رئيس الأساقفة غالاغر لأساقفة كاميرون: كونوا علامة للرجاء وسط الأزمات والعنف
محرر الأقباط متحدون
الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤
محرر الأقباط متحدون
خلال زيارته إلى الكاميرون في الذكرى السنوية العاشرة للتوقيع على الاتفاق الإطار بين البلد الأفريقي والكرسي الرسولي التقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر بأساقفة البلاد، وشجعهم على أن يكونوا "متحدين ضمن التنوع" وعلى مواجهة التحديات الرعوية، كالهجرة والظلم، مسلطاً الضوء، في الوقت نفسه، على أهمية احترام الحريات الدينية.
أثناء اللقاء الذي جمعه بمجلس الأساقفة في العاصمة ياونديه أكد المسؤول الفاتيكاني أن الكاميرون كانت وما تزال تُعتبر أرض الرجاء، ناقلاً لجميع الأساقفة تحيات البابا فرنسيس وبركاته، وشجع رعاة الكنيسة المحلية على الاستمرار في رسالة الكرازة بالإنجيل ومتابعة العمل في سبيل كنيسة سينودسية. بعدها تطرق سيادته إلى الاتفاق الإطار الذي تم التوقيع عليه بين الكاميرون والكرسي الرسولي لعشر سنوات خلت، وبالتحديد في الثالث عشر من كانون الثاني يناير ٢٠١٤، وقال إن اتفاقات من هذا النوع تمثل أداة بالغة الأهمية من أجل تعزيز العلاقات بين الكنيسة الجامعة والدول، لصالح التنمية المتكاملة لكل المواطنين، وبشكل يصب في صالح السلام والازدهار للجميع.
تابع رئيس الأساقفة غالاغر حديثه للأساقفة متوقفاً عند ضرورة بناء الجسور التي توحد بين الأشخاص، عوضاً عن تشييد الجدران وذلك لأننا كلنا أخوة. وأشاد بالديناميكية التي تميّز الكنيسة المحلية في الكاميرون، إذ شهدت على مر الزمن نمواً هاما في الرعايا والمؤسسات الكاثوليكية التربوية والصحية، والهيئات الإعانية والخيرية، فضلا عن النمو اللافت في عدد الدعوات إلى الحياة الرهبانية والكهنوتية. واعتبر أن الواقع يعكس النشاط الرعوي المجتمعي الذي تقوم به الكنيسة المحلية لصالح الأشخاص الأشد فقرا وعوزا، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. وقال إنها كنيسة عرفت كيف تصل إلى الضواحي الوجودية للبشرية كي تقدم للجميع حياة الرب يسوع المسيح.
لم تخل كلمات أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية من الحديث عن الأزمات وأوضاع العنف التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، وذلك أيضا نتيجة نشاطات جماعة بوكو حرام الإرهابية. وذكّر بأن الأساقفة في محلة باميندا نددوا مؤخراً بانعدام الأمن والظلم السائد في منطقتهم، متحدثين عن حالات من التعذيب والابتزاز والتهجير القسري، وفقدان الأرواح والأملاك المادية. وأضاف أنه إزاء هذا الوضع المأساوي يبقى الإنجيل الردَّ الناجع الوحيد، لأنه قادر على تبديل القلوب وبناء عائلة بشرية تعيش في ظل الوحدة والعدالة والسلام.
بعدها لفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن المصالحة هي أيضا رسالة الكنيسة، حاثاً الأساقفة الكاميرونيين على عدم التردد في إسماع صوت الكنيسة وسط المجتمع، وممارسة مسؤولياتهم الرعوية ضمن بعد نبوي. وأضاف أن رعاة الكنيسة قادرون على أن يكونوا علامة للتعزية والرجاء ليس فقط بالنسبة لمؤمنيهم بل بالنسبة لمواطنيهم كافة، طالباً منهم أن يقولوا بصوت واحد، بدون تردد وبقوة الإنجيل، كلماتٍ قادرة على إنارة البلاد خلال الأزمنة الصعبة. من هذا المنطلق، تابع قائلا، لا بد من الحفاظ على الوحدة ضمن التنوع، لأنه بهذه الطريقة فقط يتمكن الأساقفة الكاميرونيون من مواجهة التحديات الرعوية الكثيرة التي يطرحها المجتمع والثقافة المعاصران، ومن بين هذه التحديات مسائل الهجرة والفساد والظلم.
هذا ثم توقف رئيس الأساقفة غالاغر في خطابه المسهب إلى الأساقفة عند مسألة الحريات الدينية، معبرا عن امتنانه لعلاقات المودة – في إطار المسؤولية المشتركة والاحترام المتبادل – القائمة بين الكنيسة والبلد الأفريقي. وذكّر الحاضرين بأن العقيدة المجتمعية للكنيسة الكاثوليكية تؤكد على واجب احترام الحرية الدينية وتطالب السلطة السياسية بضمان الفسحة اللازمة للكنيسة كي تقوم بنشاطاتها. وقال في هذا السياق إنه لا يمكن اعتبار الكنيسة في الكاميرون منظمة غير حكومية أو جمعية ما، لأنها في الواقع شريكة للدولة، في إطار احترام صلاحيات كل طرف. لذا شدد سيادته على ضرورة أن ينخرط الأساقفة في الحوار المجتمعي والسياسي، كي يتعرف الجميع على الواقع المجتمعي في تعاليم الكنيسة الكاثوليكية.
ختاماً شجع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية أساقفة الكاميرون على الحفاظ على شعلة الرجاء متقدةً وعلى متابعة رسالتهم بشجاعة خدمةً للكنيسة والمجتمع، وعلى الاستمرار في إعلان بشارة الإنجيل.
+