الأقباط متحدون - البابا فرنسيس يعبر عن ارتياحه للتوصل إلى هدنة في غزة .. ويأمل التوصل إلى حل الدولتين
  • ٢١:٠٣
  • الاثنين , ٢٠ يناير ٢٠٢٥
English version

البابا فرنسيس يعبر عن ارتياحه للتوصل إلى هدنة في غزة .. ويأمل التوصل إلى حل الدولتين

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٣٠: ٠٤ م +02:00 EET

الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
محرر الأقباط متحدون
بثت القناة الـ"تاسعة" التلفزيونية الإيطالية مساء أمس الأحد مقابلة مع البابا فرنسيس عبر خلالها عن ارتياحه الكبير للهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس وأعلن أنه سيُعين في شهر مارس آذار المقبل امرأة على رأس حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان، وهي الراهبة رافايلا بيتريني، كما سُئل فرنسيس عن الأنباء الحاكية عن ترحيل جماعي للمهاجرين من قبل إدارة ترامب الجديدة، معتبرا أنه لا يجوز أن يدفع الفقراء ثمن الخلل في التوازنات المجتمعية.
 
تطرق الحبر الأعظم في المقابلة التي أجراها معه الصحفي الإيطالي فابيو فاتسيو إلى الهدنة بين إسرائيل وحماس والتي دخلت حيز التنفيذ أمس الأحد، معبرا عن فرحته وآملا أن تستمر الهدنة وأن يتم التوصل إلى حل الدولتين الذي طال انتظاره، كما تناول قضايا أخرى مرتبطة بالأحداث الآنية وبالتحديات التي يواجهها العالم والكنيسة. وهي ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها البابا إلى الصحفي فاتسيو إذ سبق أن أجرى معه مقابلتين في العام ٢٠٢٢ وفي العام ٢٠٢٤. استغرقت المقابلة ساعة تقريباً، وجرت بالتزامن مع صدور كتاب جديد، أعده الصحفي كارلو موسو، يتضمن سيرة حياة البابا فرنسيس، وقد صدر بالتزامن في مائة بلد حول العالم.
 
استهل البابا حديثه لافتا إلى أن رئيس حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال فيرجيز ألزاغا سيبلغ سن التقاعد في شهر آذار مارس المقبل، وستحل مكانه أمينة سر الحاكمية الراهبة رافايلا بيتريني. وهي المرأة الثانية التي سترأس دائرة فاتيكانية بعد تعيين الراهبة برامبيلا عميدة لدائرة الحياة المكرسة.  
 
ردا على سؤال بشأن الأنباء الحاكية عن قيام إدارة الرئيس ترامب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين بشكل جماعي، شدد البابا على أن هذا الأمر، لو كان صحيحا، فهو سيشكل مأساة، محذراً من مغبة تحميل الفقراء والضعفاء ثمن الخلل في التوازنات المجتمعية. وفي معرض حديثه عن ظاهرة الهجرة أكد الحبر الأعظم أن لكل مهاجر الحق في أن يُقبل ويُرافق ويُكرم ويُدمج في المجتمع. وتوقف في هذا السياق عند التراجع الحاصل في إيطاليا في عدد الولادات، وحيث وصل معدل الأعمار إلى ست وأربعين سنة، وقال إن لم يُنجب المواطنون البنين، لا بد من استقبال المهاجرين.
 
لم تخلُ المقابلة مع البابا من الحديث عن الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، لاسيما مع دخول الهدنة بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ صباح أمس الأحد، والإفراج عن ثلاث نساء إسرائيليات كن محتجزات من قبل حماس. وعبّر البابا عن امتنانه للوسطاء، كما سبق أن فعل صباح الأمس في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي. وتوقف عند ضرورة التوصل إلى حل الدولتين الذي طال انتظاره معرباً عن قناعته بأن هذا يبقى الحل الوحيد، وأشار إلى استعداد بعض الأطراف للتوصل إلى هذا الحل، فيما تعارضه أطراف أخرى. وقال البابا إنه لا بد أن يتفوق السلام على الحرب، لكن الأمر يحتاج إلى الشجاعة، وقد يتم التنازل عن بعض الأمور، لكن في نهاية المطاف يكون الربح أكبر من الخسارة. وعاد ليكرر عبارته المعهودة قائلا إن الحرب هي دائماً هزيمة، وشدد على أهمية المفاوضات، مندداً في الوقت نفسه بالأرباح الطائلة التي تجنيها الشركات المصنعة للسلاح، الذي يولد الدمار.
 
تابع البابا حديثه التلفزيوني متوقفا عند الرجاء، الذي هو موضوع اليوبيل ومحوره، وقال إن الرجاء هو المرساة التي ينبغي أن نتمسك بها، وهي صورة سبق أن تحدث عنها خلال فتحه الباب المقدس في سجن ريبيبيا الروماني، وقال إنه شاء أن يُقدم على هذه الخطوة لأنه يحمل المساجين دوماً في قلبه، ودعا المشاهدين إلى عدم نسيان هؤلاء السجناء، ورأى أنه يوجد العديد من الأشخاص خارج السجن وهم مذنبون أكثر ممن في الداخل.
 
وقبل أيام قليلة على إحياء ذكرى المحرقة النازية في السابع والعشرين من الجاري، قال البابا فرنسيس إن شعورا بالشفقة والخجل، حيال تلك المأساة، رافقه أثناء الزيارة التي قام بها إلى معتقل أوشفيتز النازي في بولندا عام ٢٠١٦، وحيث اطلع على روايات الضحايا، لاسيما شهادة إيديث بروك، الشاعرة المجرية البالغة من العمر اثنين وتسعين عاما، والتي نجت من الهولوكوست.
 
هذا وتناولت المقابلة مسألة التعديات الجنسية على القاصرين في الكنيسة الكاثوليكية وقال البابا إنها شر كبير جدا، ولا بد من التصدي له، وتحدث أيضا عن المشاكل التي يواجهها الشبان، المحتاجون إلى المرافقة. وتوقف أيضا عند أهمية أن نكون قريبين من الخطأة، مشددا على أنه لا توجد خطية لا يمكن أن تُغفر، وذلك لأن الله يريد جميع البشر إلى جانبه، كأبناء له، وكأخوة مع بعضهم البعض.
 
في ختام المقابلة شاء البابا أن يوجه كلمة إلى المشاهدين لمناسبة السنة المقدسة، حاثا إياهم على عدم إضاعة هذه الفرصة، وعلى متابعة السير إلى الأمام بشجاعة وأيضا بحس الفكاهة.