الكاردينال الجديد جان بول فيسكو: الجزائر أرض جريحة عانت من الحروب والإرهاب والاستعمار
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠٢٤
محرر الأقباط متحدون
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة الجزائر جان بول فيسكو، الذي اعتمر القبعة الكاردينالية من يد البابا فرنسيس في كونسيستوار السابع من الجاري، تطرق خلالها إلى أبرز التحديات التي تواجه الكنيسة في الجزائر، متوقفا عند الثمار المرجوة من يوبيل العام ٢٠٢٥.
استهل نيافته حديثه معبرا عن فرحته الكبيرة في تعيينه كاردينالا، معتبرا أن هذا الحدث يشكل بالنسبة له دعوة للتجدد الداخلي، وأضاف أن الكنيسة في الجزائر كلها ممتنة لهذا القرار، مع العلم أن الكاردينال الجديد مقيم في الجزائر منذ قرابة العقدين، وقد حصل على الجنسية الجزائرية. وقال إن الكنيسة المحلية، التي تشكل أقلية، تحتاج إلى هذه اللفتة من قبل الكنيسة الجامعة.
بعدها لفت نيافته إلى أن الجزائر أرض جريحة، عانت من الحروب والإرهاب والاستعمار، معربا عن أمله بأن تندمل هذه الجراح كلها في القريب العاجل. وأوضح أن البلاد هي جزء لا يتجزأ من منطقة المتوسط التي تعاني كثيرا، لاسيما إذا ما أخذنا في عين اعتبار ما يجري في سورية، لبنان وفلسطين، بالإضافة إلى انعكاسات الحرب الأوكرانية. وأكد أن الجزائر هي أيضا باب أفريقيا، وتكتسب أهمية على صعيد ملف الهجرة، كما أنها دولة شابة، واجهت تحديات كبيرة، لذا لا بد أن تلتزم الكنيسة في مجال المساعدة والتفاهم وأن تكون صبورة ومُحبة.
هذا ثم تحدث الكاردينال فيسكو عن الديناميكية التي تميز الكنيسة في الجزائر وتونس والمغرب، في أراض اختفت منها المسيحية على مر العصور، ثم عادت مع الاستعمار لكنها لم تتمكن من دخول قلوب الناس في أي من هذه الدول الثلاث. واعتبر في هذا السياق أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الكنيسة الكاثوليكية هناك هي أن تترسخ في النسيج المحلي خصوصا وأنها تضم مؤمنين ينتمون إلى عشرات الجنسيات المختلفة، وهذا يتطلب انفتاحاً على التعددية.
لم تخل كلمات رئيس أساقفة الجزائر من الحديث عن الاحتفالات المرتقبة خلال العام ٢٠٢٥، مشيرا إلى أنه في شباط فبراير المقبل ستصادف الذكرى الخامسة والعشرون بعد المائة لتأسيس الكنيسة في بوركينا فاسكو، على بد الآباء البيض، الذين أتوا من الجزائر. هذا فضلا عن الاحتفال، العام المقبل، بالذكرى المئوية الثانية لولادة الكاردينال لافيجري، مؤسس الآباء البيض.
وفي سياق حديثه عن يوبيل العام ٢٠٢٥ حول موضوع "حجاج رجاء" قال نيافته: ستكون لليوبيل أصداء هامة في الجزائر، خصوصا وأنه يتزامن مع إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لانتهاء الحرب الأهلية، والتي قضى فيها تسعة عشر شخصا من أعضاء الكنيسة المحلية، بينهم المطران بيار كلافري والرهبان السبعة الترابيست في تيبحيرين.