدى يعقوب جراح القلب الشهير وهو بريطانى من اصل مصرى وخريج كليات الطب المصرية و الاخر امريكى من اصل فلسطينى وهو الميجور طبيب نضال مالك حسن والذى قام بالمذبحة الاخيرة بولاية تكساس رغم ان امريكا اعطته ما لا يحلم به عشرات ملايين الامريكيين الاصلاء
الاستاذ ابو بكر وهو الاخ المسلم الذى كان يحاورنى اتهمنى بالتعصب الشديد للسير مجدى يعقوب و اننى لم اذكر اسماء مصرية لها انجازات دولية اكبر واعمق مثل العالم الدكتور احمد زويل او القانونى البارع محمد البرادعى وكلاهما حصل على جائزة نوبل فى مجاله
الحقيقة كان ردى بسيطا جدا وهو اننى كمصرى افتخر بكل ابناء بلدى العلماء و النوابغ بكل المجالات ولكن فات على الاخ ابو بكر اخى بالانسانية والمواطنة المصرية اننى تفاخرت بالسير مجدى يعقوب لسبب اخر تماما وهو سبب غائب عن الاخوة المسلمين او معظمهم لكى لا نقع بتعميم مخل
السيرمجدى يعقوب اذلته الجامعة التى تخرج منها و رفضت تعيينه معيدا و اللجنة التى رفضت قالت ان اصابعه لا تصلح للجراحة وانما للجزارة
الرجل تحمل كل هذا الاذلال و سافر منكسر الخاطر لانجلترا و هناك حصل على التخصص وبعزم الرجال اصبح سيد مجاله --
كل هذه القصة معروفة للجميع و لكن مازال السؤال قائما
لماذا ذكرت اسم السير مجدى ولم اذكر اسماء الدكتور زويل او الدكتور البرادعى ؟؟؟
السبب الحقيقى هو ما فعله و يفعله السير مجدى يعقوب فى مصر بلده الاصلى منذ عشرات السنوات وحتى اليوم رغم تقدمه بالعمر وعندى ان هذه هى المواطنة الحقة التى لم يفعل مثلها لا زويل ولا البرادعى رغم ان وطنهم لم يذلهم مثلما اذل السير مجدى يعقوب
السير مجدى انشأ مركزا عالميا لجراحة القلب بمصر ويقوم باجراء مئات العمليات الخطيرة لكل الاعمار بكل انحاء مصر مجانا و حتى تكاليف القساطر والاجهزة و جيش الطاقم المعاون من اطباء وتمريض وفنيين وهى باهظة من ماله الخاص ومن مؤسسته الخيرية
ورغم ان الاطباء المتعصبين المسلمين يحاربوا السير مجدى بمصر لانه قبطى ومشهور فهو لم يستسلم و مستمر بتقديم خدماته المجانية وعدد مرضاه المسلمين اكثر من تسعين بالمائة من جملة مرضاه الفقراء بمصر ، فهل فعل الدكتور زويل او الدكتور البرادعى او احد غيرهم ذلك او حتى واحد على مائة من ذلك؟؟؟
لم تقصر مصر بتكريم زويل او البرادعى و عندما اقترح الاستاذ هيكل اسمائهم ليصبحوا اعضاء مجلس دستورى يتسلم الحكم من الحكم العسكرى الوهابى الحالى رحب الدكتور البرادعى فورا رغم ان انجازاته للمصريين صفر وهو الذى استفاد من مصر على عكس السير مجدى يعقوب الذى يفيد المصريين يوميا اصل من هذه النقطة الى النقطة الاساسية التى اكتب من اجلها هذا المقال منذ انقلاب الاخوان عام 1952 على الشرعية الدستورية المصرية ومصر والمصريين لم تنال يوما سعيدا
اللهم الا اعتبرنا فوزنا بكاس الامم الافريقية يوما سعيدا وهى التى لا تضع رغيفا ببطن جائع ولا دواءا لمريض ولا علاجا لمرض الارهاب الدينى و خطط الاسلمة الاجبارية و الاستقواء بالشريعة الاسلامية والسنة المحمدية ضد الاقباط العزل.
