بدعوى البحث عن عظام إيلي كوهين.. إسرائيل تخترق العمق السوري
أخبار عالمية | القاهرة الإخبارية
الاربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤
في تطور مفاجئ ومثير للجدل، أفادت تقارير إعلامية بهبوط مروحية إسرائيلية بالقرب من موقع عسكري قرب العاصمة السورية دمشق، وسط أنباء عن نشاط عسكري إسرائيلي وهجمات في منطقة السيدة زينب.
وبينما انتشرت شائعات عن انتشال رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، نفت المؤسسة الأمنية لدولة الاحتلال الإسرائيلي صحة هذه الأنباء، إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل الحادث، مستعرضة أبعاده الأمنية والسياسية.
هبوط مروحية قرب دمشق
ذكرت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" أن مروحية إسرائيلية هبطت ليلة الاثنين، في موقع عسكري قرب دمشق، إذ دخل الجنود المكان وبقوا فيه لمدة 20 دقيقة قبل أن يغادروا باتجاه جنوب سوريا، يأتي هذا بالتزامن مع تقارير عن غارات إسرائيلية استهدفت منطقة السيدة زينب في ريف دمشق.
نفي العثور على الرفات
وسط هذه التطورات، انتشرت أنباء عن قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي بانتشال رفات الجاسوس إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965. ومع ذلك، أوضحت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عدم صحة هذه الأنباء.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أجرت إسرائيل اتصالات مع مسؤولين سوريين وأطراف إقليمية لتحديد مكان دفن إيلي كوهين، مستغلة الفوضى والاضطرابات في سوريا، ورغم المحاولات الحثيثة على مر السنوات، بما في ذلك اتصالات مع روسيا، لم تحقق هذه الجهود أي نتائج حاسمة.
في عام 2021، كشف رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن عمليات البحث مستمرة بالتعاون مع روسيا، إذ تركزت الجهود في مخيم اليرموك جنوب دمشق، إلا أن النتائج بقيت غامضة.
جهود سابقة لاستعادة الرفات
نشرت صحيفة "رأي اليوم" تقارير عن قيام جنود روس بعمليات تفتيش في سوريا بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، كما أُثيرت تقارير في عام 2021 حول قطعة يُعتقد أنها تخص كوهين تم نقلها إلى إسرائيل، لكن مكتب نتنياهو نفى صحة تلك الادعاءات، وفق "يديعوت أحرونوت".
وُلد إيلي كوهين عام 1924 لعائلة يهودية مهاجرة من حلب، وانضم لاحقًا إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، وعرف في صفوف الجهاز باسم "العميل 88"، إذ سافر إلى سوريا ليدعي أنه مغترب سوري مهاجر من الأرجنتين، ونجح هناك في بناء سمعته كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأصلي سوريا.
التجسس على سوريا
تلقى كوهين تدريبات مكثفة لتأدية دور رجل أعمال سوري مغترب يحمل اسم "كامل أمين ثابت"، سافر إلى الأرجنتين، إذ نجح في بناء علاقات مع كبار المسؤولين السوريين، من بينهم أمين الحافظ الذي أصبح لاحقًا رئيسًا لسوريا.
عندما انتقل إلى دمشق، أصبح كوهين مقربًا من دوائر صُنع القرار في الحكومة السورية، ما مكّنه من الحصول على معلومات حساسة عن المواقع العسكرية في مرتفعات الجولان، وهي معلومات اعتُبرت حاسمة في انتصار إسرائيل خلال حرب 1967.
بداية النهاية.. كشف الجاسوس
بدأت الاستخبارات السورية تشك في وجود جاسوس إسرائيلي بعد تسريب قرارات حكومية للإذاعة الإسرائيلية، وقادت التحقيقات إلى منزل كوهين، حيث تم اعتقاله في يناير 1965.
وحُكم على كوهين بالإعدام بعد محاكمة عسكرية، ونُفذ الحكم في ساحة المرجة بدمشق أمام حشد كبير من الجماهير. وصفته السلطات السورية بأنه "أخطر جاسوس إسرائيلي"، بينما يعتبره الإسرائيليون بطلًا قوميًا.
جهود البحث عن الرفات
تمثل استعادة رفات كوهين قضية رمزية لإسرائيل، وفي عام 2018 أعلنت إسرائيل استعادتها ساعة اليد التي كان يرتديها كوهين بفضل عملية خاصة نفّذها الموساد، ومع ذلك، لم تتمكن إسرائيل حتى الآن من تحديد موقع رفاته رغم المحاولات المتكررة.
وتشير صحيفة "تايم أوف إسرائيل" إلى أن إسرائيل تستغل سقوط نظام الأسد لإعادة فتح الملف، كما تُجري اتصالات مع أطراف سورية ودولية، بهدف الوصول إلى معلومات دقيقة حول موقع دفنه.
تحليل وتداعيات
تعكس هذه التطورات تعقيد المشهد الأمني والسياسي في سوريا، إذ تتداخل العمليات العسكرية مع الأهداف السياسية لإسرائيل، بما في ذلك محاولاتها المستمرة لاستعادة رفات إيلي كوهين، ورغم نفي الشائعات بشأن عظام إيلي كوهين، تثير العمليات الإسرائيلية في العمق السوري تساؤلات حول أهدافها الحقيقية وتأثيرها على المشهد الإقليمي.