الأقباط متحدون - البابا فرنسيس يصلي من أجل السلام في الشرق الأوسط
  • ١٨:٣٥
  • الأحد , ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤
English version

البابا فرنسيس يصلي من أجل السلام في الشرق الأوسط

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٣٠: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي مع الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين في كورسيكا
بعد انتهاء الجلسة الختامية لمؤتمر "التقوى الشعبية في المتوسط" في قصر المؤتمرات والمعارض توجه البابا فرنسيس إلى تمثال "سيدة الرحمة" شفيعة أجاسيو حيث توقف فترة الصلاة ومن هناك انتقل إلى كاتدرائية "سيدة الانتقال" حيث تلا صلاة التبشير الملائكي مع الأساقفة والكهنة والشمامسة والمكرسين والمكرسات والإكليريكيين.
 
وجه الحبر الأعظم للحاضرين كلمة قال فيها: أنا هنا على أرضكم الجميلة هذه، وهي فرصة لي لأقول لكم شكرًا: شكرًا لوجودكم، لحياتكم التي تقدّمونها، وشكرًا لعملكم، ولالتزامكم اليوميّ، وشكرًا لأنّكم علامة لحبّ الله الرّحيم ولأنّكم شهود للإنجيل.
 
مضى البابا إلى القول: ومن كلمة "شكرًا" أنتقل مباشرة إلى نعمة الله، التي هي أساس الإيمان المسيحيّ وكلّ شكلٍ من أشكال التّكريس في الكنيسة. في السّياق الأوروبيّ الذي نحن فيه، لا تغيب المشاكل والتّحدّيات فيما يختصّ بنقل الإيمان، وأنتم تواجهون ذلك يوميًّا، وتكتشفون أنّكم صغار وضعفاء: فعددكم ليس كبيرًا، ولا تملكون وسائل فعّالة، والبيئة التي تعملون فيها لا تبدو مستعدّة دائمًا لأن تقبل إعلان بشارة الإنجيل. ومع ذلك، فإنّ هذا الفَقر هو بَرَكَة! إذ هو يُجرّدنا من وهمنا بأنّنا قادرون أن نعمل كلّ شيء وحدنا، ويعلِّمنا أن ننظر إلى الرّسالة المسيحيّة على أنّها أمر لا يعتمد على القِوى البشريّة، بل قبل كلّ شيء على عمل الرّبّ يسوع، الذي يعمل ويتصرّف دائمًا بالقليل الذي يمكننا أن نقدّمه له.
 
هذا ثم قال الحبر الأعظم: في مركز كلّ شيء يوجد الرّبّ يسوع. وأضاف أن أولويّة النّعمة الإلهيّة لا تعني أنّنا يمكننا أن ننام بهدوء ودون أن نتحمّل مسؤوليّاتنا. بل العكس، علينا أن نفكّر دائمًا في أنّنا "عاملون معًا في نعمة الله".
 
بعدها قال البابا للحاضرين: أودّ أن أدعوكم إلى أمرَين: أن تهتمّوا بأنفسكم، وأن تهتمّوا بالآخرين لأنّ الحياة الكهنوتيّة أو المكرَّسة ليست كلمة ”نعم“ قلناها مرّة واحدة وإلى الأبد. يجب أن نجدّد كلّ يوم فرح اللقاء بالرب، ويجب في كل لحظة أن نُصغي إلى صوته من جديد وأن نقرّر أن نتبعه.
 
تابع البابا كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قائلا: نحن بحاجة إلى ”قاعدة حياة“ صغيرة تتضمّن الموعد اليوميّ مع الصّلاة والإفخارستيّا، والحوار مع الرّبّ يسوع، كلٌّ بحسب روحانيّته وأسلوبه. ولنحتفظ ببعض لحظات من الوَحدة، وليكن لنا أخ أو أخت نشاركه ما نحمله في قلوبنا بحرّيّة، ولِننَمِّيَ فينا شيئًا نحبّه كثيرًا، لا لنمضي وقت فراغنا، بل لنستريح بطريقة سليمة من متاعب الخِدمَة. علينا أن نخاف من الأشخاص النّشيطين دائمًا، والذين هُم دائمًا في قلب الأمور، والذين ربّما بدافع الغَيرَة الزّائدة لا يستريحون أبدًا، ولا يأخذون فترة استراحة من أجل أنفسهم.
 
هذا ثم قال البابا: في هذه العناية يدخل شيء آخر: الأخوّة بينكم. لنتعلَّم أن نتشارك ليس فقط المشقّات والتّحدّيات، بل أيضًا الفرح والصّداقة في ما بيننا. لنتشارك فرح أن نكون رسلًا وتلاميذَ للرّبّ يسوع. كما لا بد أن تهتمّوا بالآخرين. الرّسالة التي تلقّاها كلّ واحدٍ منكم لها دائمًا هدف واحد: وهو أن نحمل يسوع إلى الآخرين، وأن نَهَبَ القلوب تعزية الإنجيل.
 
بعدها قال البابا للأساقفة والكهنة والمكرسين: في قلب خدمتكم، يوجد الإخوة والأخوات: خيرهم الرّوحي، وجوعهم إلى الرّجاء، وحاجتهم لأن نستمع إليهم ونقترب منهم. هذه أيضًا دعوة، أن نبحث، في طيلة اليوم، عن الطّرق الرّعويّة الفعّالة بشكل أكبر من أجل إعلان بشارة الإنجيل. لا تخافوا من أن تغيّروا، وأن تراجعوا أنماطكم القديمة، وأن تجدّدوا لغات الإيمان، وأن تتعلّموا في الوقت نفسه أنّ الرّسالة ليست مسألة استراتيجيّات بشريّة، بل هي قبل كلّ شيء مسألة إيمان، ومسألة شغف بالإنجيل وبملكوت الله. أن تهتمّوا بالآخرين: بالذين ينتظرون كلمة يسوع، والذين ابتعدوا عنه، والذين يحتاجون إلى توجيه أو إلى تعزية في آلامهم. الاهتمام بالجميع، في التّنشئة وقبل كلّ شيء في اللقاء. نلتقي بالأشخاص، حيث يعيشون ويعملون، وفي كلّ الظّروف.
 
في ختام كلمته قبل تلاوة التبشير الملائكي قال البابا للحاضرين: أشكركم من قلبي وأتمنّى لكم خدمة مليئة بالرّجاء والفرح. لا تستسلموا حتّى في لحظات التّعب أو الإحباط. أعيدوا قلبكم إلى الرّبّ يسوع: فهو يُظهر نفسه وهو موجود بينكم إذا اهتمَمْتم بأنفسكم وبالآخرين. بهذه الطّريقة، هو يقدِّم تعزية للذين دعاهم وأرسلهم. استمرّوا بشجاعة، وهو سيملأكم بالفرح. ولنوجّه صلاتنا إلى سيِّدتنا مريم العذراء. من هذه الجزيرة في البحر المتوسّط، لنرفع إليها تضرّعاتنا من أجل السّلام: السّلام لكلّ الأراضي المطلّة على هذا البحر، وخاصّة من أجل الأرض المقدّسة حيث وَلدَت مريم ابنها يسوع. السّلام لفلسطين ولإسرائيل وللبنان ولسورية، ولكلّ الشّرق الأوسط! ولتحقّق والدة الإله القدّيسة السّلام المنشود للشّعب الأوكرانيّ والشّعب الرّوسي.