الاقباط يعاقبون جماعيا فيتم قتلهم باسلحة مصدرها الامن المصرى وحرق كنائسهم و سرقة ممتلكاتهم و ايضا حبسهم بالسجون بايات التوبة خمسة والتوبة تسعة وعشرين بينما تحاسب الحكومة ارهابييها منفذى المجازر والاغتصابات و حرق الكنائس بايات انما المؤمنين اخوة كالبنيان المرصوص
والان يمكننى ان اذكر عشرات الامثلة المضيئة لاقباط اجلاء وشرفاء لم يجازوا المصريين والحكومة حسب سجلها الاسود والمخزى ضدهم وانما فعلوا العكس تماما و رفعوا راس مصر و المصريين واستشهد بعضهم مضحيا بنفسه فى سبيل اعادة الارض المحتلة التى استولت عليها اسرائيل فى مخزاة ومهانة 1967 التى كان يسهر فيها عبد الحكيم عامر وصلاح نصر و جلال هريدى وصفوت الشريف فى احضان الراقصات والمغنيات العواهر و كانوا سبب النكسة التى ضاع فيها اكثر من مائة الف شهيد ومليارات الخسائر المادية
كان جمال عبد الناصر يعرف كل التفاصيل و كل الفساد والعهر المستشرى ويتركهم وقد يكون يشجعهم بطريق غير مباشر فى المجون والسكر والتحشيش والعربدة مع العاهرات ليلهون بالعاهرات و الحشيش بعيدا عن ذقنه وعن مملكته المصرية وكان مسرورا بذلك الفساد المستشرى بين اركان حكمه مثل جحا الذى قال ماداموا بعيدا عن كذا ... خلاص موش مهم
لقد جرب المصريين كل انواع القادة منذ عام 1952 المشئوم لليوم وهم خليط من مجانين الشيزوفرينيا على زعماء المافيا السياسية الذين قتلوا السياسيين و تعاونوا مع الالمان و ايضا كانوا بالحرس الحديدى للملك وعملاء للمخابرات الامريكية بعدها ثم اصحاب اليد الطاهرة و الكفن اللى مالوش جيوب وغيرها من الترهات
فشلت مصر فشلا ذريعا بكال المجالات وتفوقت عليها بلاد كانت تركب الافيال فاطلقت الاقمار الصناعية واصبحت سيدة خبراء الكومبيوتر بالعالم حتى غزت امريكا بعقر دارها!!
الان اقترح على المصريين وبعد استحضارى منجزات الاقباط خلال الاعوام الستين الماضية و طريقة عملهم و استحرامهم السرقة واستغلال النفوذ والرشوة و التسيب، لماذا لا نجرب رئيسا قبطيا بمصر لمدة عشر او اثنا عشر سنة ميلادية ولنعقد معه اتفاقا مكتوبا
نريدك ايها الرئيس القبطى ان تضاعف دخل الفرد المصرى الحقيقى ودخل الدولة خلال مدة حكمك و سوف نحاسبك حساب الملكين بمجلس شعب مكون من خبراء بعد الغاء الخمسين بالمائة عمال وفلاحين واستبدالها بخمسين بالمائة مناصفة من المرأة والاقباط
نريد منك دستور حديث واطلاق الحريات الاساسية وحرية تكوين الاحزاب الحقيقية وتحرير الصحافة والاعلام ومحاسبة كل من سرق وارتشى و اضطهد المصريين
نريد منك فصل الدين تماما عن الدولة و الالتزام بمواثيق حقوق الانسان و تقنين المواطنة فعلا لا قولا بحزمة من التعيينات واعتبار الاضطهاد جريمة لا تسقط بالتقادم
نريد تفتيش كفن كل رئيس سبق او حالى و مقتنياته وتركاته داخل وخارج ومتابعتها حتى بجزر الكنارى لنرى عدد الجيوب المخفية والتى بسببها اصبحت كل عائلات الرؤساء السابقين والحاليين مليارديرات وهم اصلا جاءوا من اسر تصنف باللهجة المصرية ب طبقة معدومى الدخل
اليست المية تكذب الغطاس؟؟
اننى اتحدى المصريين الاصلاء الذين بلغت نسبة الفقر المدقع فيهم اكثر من خمسة وثمانين بالمائة على الموافقة على هذا العرض السخى لتحديث مصر و اخراجها نهائيا من دوامة الفوضى والزبالة و السرقة والارهاب و الفقينة والاستعمار السعودى الاخوانجى
الا تداعبكم احلام الستر لكم ولانجالكم بعدكم بعدما تكفل النظام بتعبيد كل الطرق السريعة للهلاك لكم من نيل ملوث ومياه مجارى ومبيدات فوسفورية مسرطنة و قمح مسرطن و هواء مسرطن وجبال الزبالة و انفلونزا الطيور و الاتش ون ان ون والفقر الازلى و الفشل الكلوى والكبدى و حوادث الطرق و التعصب والحروب الاهلية ..و..و
الا تداعبكم احلام العيش ببلد حر ياتى فيه المواطنين الاجانب للعمل عندنا زى زمان و يتمتعوا فيه بحسن المعاملة وكرم المصرى الاصيل بدلا من الاذلال و فقد الشرف والكرامة بالخليج و وفاة خير شبابنا وزهرة اكبادنا بمراكب الموت اليومية والتى تقذف بالجثث المصرية الشريفة طعاما لاسماك المتوسط ؟؟
الا يداعبكم حلم منزل و عروسة و اطفال بدلا من مليون عاهرة ومليونى لقيط بشوارع مصر نتاج الترفيه السياحى لاهل محتليكم ؟؟
فكروا بالامر والله يهديكم ولعلنا نستفيد حاجة من عمل السير مجدى يعقوب الانسانى الرائع وابطال حرب اكتوبر الاقباط الشرفاء و نبتعد عن مصير نضال مالك حسن الذى تقود المسلمين اليه الحكومة المصرية المتحالفة مع السعودية والاخوان ضدنا التى فتحت مفارخ الارهاب علانية بكل انحاء مصر
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=9930&I=261