مرصد الآشوري لحقوق الإنسان يعرب عن حزنه بشأن التعديلات في المناهج التعليمية السورية
محرر الأقباط متحدون
الخميس ٢ يناير ٢٠٢٥
الإدارة الجديدة يحذف كلمات الوطنية وحرب أكتوبر وأضافة النصارى واليهود للمغضوب عليهم
محرر الأقباط متحدون
أعرب المرصد الآشوري لحقوق الإنسان عن قلقه العميق واستنكاره الشديد إزاء التعديلات التي أجرتها وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة على المناهج التعليمية للمرحلة الثانوية (من الصف الأول وحتى الثالث الثانوي)، والتي تحمل توقيع وزير التربية والتعليم نذير محمد القادري. بحيث يرى المرصد أن هذه التعديلات تمثل انتهاكًا صارخًا للتراث السوري المتنوع وتُرسّخ لمفاهيم إقصائية تُهدد مستقبل التعايش السلمي في سوريا.
وتتضمن هذه التعديلات الخطيرة التي جاءت في 12 صفحة ما يلي:
* حذف الإشارات إلى الآلهة القديمة: يُمثل هذا الإجراء محوًا لجزء هام من تاريخ سوريا الحضاري، الذي يمتد لآلاف السنين ويشمل حضارات متنوعة ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية. إن تجاهل هذه الجذور التاريخية يُفقد الأجيال القادمة فهمًا شاملًا لتاريخ بلادهم وهويتهم.
* حذف شخصيات تاريخية سورية بارزة كزنوبيا ملكة تدمر: إن تهميش شخصيات وطنية لعبت دورًا هامًا في تاريخ سوريا، كالملكة زنوبيا، يُعدُّ إنكارًا لتاريخ سوريا المشترك وتراثها الغني.
* حذف "الدفاع عن الوطن" من أسباب الشهادة: يُثير هذا التعديل تساؤلات جدية حول المفاهيم الوطنية التي تسعى الوزارة لترسيخها في أذهان الطلاب. إن الدفاع عن الوطن قيمة سامية يجب تعزيزها في نفوس الأجيال الشابة.
* إضافة "اليهود والنصارى" إلى شرح معنى "المغضوب عليهم، الضالين" في سورة الفاتحة: يُعتبر هذا الإجراء تحريضًا صريحًا على الكراهية الدينية ونشرًا لخطاب التمييز والإقصاء. يُخالف هذا التفسير مبادئ التسامح الديني والعيش المشترك التي لطالما تميز بها المجتمع السوري.
يؤكد المرصد الآشوري لحقوق الإنسان أن هذه التعديلات تتنافى مع أبسط مبادئ المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان، وتُخالف التصريحات المعلنة من قبل القائمين على السلطة اليوم والتي تُشدد على أن سوريا ستكون لكل السوريين. كما أن هذه التصرفات تُساهم في تعميق الانقسامات المجتمعية وتُزيد من مخاوف وقلق السوريين على مستقبل بلادهم، خاصة في ظل وجود ممارسات تُشير إلى غياب الخبرة والكفاءة في إدارة شؤون الدولة، وحذف حرب أكتوبر.
بناءً على ما تقدم، يُطالب المرصد الآشوري لحقوق الإنسان بالتراجع الفوري عن هذه التعديلات المُجحفة، ويدعو وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة إلى سحب هذه التعديلات وإعادة النظر في المناهج التعليمية بشكل شامل، بمشاركة ممثلين عن جميع مكونات المجتمع السوري. كما يُطالب المرصد بإعادة صياغة المناهج التعليمية على أسس وطنية جامعة، بحيث تُبنى المناهج على أسس تعزز الهوية الوطنية الجامعة والتسامح الديني والعيش المشترك، وتُرسّخ قيم المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان.
ختاماً نشدد على أن مستقبل سوريا يعتمد على بناء دولة ديمقراطية مدنية تحترم حقوق جميع مواطنيها وتُحافظ على تراثها المتنوع. وما هذه التعديلات الأخيرة في المناهج التعليمية إلا خطرًا حقيقيًا على هذا المستقبل، وتستدعي وقفة جادة من جميع القوى الوطنية الحريصة على مصلحة سوريا.