الأقباط متحدون - البابا فرنسيس يصلّي من أجل حجاج الرجاء
  • ١١:١٨
  • الثلاثاء , ٣ ديسمبر ٢٠٢٤
English version

البابا فرنسيس يصلّي من أجل حجاج الرجاء

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٥٨: ٠٦ م +02:00 EET

الثلاثاء ٣ ديسمبر ٢٠٢٤

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

محرر الأقباط متحدون
في نيّة الصلاة لشهر ديسمبر ٢٠٢٤ يدعو البابا إلى الصلاة "لكي يقوينا هذا اليوبيل في الإيمان، ويساعدنا على التعرّف على المسيح القائم من الموت في وسط حياتنا، ويحوّلنا إلى حجّاج للرجاء المسيحي".

صدرت عصر الثلاثاء رسالة الفيديو للبابا فرنسيس لنيته للصلاة لشهر ديسمبر ٢٠٢٤ التي يتم بثها شهرياً من خلال شبكة الصلاة العالمية للبابا والتي يدعو قداسة البابا فيها هذا الشهر للصلاة من أجل حجاج الرجاء. قال البابا إن الرجاء المسيحي هو عطيّة من الله تملأ حياتنا بالفرح. ونحن بحاجة ماسة إليه اليوم. والعالم بحاجة ماسة إليه أيضًا!

تابع البابا فرنسيس يقول عندما لا تعرف ما إذا كنت ستتمكن غدًا من إطعام أبنائك، أو ما إذا كان ما تدرسه سيسمح لك بالحصول على وظيفة كريمة، فمن السهل أن تسقط في الإحباط. أين نبحث عن الرجاء؟ الرجاء هو مرساة. مرساة ترميها بالحبل وتغرق في الرمال. وعلينا أن نتمسك بحبل الرجاء وأن نتمسك به جيدًا.

أضاف الأب الأقدس يقول لنساعد بعضنا بعضًا على اكتشاف هذا اللقاء مع المسيح الذي يعطينا الحياة، ولننطلق في مسيرة كحجاج رجاء لكي نحتفل بالحياة. وفي الحياة يأتي، كمرحلة، اليوبيل القادم أيضًا. لنملأ حياتنا اليومية بعطية الله للرجاء ولنسمح لها بأن تصل من خلالنا إلى جميع الذين يبحثون عنها. لا تنسوا ذلك: إنَّ الرجاء لا يخيِّب أبدًا.

وختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو لنيته للصلاة لشهر كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٤ بالقول لنصلِّ لكي يقوّينا هذا اليوبيل في الإيمان، ويساعدنا على التعرّف على المسيح القائم من الموت في وسط حياتنا، ويحوّلنا إلى حجّاج للرجاء المسيحي.

"من أجل حجّاج الرجاء" هي نية الصلاة التي اختارها البابا فرنسيس لشهر كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٤: نداء خاص، في ضوء اليوبيل القادم لعام ٢٠٢٥. في الواقع، يدعونا البابا لنصلي "لكي يقوّينا هذا اليوبيل في الإيمان، ويساعدنا على التعرّف على المسيح القائم من الموت في وسط حياتنا، ويحوّلنا إلى حجّاج للرجاء المسيحي". يعكس موضوع فيديو البابا في كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٤، الحجاج والرجاء، أحد الركائز الأساسية لهذه الحبريّة. ولهذا السبب، يدعو البابا فرنسيس المؤمنين لكي يكونوا شهودًا "للرجاء المسيحي" في عالم يسوده اليأس وانعدام الثقة. ويؤكد البابا في رسالته: "إن الرجاء المسيحي هو عطيّة من الله تملأ حياتنا بالفرح. ونحن بحاجة ماسة إليه اليوم. والعالم بحاجة ماسة إليه أيضًا!"

في زمن الوباء، وخلال وقفة الصلاة التي ترأسها البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس الخالية، استخدم الأب الأقدس الاستعارة الإنجيلية للقارب في وسط العاصفة، لكي يذكّر بهشاشة البشرية وتشتتها في مواجهة المحن الكبرى. وبمعنى ما، في نية الصلاة لهذا الشهر، يعيدنا الأب الأقدس إلى ذلك القارب، ولكن لكي يؤكد على أهمية المرساة: "إن الرجاء"، كما يقول، "هو مرساة ترميها بحبل وتغرق في الرمال. وعلينا أن نتمسك بحبل الرجاء وأن نتمسك به جيدًا".

"إن فضيلة الرجاء تعطينا الكثير من القوة لكي نسير في الحياة"، قال البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين في ٢٨ كانون الأول ديسمبر ٢٠١٦ التي كرّسها لشخصية إبراهيم الذي من جهة "لا يخاف من أن يرى الواقع على حقيقته" ومن جهة أخرى هو قادر على "أن يتخطّى المنطق البشري وحكمة العالم وتعقله لكي يؤمن بالمستحيل". على غرار إبراهيم، تنطلق في مسيرة أيضًا بطلتا فيديو البابا لهذا الشهر، انطلاقًا من الصعوبات التي تواجهانها: هموم امرأة أمام خزانتها الفارغة، وشكوك طالبة حول مستقبلها.

"لنملأ حياتنا اليومية بعطية الله للرجاء ولنسمح لها بأن تصل من خلالنا إلى جميع الذين يبحثون عنها" يقول الحبر الأعظم في الرسالة التي ترافق نية الصلاة. وهذا بالضبط ما يحدث لبطلتي الفيديو: كلاهما تجدان في طريقهما "حجاج رجاء" يستقبلونهما ويعزونهما، ويدعونهما للانضمام إلى مسيرتهم المجازية نحو الباب المقدس الذي سيبقى مفتوحًا طوال اليوبيل.

وبشكل خاص، سيكون يوبيل ٢٠٢٥، الذي موضوعه "حجاج الرجاء"، زمنًا للاحتفال والتأمل العميق. إن ما يسمى بـ "السنة المقدسة" ليست مجرد مرحلة في مسيرة الإيمان، بل هي أيضًا دعوة للتعرف على المسيح في الحياة اليومية. في رسالته إلى نائب عميد دائرة البشارة، المطران رينو فيسيكيلا، سلّط البابا فرنسيس الضوء على أن الوباء قد أضعف الرجاء في المجتمع وأنه "علينا أن نحافظ على شعلة الرجاء التي أعطيت لنا متّقدة". وفي هذا السياق، يقدّم اليوبيل نفسه كفرصة لتعزيز هذا الرجاء ومشاركته في عالم بحاجة ماسة إليه.

وقد تعاونت الدائرة عينها مع شبكة الصلاة العالميّة للبابا في إنتاج فيديو هذا الشهر، والذي يريد أيضًا - كما يشرح المطران رينو فيسيكيلا – أن يحمل رسالة أساسيّة للشباب: "نحن ممتنون للفرصة التي أتيحت لنا لدعم الأب الأقدس ومبادرة فيديو البابا حول الرجاء في ضوء يوبيل ٢٠٢٥. قبل أيام قليلة فقط من افتتاح اليوبيل العادي الأول للقرن الحادي والعشرين، نتذكر الآية من المزمور السابع والعشرين التي وضعها البابا فرنسيس في ختام مرسوم إعلان اليوبيل "Spes non confundit": "أرجُ الربَّ وتشدَّد وليتشجَّع قلبُك وارجُ الرب". هذه الكلمات هي دعوة لكي لا نسمح لأحد بأن يسلبنا الرجاء أبدًا، في أي جدل أو صعوبة معينة في الحياة، ولا حتى في الوضع الذي يجد فيه نفسه عالمنا هذا، المجروح اليوم بسبب الحرب والعنف والألم. نصلّي لكي تصل من خلال هذا الفيديو، الذي هو وسيلة مصممة للشباب، الرسالة إلى الجميع بأن الرجاء لا يخيِّب أبدًا لأنه يقوم على محبة الله".

"أن نرجو على غير رجاء"، كما فعل إبراهيم، ليس ممكنًا عقلانيًا. يؤكد ستيفانو سيمونتاتشي العضو المؤسس وعضو مجلس إدارة مؤسسة شبكة الصلاة العالمية للبابا الذي ساهم في إعداد هذا الفيديو: "لكن العقل لا يملك جميع الحلول، لاسيما في مجتمع اليوم المليء بالتناقضات، والرجاء هو تحدٍّ لا يمكن تجنبه". ويضيف: "منذ فترة من الزمن، يعيش الشباب المستقبل كتهديد يسبب التعاسة. إن الاستسلام للخوف قد يجعلهم يفقدون معنى الحياة نفسها. وكما يعلّمنا يسوع في الأناجيل، الإيمان هو الترياق المضاد للخوف. والرجاء هو التجسيد الخارجي لبعد الإيمان في حياتنا. وبالتالي أنا أعتقد أن الدوامة الإيجابيّة التي تُطلق حياة تُعاش بوعي وهدف تتكوّن من حالة انطلاق ورجاء (ثقة) واستعداد للامتنان وطاقة تحرّك كل شيء وتترجم كل شيء إلى عمل، أي المحبة. لنقبل إذًا دعوة البابا فرنسيس ولنُعدَّ أنفسنا للحياة كحجاج رجاء".

أما الأب كريستوبال فونيس، المدير الدولي المؤقت لشبكة الصلاة العالمية للبابا، فقال: "مع فتح الباب المقدس في بداية يوبيل ٢٠٢٥، يظهر لنا البابا بشكل رمزي الأبواب العديدة التي ينبغي علينا أن نفتحها: أبواب لكي نذهب للقاء الآخرين ولكي نُدخل الآخرين في حياتنا؛ وأبواب الحرية التي تقوم على رجائنا المسيحي. كتلاميذ ليسوع القائم من الموت، لا يجب أن ننجرف في رحلة حجنا، بل علينا أن نكون راسخين وأن نتمسّك به بقوة. إن هذا اليوبيل هو فرصة عظيمة لكي ننفتح بجرأة لمشاركة نور الرجاء الذي يعطينا إياه الإيمان، لاسيما مع جميع الذين، في خضم الفوريّة وعدم اليقين اللذين نعيش فيهما، قد فقدوا القدرة على أن يحلموا".